منذ انطلاقة هوليوود في مطلع القرن الماضي ولغاية حركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين شكل “العبيد” أساساً في ركائز المشهد السينمائي في الأفلام الأميركية:
الزوج الأبيض والزوجة الشقراء الجميلة.. ثم الخادمة (العبدة، السمينة غالبا) المخلصة لربتها، وزوجها الكسول (العبد) والأولاد (أحدهم يهوى الغناء والموسيقى الى جانب البطيخ).
الصورة الهوليوودية تتطابق اليوم مع الصورة النمطية، فأياها ولّد الأخرى؟ هنا يمكن الاختلاف حول أسبقية البيضة أو الدجاجة.
الصورة النمطية اليوم لمجتمع الأفارقة الأميركيين كالتالي:
زوجة قوية الشخصية (الى حد نعتبره نحن الشرقيون وقاحة، وربما نحن على خطأ)، وزوج منصت يعتمد على زوجته (التي تثقفت تاريخياً في بيوت البيض الأميركيين)، وأولاد تشغلهم أغاني الراب والهيب هوب وما تروجه من عنف وتعاط للمخدرات وما لف لفهما.
والنتيجة معروفة..
/
بعد حركة الحقوق المدنية للأفارقة الأميركيين في ستينات القرن الماضي، تعذر على هوليوود انتاج أفلام من هذا القبيل، بل حظرت وسائل الإعلام الأميركية إعادة بث هذه الأفلام “حفاظا على مشاعر” الأميركيين السود، ما أدى طبعا الى إهمال أرشيف واسع من “الإبداع المنمط”..
وكما لا يخلو بيت السبع من العظام لا تخلو جعبة هوليوود من الصور النمطية..
فمنذ أواسط القرن العشرين وحتى أواخره طغت صورة البطل الأميركي.. المدخن. هذا البطل قادر، وبلياقة بدنية عالية، ان يهزم جيش سوفياتي كامل أو أن ينقذ العالم من قنبلة نووية بيده اليمنى والجميلة الشقراء ذاتها في اليسرى.. والسيجارة ذات الزرزور الطويل في فمه!
.. لكن، مرة أخرى، ومع حركة الحقوق الصحية لغير المدخنين، تمت محاربة هذه الصورة النمطية التي دفعت ملايين ومليارات البشر الى التدخين. وأصبح من المستحيل ان نرى اليوم بطلاً هوليوودياً مدخناً. وبالتالي، طبعا، صار المدخن شبه منبوذ اجتماعياً، بعد أن كان “مثالاً” و”جغلاً” يحتذى!..
/
اليوم، تركز هوليوود في أفلامها ذات الميزانيات الجبارة على المخلوقات الفضائية أو “مخلوقات من بعد آخر”. ولكن ماذا لو ظهرت هذه المخلوقات (وهذا أمر “يبشرنا” به أعتى العلماء…) هل ستُمنع هذه الأفلام حفاظاً على مشاعر المخلوقات الفضائية؟..
/
وسط ترويجها للصور النمطية وكبحها وتهذيبها، متى تعتذر هوليوود للعرب والمسلمين عن شيطنتها لهم وتجريدهم من إنسانيتهم منذ فجر السينما الأميركية ولغاية اليوم؟
Leave a Reply