بقلم: كمال العبدلي
ضمْنَ مسلسلِ أعمالِهم الإجراميّة المهولة، شنّ الإرهابيّون الداعشيّون حملتَهم المسعورة في ترويعِ الآمنين، وتهجير السكّان الأصليّين وخاصّةً من إخواننا وأبنائنا المسيحيّين، وهي التي تُعَدُّ من الجرائم الكبرى بحيث تصاعدَتْ إلى مستوى الجرائم الجماعيّة ضدّ البشريّة، تلك التي تستدعي الإستنكار والإدانة، واتّخاذ التدابير اللازمة والعاجلة والكفيلة بدحر أولئك الإرهابيّين وإبادتهم، ليس فقط محلّيّاً من قبل جميع طوائف ومكوّنات الشعب العراقي، وإنّما من قبل جميع أبناء البشريّة في جميع بلدان العالَم وبالأخصّ من مصادرِ القرار، ذلك لأنّها النموذجُ الذي يمكن أن يطالَ أيَّ مكوِّنٍ في أيّة بقعةٍ من بِقاعِ العالَم، عدا عن ما تنطوي عليه الجريمة من المساس الصارخ والجارح لأيّ ضميرٍ جماعيٍّ أو فرديّ، بنفس الدرجة التي تهدّد أمنَ البشريّة، فليتخيّل أيُّ إنسانٍ يقيمُ في بيتِهِ، وبلحظةٍ سوداء، تهجم عليه وحوشٌ بشريّة، آمِرين إيّاه بمغادرته بما يحتوي، والرحيل عن منطقتِه، ليصادروا ذلك البيت وما فيه، مثلما فعلَ المجرمون الداعشيّون بالمسيحيّين في الموصل، بحيث – بعد أن هجّروهم – كتبوا كالوشمِ المريب على جدران واجهات بيوتِهِم حرفَ (النون)، إشارةً إلى الحرفِ الأوّل من كلمة (نصراني) التي تعني (المسيحي)، ليصادروها وإسكان مطاياهم البشريّة فيها مكانَ أصحابِها الشرعيّين، ويكفيهم في هذا إدانةً لجريمتهم وإفصاحاً عن غرابتِهم وتأكيداً لوحشيّتهم وبُعدِهم الشاسع عن تعاليم الإسلام التي توجب معاملةَ الآخرين بالرحمةِ والمودّةِ والتعايشِ الإنسانيّ، كما في المدلولات الآتية وهي جزءٌ يسيرٌ ومقتضَب جدّاً من تلك التعاليم:
1 – «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» القرآن الكريم سورة الحجرات آية 13
2 – «الناسُ سواسيَةٌ كأسنانِ المُشط» حديثٌ نبويٌّ شريف.
3 – «الرعيّةُ صنفان، إمّا أخٌ لكَ في الدين، وإمّا نظيرٌ لكَ في الخَلْق» الإمام علي (ع).
وبعد ذلك لمْ يتورّع الوحوشُ الداعشيّون عن ارتكابِ جرائم أخرى مهولة إلّا واقترفوها، حيث تداولتْ أغلبُ وكالاتِ الأنباء، أخبارَ تفجيرِ المراقد والأضرحة المقدّسة وشواهدَها في الموصل، وهي من الرموز الدينيّة التي يؤمّها الناس للتبرّكِ والدعاء، إذ أفادت الأنباءُ بما يلي:
السومريّة نيوز- قام مسلحون تابعون لتنظيم داعش الإرهابي بتفجير مرقد النبي جرجيس وسط مدينة الموصل بعد أن كانوا قد فخخوه، وقد أسفرَ التفجير عن تدمير المرقد بالكامل، وكانت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى أعلنت، في وقت سابق من مساء الجمعة (25 تموز 2014)، أن مسلحين من تنظيم «داعش» قاموا بتفخيخ مرقد النبي جرجيس في مدينة الموصل تمهيداً لتفجيره.
وأقدمَ مسلحو تنظيم «داعش»، مساء الجمعة (25 تموز 2014)، على تفجير جامع النبي شيت وسط مدينة الموصل بواسطة عبوات ناسفة، ويأتي ذلك بعد يوم واحد على تفجير مرقد وجامع النبي يونس (ع) الذي يعد أبرز الشواخص الحضارية والدينية في مدينة الموصل، كما قاموا بتفجير مرقد الإمام ابو العلى فضلاً عن حسينية وجامع في المدينة.
