رايس تنهي جولتها السابعة فـي المنطقة.. وتصلي من أجل السلام فـي بيت لحمالقدس المحتلة – يبدو أن صلوات رايس لـ«السلام» خلال زيارتها الأسبوع الماضي لكنيسة المهد في بيت لحم والجهود المضنية التي بذلتها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالتنسيق مع الجانب المصري والأردني لم تجدِ نفعا، ففي ختام جولة لوزيرة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد رايس في رام الله، إنه لن يحضر المؤتمر الدولي بأي ثمن، مشدّداً على ضرورة وجود جدول زمني للمفاوضات، وذلك في إشارة إلى أن الفجوة لا تزال عميقة بين الموقفين الفلسطيني والإسرائيلي.وذكرت وكالات الأنباء ان رايس سعت في لقائها عباس لتلمس مدى استعداد الرئيس الفلسطيني للتخلي عن الاشارة الى مسألة عودة اللاجئين، في الوثيقة المشتركة التي يعمل الفلسطينيون والاسرائيليون على صياغتها لتقديمها امام المؤتمر الذي دعا اليه الرئيس جورج بوش في الخريف الحالي، فيما ألمح الاردن الى ان ثمة رغبة فلسطينية وعربية وإسرائيلية بإرجاء المؤتمر بغية الاعداد له بشكل يضمن نجاحه. وذكرت «اسوشييتد برس» ان الفلسطينيين اعدوا وثيقة مشتركة، تشير الى القضايا الجوهرية، وهي القدس والحدود واللاجئين، وتنص على ذكر جملة او اثنتين على الاقل حول كيفية حل كل من تلك المسائل. غير ان رايس طلبت من عباس ان يقبل بوثيقة اكثر ضبابية، لا تذكر حدود العام 1967، بحسب مسؤول فلسطيني اوضح ان الوزيرة الاميركية سألت عباس ايضا ما اذا كان الفلسطينيون مستعدين للتخلي عن الاشارة في الوثيقة الى مسألة اللاجئين.
عباسوقال عباس، بعد لقائه رايس في رام الله، إن «أهم شيء يريده الفلسطينيون الآن هو التوصل إلى وثيقة مشتركة واضحة ومحددة»، مشيراً إلى أنه لا يمكن الذهاب إلى مؤتمر الخريف المزمع عقده في الولايات المتحدة بـ«أي ثمن».وأضاف الرئيس الفلسطيني «أهم شيء هو أننا نريد أن نصل إلى وثيقة واضحة ومحددة تساعدنا على بدء المفاوضات بعد ذلك في وقت محدد أيضاً. يجب ألا تكون هناك إضاعة وقت، ولا يمكن تضييع الوقت وبعد ذلك القول يجب الذهاب إلى المؤتمر بأي ثمن. هذا غير ممكن». وأوضح أنه «لا يمكن ترك الأمور للظروف والمصادفات»، مشيراً إلى أنه «يجب أن تكون هناك وثيقة محددة وأن تكون هناك أوقات معينة للوصول إلى النتيجة النهائية».وتابع عباس أنه ستكون هناك «لقاءات مع الجانب الإسرائيلي، برئاسة أحمد قريع (رئيس طاقم التفاوض الفلسطيني)»، مضيفاً أن «(ستيفن) هادلي (مستشار الأمن القومي الأميركي) سيعود إلى المنطقة، كذلك ستعود السيدة رايس إلى المنطقة، بمعنى أن الجهود ستكون مكثفة».وحول جولته العربية المرتقبة، أشار عباس إلى أن «القيادة الفلسطينية تريد وضع الأشقاء العرب في صورة التطورات، وخصوصاً أن هناك لجنة المتابعة العربية المنبثقة عن قمة الرياض ويجب إطلاعها أولاً بأول من خلال الأمين العام لجامعة الدول العربية (عمرو موسى)».وقال عباس إن «المفاوضات الفلسطينية ـــ الإسرائيلية لم تبدأ. وفي البداية تكون هناك فجوات، والمهم كيف يمكن للطرفين أن يسدّا هذه الفجوة، بمساعدة أميركية وأيضاً عربية لأن الأشقاء كلهم معنيون بذلك».وكان عباس قد أجرى مشاورات هاتفية مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمين العام للجامعة العربية ومدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.وفي إشارة إلى صعوبة المباحثات، ألغت رايس المؤتمر الصحافي المشترك مع عباس، وهو ما بررته السلطة الفلسطينية بـ«أسباب فنية».ورغم أجواء التشكك، عبّر الرئيس الأميركي جورج بوش عن ثقته بأن المؤتمر الدولي سيضع أسس الدولة الفلسطينية والسلام في المنطقة. وقال إنه متشجع بالإيجاز الذي قدمته له رايس حول جولتها في المنطقة. وأضاف أن الموقف هو «دعونا نعمل لإيجاد رؤية مشتركة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين». إلا أنه أقرّ بأن «هذه الغاية تحتاج إلى جهود كبيرة»، وعبّر عن «إيمانه» بقيام «دولة فلسطينية ديموقراطية رغم جهود المتطرفين لإفشال الخطة». وأضاف «أنا متفائل أن بإمكاننا تحقيق هذه الغاية وسنواصل العمل حتى النهاية».جولة رايسوتمحورت جولة رايس المكوكية السابعة التي تقوم بها الى المنطقة منذ بداية العام، حول التحضيرات لاجتماع منتظر جدا ستستضيفه الولايات المتحدة قبل نهاية العام. وتضمن جولة رايس زيارة مدينة بيت لحم بلفتة نادرة لوزيرة الخارجية الاميركية التي وصلت الى المنطقة يوم الاحد الماضي وختمت زياراتها الخميس الماضي بلقاء الملك الأردني في لندن. وأجرت رايس محادثات في مصر والتقت الرئيس حسني مبارك وعدد من المسؤولين، وقال مسؤول اميركي كبير يرافقها في جولتها ان وزيرة الخارجية الاميركية حققت تقدما في كسب تأييد مصر لمؤتمر أنابوليس القادم مما يسهل عملية حشد التأييد العربي للمؤتمر. وبعد لقائها إيهود أولمرت التقت رايس وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في القدس المحتلة، وقالت ان ثمة «فرصة معقولة للنجاح» مضيفة «اننا نظهر للاطراف ان ثمة اساسا للتحرك قدما». وتابعت «انها مرحلة في مسيرة، وليس نهايتها» داعية الدول العربية الى «حشد» قواها لدعم المؤتمر. وقالت ليفني، من جهتها، ان اسرائيل تريد «التوصل الى تفاهم حول اساس مشترك يمكن ان يكون الأكثر اتساعا في الوقت المتوفر» مكررة التحذير من «اثارة توقعات يمكن ان تؤدي الى الاحباط والعنف». إرجاء «مؤتمر بوش» وعشية لقاء رايس والملك الاردني عبد الله الثاني في لندن، قال مسؤول اردني «ندعم بقوة فكرة المؤتمر، ونعتقد انه يجب التئام اللقاء… لكننا نعتقد انه اذا كان الإرجاء سيفيد نتيجة اللقاء، او ان ثمة حاجة لوقت اضافي لاعداد المؤتمر بشكل مناسب، فليكن» موضحا ان موقف عمان يعكس رغبة اطراف عربية اخرى، بينها الفلسطينيون ومصر والسعودية، وحتى اسرائيل. اضاف ان «الاردن لم يطلب ارجاء المؤتمر بعد».وفي القاهرة، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إنه سيدعو الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب، لتنسيق المواقف العربية استعداداً للمؤتمر.
Leave a Reply