حسن خليفة – «صدى الوطن»
تعرض السجين العراقي الأميركي أرشد الجميلاوي للضرب على يد أحد حراس سجن «أوكس» بمدينة مانستي بينما كان على متن حافلة كانت تقله مع سجناء آخرين فـي 22 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي إلى سجن «تشيبوا» فـي شبه الجزيرة العليا من ميشيغن، وذلك على خلفـية مشادة كلامية بينهما.
أرشد الجميلاوي |
وفـيما تم توقيف الحارس عن العمل لمدة يوم واحد، فقد عوقب الجميلاوي بالسجن الإنفرادي لمدة عشرة أيام إضافة إلى حرمانه بعض الامتيازات لمدة 30 يوماً، فـي الوقت الذي تؤكد فـيه عائلته أنها ابنها قضى فـي السجن المنفرد عدة شهور عقب الحادثة.
وتشير الوثائق إلى أن الجميع السجناء كانوا مقيدي الأيدي خلال عملية نقلهم، وقد شهد سبعة منهم أن الحارس جونسون وجه لكمة إلى وجه الجميلاوي الذي كان جالساً فـي مقعده دون حراك، إثر مشادة كلامية (تضمنتها بعض التعابير البذيئة) كان جونسون هو البادئ فـيها.
وقد أدان تقرير الحادثة الجميلاوي بتهمة الاعتداء والضرب، فـيما تشير بعض الأقوال إلى أن المحققين بذلوا جهودا للتغطية على تصرف الحارس العنفـي، رغم أن الواقعة مسجلة عبر شريط فـيديو التقطته الكاميرا الموجودة فـي الحافلة ولكن سلطات الولاية تصنفها «بالسرية لأسباب أمنية».
وجاء فـي التقرير «أن الحارس قد توجه إلى المكان الذي يجلس فـيه الجميلاوي ويظهر كما لو أنه ينوي القيام بحركة باتجاه السجين»، ولكن السجناء يؤكدون أن الحارس لكم السجين بالفعل وأنه حاول ألا ترصده كاميرا الفـيديو الموجودة فـي الحافلة.
وشدد السجين ماكوسلن فـي شهادته أن الحارس قام بضرب السجين «بأعصاب باردة» فـيما كتب سجين آخر يدعى نيلسون أن الحارس قام بتوجيه لكمة قوية إلى وجه الجميلاوي، وقال «فـي الوقت الذي كان يحاول فـيه الجميلاوي أن يتجنب الضربات قام الحارس برشه برذاذ الفلفل».
وبالرغم من الأدلة الدامغة التي تبرئ ساحة الجميلاوي إلا أنه تلقى أقسى أنواع العقوبة بسبب تلك الحادثة. وكان الجميلاوي (26 عاماً) قد أدين بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى فـي العام 2008 وحكم بالسجن مدى الحياة لإردائه شخصاً من ديترويت بعيارات نارية، ولكن والدته تؤكد أنه لم يكن الشخص الذي أطلق الرصاص.
وعبرت فـي حديث مع «صدى الوطن» عن غضبها بسبب الظلم الذي يتعرض له ابنها فـي السجن فـيما تمت معاقبة الحارس المذنب بتوقيفه عن العمل يوماً واحدا فقط، وتساءلت «هل هذا معقول؟ أين العدالة فـي هذه الأحكام؟ إنه (ابنها) لا يأكل وتساء معاملته». وأضافت أن ولدها يخاف على سلامته من حراس السجن الذين يرهبونه وينادونه بـ«داعش».
ونقلت عن ابنها أنه كتب لها فـي رسالة قائلاً «إنهم يهدونني ويحرمونني من الطعام».
من ناحيته، وصف مدير «مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» فـي ميشيغن داود وليد إن «ادعاءات الجميلاوي واتهاماته (للحراس) مثيرة للقلق» مؤكداً أن منظمة «كير» «ستنظر فـي هذه القضية».
وأضاف قائلاً لـ«صدى الوطن»: «سواء أكانت ادعاءات الجميلاوي حول تصرف الحارس الوحشي صحيحة أو لا، فإن السجن المنفرد لمدة طويلة هي عقوبة قاسية وغير اعتيادية».
Leave a Reply