ديترويت – خاص “صدى الوطن”
وضعت محكمة فدرالية في مدينة ديترويت يدها على قضية نصب واحتيال كبيرة بطلاها عراقيان أميركيان، وضحاياها بالمئات من أفراد الجالية العراقية في الولايات المتحدة، ويقطن معظمهم في جنوب شرق ولاية ميشيغن، وحيث كان لمدينة ديربورن، التجمع الأكبر للعرب الأميركيين النصيب الأوفر من هذه العملية.
وقدرت المبالغ التي اختلسها بطلا العملية وشركاء محليون لهم بحوالي مليار دولار.
وقد كلف عشرات الضحايا شركة محاماة رفع دعوى قضائية جماعية ضد المتهمين الرئيسين اللذين أوردت أوراق الدعوى اسميهما وهما عبدالزهرة شلوشي وأحمد العبادي إضافة الى 18 متهما آخرين وثلاث مؤسسات تجارية.
وقد امتنع الضحايا الذين رفعوا القضية عن ذكر أسمائهم خشية استهدافهم بحسب المحامي الذي يتولى الدعوى جيرارد مانيستي من مدينة تايلور. وأوضح مانتيسي أن موكليه يتراوح وضعهم الاقتصادي بين عمال وموظفين بسيطين ومستثمرين أغنياء.
وطلب أصحاب الدعوى من القاضي الفدرالي المرفوعة أمامه قضيتهم أمر حماية لإبقاء هوياتهم طي الكتمان خشية تعرض أفراد عائلاتهم للأذى في العراق. ولا يعرف حتى الآن فيما اذا كان القاضي الفدرالي الأميركي ديفيد لاوسون سيمنح المدعين أمر الحماية.
وأبلغ ناشر “صدى الوطن” أسامة السبلاني صحيفتي “ديترويت نيوز” و”فري برس” إن بعض المشتكين اتصلوا به طالبين كتابة تقرير عن شكاواهم، قبل التقدم بطلب الدعوى القانونية.
ويقول المشتكون في متن الدعوى إن المتهمين الرئيسين وشركاهم من العراقيين الآخرين استغلوا المفاهيم الثقافية والدينية المتصلة بالشرف والعهد لدمغ وعودهم بالمصداقية.
ويشتبه بأن المتهمين قدموا أنفسهم كأشخاص يتمتعون بصفات نكران الذات ومحبة فعل الخير من منطلقات دينية ومدنية، وأقدموا على توظيف وكلاء لهم من ذوي السمعة الحسنة والثقة لأجل جلب المستثمرين من أفراد الجالية العراقية.
وتمضي الدعوى لتقول إن المتهمين استغلوا المحرمات الثقافية والدينية التي تمنع الطعن بالنوايا وتكرم الكلمة والعهد عند التعامل مع الإخوة والأخوات من أبناء العشيرة، فضلا عن العادات العربية بعقد الصفقات التجارية بواسطة العملة الورقية والمصافحة بالأيدي لأجل خداع آلاف العراقيين الأميركيين واقناعهم بالاستثمار في مشاريع في العراق وفي الشرق الأوسط.
وأفاد المدعون أنهم وعدوا عبر التزامات شفوية وخطية من قبل المتهمين بإعادة أصول أموالهم خلال فترة بين 8 -12 شهرا مع فائدة تتراوح بين 80 و100 بالمئة، لكن الآلاف منهم لم يتلقوا أية أموال حتى الآن وأخفقت كل جهودهم في الاتصال بالمتهمين.
وتفيد حيثيات الدعوى أن المتهيمن قاموا بتسديد بعض الأموال والفوائد لعدد محدد من “المستثمرين” في خديعة لاستدراج أعداد كبيرة من المستثمرين وهي الطريقة المتبعة في مثل هذا النوع من الاحتيال المالي الذي اشتهر به “أبطال” مثل الإيطالي الأميركي تشارلز بونزي واليهودي الأميركي بيرني مادوف واللبناني صلاح عز الدين.
وقال ديف هونيغمان وهو واحد من أربعة محامين يمثلون المدعين في هذه القضية إن الأذى الذي ألحقته عملية الاحتيال كان صاعقا للضحايا وأضاف “في دراستي للجرائم الاقتصادية والتي تتمحور حول الاحتيال في ولاية ميشيغن لم أشهد أي شيء مماثل في حجمه أو أكثر كارثية في تداعياته لهذه القضية التي بين أيدينا”.
وشرح هونيغمان أن الناس من مختلف مناحي الحياة تأثروا بهذه العملية التي طالت أضرارها آلاف العائلات العربية الأميركية فقدت جنى العمر من توفيرها في لحظات في الولايات المتحدة وفي العراق والشرق الأوسط وبلدان أجنبية أخرى.
ويمثل المتهمون الرئيسيون في القضية مجموعة تطلق على نفسها اسم “فاطمة انترناشيول انك”، يشتبه بأنها أجرت اتصالات بمساجد وكنائس محلية ومنظمات أخرى لاستدراج الاستثمارات.
ويرد في متن الدعوى ضمن المتهمين اسم “آدم ترايد غروب” و”فدك غروب، إنك” وكلتاهما في ولاية ميشيغن. وأغلقت مجموعة “آدم ترايد غروب” ابوابها قبل عدة أشهر وأتى على ذكرها أفراد اتصلوا بـ”صدى الوطن” لشرح قضيتهم والأوضاع الصعبة التي يعانون منها جراء وقوعهم في شرك هذا الاستثمار الموهوم.
وطلب هونيغمان من أي شخص يعتقد بأنه ضحية للاحتيال في هذه القضية أن يتصل به على الرقم: ٩٢٠٠-٤٤٧-٢٤٨
أو عبر البريد الإلكتروني التالي:
davehonigman@gmail.com
Leave a Reply