لا يكاد يمر يوم دراسي في ديربورن إلا وتشهد الشوارع المحيطة بالمدارس ازدحاماً واختناقات مرورية تدوم لدقائق طويلة تبدو كساعات بالنسبة لمن يعيش في هذه البلاد.
المشكلة أن الاختناق المروري هذا غالباً ما يكون ناجماً عن قلة ذوق البعض، حيث قد تتسبب سيارة واحدة بعرقلة السير لدقائق، كما أن «حب المخالفة» لدينا نحن العرب له تأثير كتأثير الدومينو، فتتشابك سيارات الأهالي «المتلهفين» للقاء أولادهم ولا يعود أمامك سوى الإنتظار وتحمل «نرفزات» الموظفة المكلفة بمراقبة عبور الأولاد للشارع، والتي لا تتوانى بأن تشعرك بمدى امتعاضها من الفوضى.. ومن تعنت ذاك السائق ولا مبالاة تلك المرأة.
للأمانة إدارة المدرسة تحرص على ضمان سلامة الأطفال، لكن المشكلة سببها أولياء التلاميذ الذين يحضرون غالباً الى محيط المدرسة قبل نصف ساعة من خروج الأطفال، وينتظرون داخل سياراتهم لسماع جرس انتهاء الدوام، في حين -وأنا شاهد عيان شبه يومي على ذلك- تمارس النسوة هواياتهن الإلكترونية المفضلة باستخدام «الفيسبوك» أو «الواتس أب» أو حتى اللعب بـ«كاندي كراش».. أو هكذا يُقال.
نادراً ماترى سيدة لا تحمل في يديها هاتفاً ذكياً (سمارت)، وفي الغـالـب تكـون مشغولـة بـ«التواصل اجتماعياً» عبر كتابـة التعليقات وتبادل الرسائل «الفارغة».
بل أصبح محيط مدرسة لوري، وبالتحديد شارع هانسن «استراحة الكترونية» قبل نصف ساعة أو أكثر من انتهاء الدوام. الجميع منشغلون بهواتفهم الذكية وبالفضاء الإلكتروني، بل إن خدمات مثل «تانغو» القائمة على موقع المستخدم تبدو مطلوبة لتعارف أولياء الأمور الذين يفضلون عدم حضور اللقاءات المدرسية.
بالعودة الى عجقة المدارس، نقول إن المشكلة ليست في الهواتف الذكية ولا بمستخدميها، والحل بسيط، فلا داعي لإغلاق الشارع والتوقف في عرضه قبالة أبواب المدرسة، فاحترام قواعد المرور كفيلة بتجنيبنا هذا الإزعاج اليومي، ولا تقولوا لي إن الشوارع ضيقة، بل المشكلة في «الخُلق الضيّق».
Leave a Reply