بعد تمرير قانون في محكمة ميشيغن العليا يحظر النقاب في المحكمة
ساوثفيلد – خاص “صدى الوطن”
رفعت مسلمة محجبة دعوى الأربعاء الماضي ضد قاض في مقاطعة وين في ولاية ميشيغن، قالت إنه أجبرها على خلع حجابها في قاعة المحكمة، عندما كانت تمثل أمامه في قضية متعلقة بها، في حين تجنب مكتب القاضي التعليق، بينما أشار بيان صادر عن القاضي الذي يتولى الدفاع عنه المحامي ماجد مغنية أن المدعية لم تعترض على طلب نزع الحجاب خلال المحكمة.
وقد قام مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) الداعم لقضية المحجبة، رنين البغدادي (سكان ديربورن هايتس)، ببث تسجيل يظهر الواقعة مدته 30 ثانية على موقع “يوتيوب”، حيث يُسمع صوت القاضي ويليام كالاهان وهو يقول للبغدادي: “هذه القطعة على الرأس؟ من غير المسموح ارتداء القبعات في المحكمة”.
وتعود وقائع الحادث إلى 16 حزيران (يونيو) الماضي، عندما كانت البغدادي تمثل أمام كالاهان في قضية رفعتها لتغيير اسمها، حيث أصر الأخير على أن تقوم المرأة المسلمة بخلع حجابها.
وبحسب وثائق الدعوى، فإن كالاهان رفض تغيير اسم البغدادي بدعوى تقديمها الطلب خارج المهلة القانونية، كما طلب منها خلع حجابها، وقد اضطرت هي للإذعان لمطلبه. وطلبت البغدادي في دعواها اعتبار ضرورة مثول المرأة المسلمة دون غطاء للرأس أمام المحكمة مسألة “غير دستورية” وإلزام القاضي كالاهان والمحكمة التي يمثلها بـ”عدم الإقدام على خطوات غير دستورية من هذا النوع في المستقبل”.
وكانت سوزان سالاس، مساعدة كالاهان، قد تحدثت لصحيفة محلية في ديترويت قائلة إن القاضي كالاهان “يحترم الأديان ولا يمكن له أن يطلب من امرأة مسلمة خلع حجابها”. وأضافت أن التسجيل الذي يظهر على “يوتيوب” مجتزأ، إذ أنه لا يُظهر البغدادي وهي تقول للقاضي بعد أن أمرها بنزع غطاء الرأس إنه “غير مهم” دون أن توضح له معانيه الدينية. وقال مغنية “ان القاضي كالاهان مثال للقاضي المحترم، و”كير” اختارت الشخص الخطأ لمهاجمته”. ودعا مغنية “كير” الى سحب الدعوى لأنها ليست لصالح المسلمين.
وتأتي هذه الحادثة في قضية طلب تقدمت به رنين البغدادي الى المحكمة لتغيير اسمها، في اعقاب حادثة مشابهة جرت عام 2006 واثارت جدلا كبيرا، حين أمر قاض في محكمة في مدينة هامترامك جينا محمد بخلع نقابها. يشار الى ان الحجاب غالبا لا يغطي سوى الشعر، على عكس النقاب الذي يغطي الوجه، والذي يقول بعض القضاة انه لا بد من خلعه في المحكمة لتقييم الهوية والمصداقية.
محامي المدعية العربي الأميركي نبيه عياد من مدينة كانتون قال “هذه السيدة كان وجهها ظاهرا تماما، ولم يكن هنالك داع ليطلب منها خلع الحجاب”. وأضاف إن طلب القاض الذي هو على دراية بأهمية الحجاب لدى المسلمين شكل إهانة لموكلته.
وذكر المحامي عياد ان مجلس العلاقات الاسلامية الاميركية (كير) فرع ميشيغن، انضم الى البغدادي بصفته مدعيا في القضية المرفوعة ضد القاضي كالاهان، وصرحت المحامية ميلاني الترك من “كير” بان عمل القاضي كالاهان يمثل انتهاكا للحقوق الدستورية بشأن الحرية الدينية وقالت “هذا القاضي استهدف الزي الديني لامرأة مسلمة، وهو فعل يوازي الطلب بخلع العمامة الهندوسية، والقلنسوة اليهودية أو رداء الراهبات الكاثوليك”.
جدير بالذكر ان محكمة ميشيغن العليا اصدرت امرا الثلاثاء الماضي عدلت فيه قواعد البراهين في ضوء قضية جينا محمد (هامترامتك) بحيث اعطي القضاة الحق في ممارسة رقابة معقولة بشأن المظهر للاطراف المتقاضية وكذلك الشهود، وذلك بهدف ملاحظة سلوكهم والتأكد من هوياتهم. وقد أقر التعديل بواقع 5 الى 2، واعترضت عليه كل من مارلين كيلي وديان ماري هاثاواي، وتضمن عدم استثناء اغطية الرأس الدينية.
يشار الى ان قاضي المحكمة الفدرالية جون فيكنز رفض في العام 2008 دعوى جينا محمد كانت رفعتها عام 2007، قائلا انها يجب رفعها في محكمة تابعة للولاية.
Leave a Reply