في اجتماع «مجلس ديربورن التربوي» الذي التأم الاثنين الماضي للبحث في معالجة مسألة الاكتظاظ الطلابي في ثانويات المدينة، بدا جميع الأعضاء مهتمين وقلقين للغاية من الآثار المترتبة على مستقبل آلاف التلاميذ جراء هذه المشكلة المتفاقمة، فيما بدا عضو المجلس حسين بري في عالم آخر..
فبعد إجراء الكثير من المداولات والنقاشات المعمقة حول الحلول الممكنة للازدحام الطلابي، ختم بري الجلسة بمداخلة غريبة وخارجة عن السياق، يصدق فيها قول القائل: «جاء ليتكلم فوضع رجله في قصعة الأكل»!
العضو العربي الأميركي في المجلس التربوي بدأ باستجواب المشرف العام على مدارس المدينة الدكتور غلين ماليكو والاستفسار منه حول بعض المعلومات التي وصلته عبر الثرثرة والقيل والقال.
وتعليقات بري لا تمس بأي حال من الأحوال بنزاهة ماليكو بقدر ما تمس ببري وتثبت افتقاره للاحترافية والعقلانية التي تفترض به أن يتحدث مع المشرف العام على انفراد ليحصل منه على التوضيحات المطلوبة حول القصص المزعومة. في البداية، أشاد بري بماليكو لاطلاعه أعضاء المجلس التربوي على آخر المستجدات والأخبار التي يتم تداولها في المناسبات العامة التي يحضرها، وبعدها تطرق إلى «برانش السبت» الذي يقيمه بعض النشطاء المجتمعيين، قائلاً إن أحد الأشخاص قد أخبره بأن محادثات ومناقشات حول المدارس والأعمال قد جرت في تلك المناسبة وأنها أزعجت ماليكو، ولذلك طلب منه أن يشارك أعضاء المجلس بجميع المعلومات والأخبار التي تجري بحضور ماليكو في المناسبات العامة والخاصة على حد سواء.
من حيث المبدأ، فإن استجواب ماليكو في الأمور المدرسية أمر معقول وممارسة مسؤولة، لكن انتقاد المشرف العام على مدارس ديربورن حول شيء قد يكون قاله في مناسبة خاصة، هو أمر شائن، يجب أن يدفع بري لكي يخجل من نفسه.
إن محاولة بري إحراج المشرف التربوي على ثالث أكبر منطقة تعليمية في ميشيغن في جلسة مفتوحة للعموم، أمام الطلاب والموظفين الذين يرأسهم، هي في نهاية المطاف.. إذلال لبري نفسه، ودليل على افتقاره إلى أدنى درجات اللباقة والمسؤولية.
بعدها، اتهم العضو العربي بكل صفاقة ماليكو زوراً وبهتاناً بمعاقبة أحد الموظفين بسبب بعض الأمور التي نوقشت في تلك المناسبة، بانياً ادعاءه على أوهامه الشخصية التي يبدو أنها لا تتخلى عنه.. في جميع الظروف.
ماليكو، من جانبه، رد باحترام على بري مشدداً أنه لا يكشف عن المعلومات والأسرار المتعلقة بالمدارس لأي شخص كان، إلا إذا كانت معلومات عامة أو ما يجري تداوله في وسائل الإعلام، ومؤكداً أنه لا يستغل محادثة في مناسبة عامة كي يعاقب أو يؤدب موظفاً من موظفيه، لكن بري تجاهل تلك التوضيحات، وهذا ليس بالغريب عنه.. إذ «لقد أسمعت لو ناديتَ حياً/ ولكن لا حياة لمن تنادي».
ويقتضي المنطق السليم، أن لا يستجوب المشرف العام بسبب حضوره الفعاليات المجتمعية العامة أو الخاصة أو التواصل والتفاعل مع الجمهور، لما فيه منفعة المنطقة التعليمية، فالتواصل هو المفتاح والوسيلة لإيجاد الحلول البناءة، ولكن يبدو أن العضو العربي غير معني.. حتى باجتماع المجلس التربوي نفسه، إلا من أجل تصفية الحسابات.. مع الجميع!
يفترض ببري أن يكون -كعضو مجلس تربوي- قدوة للطلاب، بدلاً من تعاطيه الفج واستغلاله الوقح لقواعد العمل الجماعي عبر إذاعة القصص المفبركة والأخبار الكاذبة وتوظيفها لتصفية الحسابات مع الآخرين، كما حصل أكثر من مرة، مما يؤثر على حماسة وإنتاجية زملائه الذين يمكن لمس إحباطاتهم المتكررة نتيجة سلوك زميلهم المريب.
ففي الماضي، هاجم الرئيسة السابقة للمجلس مريم بزي والعضوين فدوى حمود ومايكل ميد، وفي اجتماع المجلس في 24 تموز (يوليو) الماضي، نشر علناً أكاذيب وقصصاً ملفقة حول ناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني، ومن المفارقات.. أن الاجتماع الأكثر سلاسة وإنتاجية وأهمية كان قد عقد خلال سفر العضو العربي إلى الخارج، على الرغم من أن المجلس كان يبحث في معالجة موضوع مثير للجدل، وهو تغيير حدود المدارس لحل مشكلة الازدحام في ثانويات ديربورن.
ويلاحظ الجميع، أن بري ومنذ إعادة انتخابه في 2016 يتصرف باستمرار بعدوانية واستفزازية منقطعة النظير تجاه الزملاء والموظفين وأعضاء المجتمع، ويبدو دائماً وكأن لديه مسلّة تحت إبطه، كما يقول المثل، مضمراً الحقد والضغينة نحو الكل، وإذا ما استمر بتهور وإساءة استخدام منصبه لنشر الشائعات وممارسة البلطجة على زملائه ورئيس المنطقة التعليمية، فسوف تسوء الأمور أكثر فأكثر، خاصة في هذا الوقت الحاسم الذي يستعد فيه المجلس التربوي لإيجاد بديل لرئيس كلية هنري فورد ستان جينسن المنتهية ولايته… ففي ظل هذه الأجواء المسمومة لن يتقدم أي من الأكاديميين المتميزين والموثوقين بطلب لشغل المنصب الذي سيشغر في الفترة القريبة، وفي هذه الحال، سيضطر المجلس لتعيين شخص غير كفء.. مما سيؤثر بشكل مؤكد على المستقبل الأكاديمي لآلاف الطلاب من أبناء المدينة.
في مسلسل البلطجة المتواصل الذي يمثّل بري بطل حلقاته جميعاً، فالعضو المتهور لا يضر بنفسه فقط ولكن يهدد المدينة بأكملها، ولهذا يجب على القادة المجتعميين والمربين والمسؤولين المنتخبين وأعضاء المجلس التربوي أن يقفوا معاً لتدارك مواقف بري الرعناء.
وهذه دعوة للجميع.. حسين بري صار حالة عيادية.. انتبهوا عليه!
Leave a Reply