عذراً يا سيدي وسيد الأولين والآخرين وسيد المرسلين، عذراً يا محمد، يا رسول الله وخير خلق الله، فقد مضى علينا زمن طويل وطويل جداً ونحن نخدع أنفسنا حتى أصبحنا كالمحامي الفاشل الذي يدافع عن قضية عادلة. نحاول سد عين الشمس بغربال، كما يقول المثل، ولا نستطيع مواجهة التحدي والتصدي لهذا النوع المخجل من حرية الراي والتعبير والإساءة إليك يا سيدي وإلى الدين الإسلامي، حتى وصلت الوقاحة بهم للقول بأن للعالم »إلهين« بدل الله الواحد، إله محب لهم وإله ظالم لنا. يحدث ذلك يا رسول الله تحت مرأى ومسمع شيوخ وأئمة المساجد والمراكز الاسلامية الكثيرة الموزعة بين المذاهب والجماعات والطوائف هنا في ديربورن، لأننا -نحن المسلمون- تركنا الوحدة الإسلامية العالمية الخالدة وأصبحنا ننشر مآسينا ومصائبنا بين الأمم، ولا زلنا مختلفين على أول الشهر وآخره، وهل ندخل الحمام برجلنا اليمنى أو اليسرى! لا زلنا في صف الروضة بحاجة لمن يرشدنا إلى الحلال من الحرام. أصبحنا نكتة بين الأمم، ومن كان له ثار لدينا يريد أخذه منا بحجة الحرية والديمقراطية، حتى بات الدين مهزلة والنبوة سخرية على السنة العديد من سفهاء هذا الزمان الممتلئ بالتمرد والانحلال. حيث تملأ محاضراتهم الاعلام بكل أنواعه ووسائله لنشر بشارتهم السارة بشتم النبي محمد (ص) »وأنو ما فيش فايدة من الإسلام«.
لقد أساؤوا إليك يا رسول الله وما زالوا. أساء المغرضون والذين في قلوبهم »الكبر« وعلى اعينهم غشاوة. يرددون الكلام الجارح البغيض لك وللإسلام ونحن لا نملك حتى الكلمة التي هي أضعف الإيمان للرد. ما زال البعض بيننا من يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله من دون أن يعمل بالطاعات ويتقي الله حق تقاته. ما زال منا من يقف ويصلي الفروض في المسجد ويتعامل مع الآخرين بكبرياء وعظمة. المنابر والمواعظ والصلوات والخطب والقنوت لم ترقق بعض القلوب القاسية منا ولم تطهر الكثير في نفوسنا من الرياء والنفاق وإنه لا فضل لعربي على اعجمي إلا بالتقوى والتسامح بيننا وإن السلام صدقة والبسمة الصادقة صدقة، يلزم الكثير من علماء الدين »الأميّين« ذوي الأصوات الجهورية، أصحاب الخطابات الطويلة فيما لا ينفع السامعين، التحدث بموضوعية والتصدي لهذه الحملات الشنيعة التي نسمعها آناء الليل وآناء النهار وهي تبث سموم الفتنة والخلافات بين أتباع الديانات.
علينا جميعاً أن نغير بصدق ما بأنفسنا للعمل الصالح ويكون لنا شرف الانتماء إلى خير أمة أخرجت للناس، عندها قد ننال شرف التصدي لهذه الهجمة الشرسة على النبي محمد (ص) الذي كان يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وكانت رسالته الدعوة إلى البر والإحسان وتقوى الله والعمل الصالح وليس بقوة السيف والجبروت كما يقول أصحاب الخطابات المؤذية. أصحاب محاضرات الفتنة والشتائم تحت مظلة الحضارة والتطور والديمقراطية وحرية التعبير.
عذراً يا رسول الله يا من كان مولده نوراً وهدى للناس أجمعين قل »إنما أنا بشر يوحي إلي إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً«، نعم لقد كنت يا حبيبي يا رسول الله مثالاً لنا بالعبادة والعمل الصالح. كنت مثالاً للصدق والشجاعة والأمانة والوفاء والصبر، سامحنا لقلة عبادتنا والقليل الصالح من أعمالنا. عذراً يا نور الهدى يا من أرسله الله رحمة للعالمين، يا من كان في قومه الصادق الأمين، عذراً يا خير خلق الله وسامحنا!
Leave a Reply