حسن خليفة – «صدى الوطن»
نجح المرشح الديمقراطي عبد الله حمود في أن يصبح أول مسلم وعربي أميركي يفوز بالسباق إلى مجلس نواب ميشيغن، ممثلا الدائرة 15 (ديربورن)، حيث حصد حوالي 62 بالمئة من الأصوات الناخبة بمواجهة منافسه الجمهوري ترنس غيرن، المصارع المحترف المعروف بلقب «راينو».
وكانت مشاعر الترقب والقلق قد سادت أجواء الجالية العربية في المدينة، وحلقات المتطوعين في مراكز الاقتراع والناخبين العرب الأميركيين، تحسبا من تأثيرات السباق الرئاسي المحموم الذي بدا للجميع أنه سيكون سباقاً تاريخياً، وسيكون له تأثيره الكبير على السباقات المحلية الأخرى.
وحال إغلاق مراكز الاقتراع أمام المصوتين في الساعة 8، مساء الثلاثاء الماضي، احتشد المرشحون العرب الأميركيون مع مناصريهم في العديد من الأماكن، لمتابعة أخبار فرز النتائج، وبدا فيها أن بعض المرشحين قد حضروا أنفسهم لإلقاء «خطاب النصر» و«خطاب الهزيمة» في الوقت نفسه، في دلالة على صعوبة التنبؤ بمخرجات الانتخابات المحلية.
وكان المرشح لعضوية مجلس نواب ميشيغن، عبد الله حمود وأنصاره والمتطوعون في حملته قد تجمعوا في «النادي اللبناني الأميركي» مساء الثلاثاء الماضي، يحدوهم الأمل بفوز المرشح الشاب وينتظرون بفارغ الصبر فرز النتائج التي أسفرت بعد عدة ساعات عن نيله 61.6 بالمئة من مجمل الأصوات الناخبة وليتقدم على منافسه الجمهوري «راينو»، فعلت على الفور الصيحات الاحتفالية وتم تبادل التهاني بين المحتشدين الذين بدت عليهم آثار التعب من جراء ذلك اليوم الطويل.
وعبر حمود في حديث لـ«صدى الوطن» عن شعوره بالارتياح والفرح لفوزه مؤكداً أنه «نضاله» الحقيقي لم يبدأ بعد، وهو ما أعاد التأكيد عليه في «خطاب النصر» حين توجه لمؤيديه بالقول: «غدا سيبدأ العمل الحقيقي.. إنه لأمر مخيف أن تنتخب ميشيغن مسلماً عربياً أميركياً للمرة الأولى من ديربورن ليكون عضوا في مجلس نواب ميشيغن، ولكن يبدو من الممكن أن يفوز ترامب!
واعترف حمود بوجود تحد حقيقي في خلق بيئة يعمل فيها أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل خدمة قضايا الناخبين، وكذلك القضايا الحيوية التي تخص مدينة ديربورن.
حمود سيكون أول عربي مسلم يمثل مدينة ديربورن في المجلس التشريعي، فيما كانت النائب السابقة (عن جنوب غرب ديترويت) رشيدة طليب أول عربية مسلمة مثلت مدينة ديترويت في المجلس، بين العامين 2009 و2014. ولكن المرشح الشاب لم يقدم نفسه بوصفه مرشحاً مسلماً أو عربياً، وإنما بوصفه أحد أبناء مدينة ديربورن، الأمر الذي تقبله مجتمع المدينة برحابة صدر.
من ناحيتها، كررت غيدا داغر -مديرة حملة حمود الانتخابية- ما أفاد به حمود الذي وصفته بأنه سيكون «جسرا جيدا للاتصال بين مجتمعنا في ديربورن والمناطق المحيطة، خاصة وأنه سيكون على اتصال بقضايا تهم كامل الولاية». وأكدت أن حملة حمود الانتخابية تركزت حول قضايا الرعاية الصحية والبيئة والتعليم والنقل، وأن العناوين الانتخابية تشكلت من خلال الحوار مع السكان على مدى عام كامل، إضافة إلى خلفيته المعرفية بالسياسات البيئة وسياسات الرعاية الصحية.
وكان ثمة تحفظ آخر على المرشح العربي الأميركي تمثل بصغر سنه (26 عاما) وهو ما تطلب منه بذل جهود إضافية لإقناع الناخبين بأنه قادر على تمثيلهم في كابيتول لانسنغ. وفي هذا السياق، أكد أحد المتطوعين في حملة حمود، ويدعى مصطفى عجمي، أنه وفي الوقت الذي قصد فيه معظم الناخبين مراكز الاقتراع وقد قرروا مسبقا لمن سيصوتون، إلا أنهم عبروا عن آرائهم في أن حمود ليس لديه الخبرة الكافية لدخول المعترك السياسي، لكن عجمي الذي يعرف حمود منذ سنوات وصفه بأنه «أكبر من عمره» وأضاف أن «الحملة تمحورت حول عنوان رئيسي هو «من المجتمع.. لخدمة المجتمع»، فحمود سيلقي الضوء على القضايا التي تخص أبناء جيله وتهمهم».
متطوعة أخرى في حملة حمود الانتخابية تدعى زينب سرعيني، أشارت إلى أن السباق الرئاسي قد اجتذب العديد من الناس الذين لم يشاركوا في الانتخابات من قبل، وهؤلاء كان في الأغلب لديهم أسئلة حول المرشحين في السباقات المحلية.
وفيما يخص مسألة عمر المرشح حمود، قالت سرعيني «لقد كانت هذه المسألة هي فرصتي للسؤال حول إنجازاته، وعندما عرفتها كانت مثيرة للإعجاب». وأضافت بالقول «هنالك افتراض بأن النائب الديمقراطي المسلم سيتقبل بعض الانتكاسات في مجلس النواب الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية، ولكنه (حمود) سيثبت أنه عنيد في القتال من أجل مصالح المجتمع».
Leave a Reply