واشنطن – سعيد عريقات
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأسبوع الماضي، عن أن الملياردير الأميركي شيلدون أديلسون وزوجته ميريام أديلسون تبرعا بمبلغ 25 مليون دولار للجنة عمل سياسي –أو ما يُعرف بـ«سوبر باك»– مكرسة لدعم المرشحين الجمهوريين في انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي يوم 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وذكرت الصحيفة أن سجلات للجنة الانتخابات الفدرالية التي تم تقديمها مساء الاثنين الماضي أظهرت أن آديلسون وزوجته ميريام تبرعا لـ«صندوق قيادة مجلس الشيوخ»، وهي لجنة عمل سياسي مؤيدة لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل (السناتور عن ولاية كنتاكي) وتعمل في الحفاظ على الأغلبية الجمهورية في الانتخابات النصفية.
ويحتفظ الجمهوريون حالياً بأغلبية طفيفة في مجلس الشيوخ (٥٠–٤٩ بعد وفاة السناتور جون ماكين)، ما يعني أن كل ما يحتاجه الديمقراطيون لانتزاع الأغلبية في نوفمبر القادم هو الفوز بمقعدين إضافيين.
وحسبما أوردت «واشنطن بوست»، ارتفعت تبرعات الزوجين أديلسون في الانتخابات الحالية فوق 55 مليون دولار على الأقل، بعد تبرعهما بثلاثين مليوناً في شهر أيار (مايو) لـ«صندوق قيادة الكونغرس»، وهي لجنة عمل سياسي مقربة من رئيس مجلس النواب، الجمهوري بول راين (ويسكونسن)، لدعم مرشحي الحزب، ما يجعل من الزوجين أكبر متبرعين في الانتخابات النصفية للكونغرس.
ويعتبر اليهودي الأميركي أديلسون (٨٥ عاماً) من أشد المؤيدين لأنشطة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الضفة الغربية والقدس الشرقية، كما كانت له اليد الأقوى والأثر الأكبر في التأثير على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة وتخلي واشنطن عن حل الدولتين، وتبني مواقف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بالكامل.
كما موّل أديلسون بشكل كامل حملة نتنياهو الانتخابية الأخيرة علاوة على تمويل كل المؤسسات والمجموعات اليهودية المتطرفة التي تنشط في الأراضي المحتلة، وهو يعتبر «أنه من الأهم أن تكون إسرائيل يهودية وليست ديمقراطية».
ويفيد التقرير أن أديلسون وزوجته كانا أكبر المتبرعين للحزب الجمهوري في الانتخابات الثلاث الأخيرة، حيث قاما بالتبرع بمبلغ ٢٥ مليون دولار لحملة ترامب، عشية الانتخابات الرئاسية عام 2016 وهو ما اعتبر في حينه المبلغ الأكبر في تاريخ ضخ الأموال التي أنفقت في الأسابيع الأخيرة من الحملات الانتخابية.
ويواجه الحزب الجمهوري معركة صعبة للحفاظ على سيطرته في الكونغرس، حيث يتطلع الديمقراطيون لانتزاع 24 مقعداً منهم في مجلس النواب.
يذكر أيضاً أن آديلسون وزوجته اللذين جمعا معظم ثروتهما (٤٣.٤ مليار دولار) من الفنادق وأندية القمار في «مدينة الخطيئة» الأشهر في العالم، لاس فيغاس (نيفادا)، معروفان بسخاء عطائهما للاستيطان اليهودي، حيث قاما قبل أسبوع بافتتاح كلية الطب الجديدة التي قاما بتمويلها في «جامعة أريئيل» المقامة في مستوطنة «أريئيل» في الضفة الغربية المحتلة، حيث تعهد أديلسون بالتبرع بمبلغ 20 مليون دولار إضافية للجامعة الاستيطانية التي يقاطعها العالم الأكاديمي الخارجي.
Leave a Reply