كما قام الداعشيّون الأوباش بتفجير مرقد النبي دانيال (ع) في الموصل، ليتفرّغوا إلى إهدار كرامة المرأة بإجبارِها على مرافقة محرِمٍ لها عند الخروج من المنزل ومنعِها من قيادة السيّارة والأمر بتكفينِها بأبشع صورِ الحجاب، وأخيراً بفرضِ عمليّة ختانِها المرفوضة دينيّاً كما يرفضها علمُ الجنسِ الصحّيّ، أنقل هنا نصَّ الخبر الذي نشرته وكالة رويتر للأنباء
«الدولة الإسلامية» لنساء العراق: الحجاب الكامل وإلا العقاب المغلظ
بغداد (رويترز) – حذر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر الشهر الماضي (يونيو) على مناطق شاسعة من شمال العراق، نساء مدينة الموصل بالتعرض لأشد العقاب اذا لم يرتدين «الحجاب الشرعي» الذي يغطي الوجه بالكامل، ووضع المتشددون المسلحون الذين أعلنوا الخلافة في مناطق من العراق وسوريا وهددوا بالتقدم نحو بغداد قواعد لشكل الحجاب وكيفية ارتدائه في إطار حملة لفرض تفسيرهم المتشدد للإسلام.
وقال التنظيم في بيان «إن الشروط التي فرضت عليها في ملبسها وزينتها لم تكن إلا لسد ذريعة الفساد الناتج عن التبرج بالزينة وهذا ليس تقييدا لحريتها بل هو وقاية لها من أن تسقط في درك المهانة ووحل الابتذال وأن تكون مسرحا لأعين الناظرين» وقال رجل دين في الموصل لـ«رويترز» «إن مسلحي الدولة الإسلامية جاءوا إلى مسجده وأمروه أن يقرأ البيان في مكبرات الصوت أثناء تجمع المصلين»
وأضاف بيان «الدولة الإسلامية» كل من لم يلتزم بهذه الفريضة وكان مدعاة للفتنة والسفور سيكون تحت طائلة المساءلة والحساب ومعرضا للعقوبة التعزيرية المغلظة صونا للمجتمع المسلم من الأذى وحفاظا لضرورية الدين وسلامته من الفتنة والفساد.
ويعمل التنظيم الذي كان يحمل اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام بشكل ممنهج على التخلص من أي تأثيرات دينية أو ثقافية يعتبرها لا تتماشى مع تعاليم الإسلام منذ اجتياحه الخاطف لشمال العراق.
ويقدر الجيش الأمريكي ومسؤولو أمن عراقيون ان للدولة الإسلامية ما لا يقل عن ثلاثة آلاف مقاتل في العراق وأن العدد يرتفع إلى 20 ألف مقاتل مع ضم المجندين الجدد منذ هجوم الشهر الماضي.
ووضع التنظيم قواعد «للحجاب الشرعي» في الموصل واحدة من أكبر مدن العراق، تشمل تغطية اليدين والقدمين وارتداء ملابس فضفاضة لا تحدد معالم الجسد بالاضافة لعدم استخدام العطور،ويقوم المتشددون في الموصل بدوريات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعمل هذه الدوريات تحت إشراف لجنة أغلقت كلية الفنون الجميلة في الموصل وهدمت تماثيل لشعراء مشهورين وحظرت تدخين السجائر والنرجيلة.
وأمر التنظيم نساء الموصل بعدم السير بدون محرم كما أمر أصحاب المتاجر بتغطية تماثيل العرض البلاستيكية بحجاب كامل.
رسالة تعاطف مع أبناء غزّة
فيما تتواصلُ الهجمات البربريّة من قبل الصهاينة المحتلّين، ضدّ السكّان المدنيّين في غزّة بالقنابل المدمِّرة، حتّى باتت أشلاءُ الضحايا رمماً تحت أنقاض أبنية المنازل والعمارات السكنيّة، وسط استياء واحتجاج العالَم، وردتني رسالةٌ من السيّد جمال حسن (أبو ميسون) أدرجُ نصَّها أدناه، لما تحمل من معاني التعاطف الوجداني العربي الإنساني مع الأبرياء من ضحايا العدوان الإسرائيلي الصهيوني:
نَصُّ الرسالة:
«إنّي جمال حسن «أبو ميسون» من أهلِ العراق، والمقيم في الولايات المتحدة، والله تدمعُ العين ويتوجّعُ القلب وتخرجُ الآهاتُ منه دُخاناً، لما نرى من مَشاهد غاية في التعدّي والقتل والتدمير في غزّة، حيث تتطايرُ أشلاءُ الأطفال والنساء والشيوخ ثمّ تهبط جاثيةً تحت رُكامِ الأنقاض، في حربِ إبادةٍ على يد الأوباش الصهاينة الذين لا يعرفون من الإنسانيّة شيئاً، وقد خلت قلوبُهم من الرحمة البشريّة والطُهرِ الأنسانيّ، وإذ أدينُ الصهاينة المجرمين، فلا تفوتني إدانة وسائل الإعلام المتعاطفة معهم من أمثال خنازير الجزيرة العربيّة وأدعياء الدين من أمثال القرضاوي ودعاة التكفير في السعوديّة وقطر وتركيا، ألا لعنة الله عليهم، اللهمّ أنزل غضبَكَ عليهم وعلى كلّ من يؤذي الأنسان بدون سبب، والنصرُ للعراق ولفلسطين وأبناء غزّة الأبرياء).
Leave a Reply