حنان أشقر ترقد في المستشفى في غيبوبة كاملة
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أثار نبأ تعرض العربية الأميركية حنان أشقر (٢١ عاماً) لحادث دهس بالسيارة صدمة لدى أبناء الجالية العربية في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس وإستعطافا مع الفتاة التي دخلت في غيبوبة كاملة يرافقها شلل لأطرافها الأربعة ناتج عن عنف الحادث الذي جرى يوم الأربعاء قبل الماضي على شارع غارلينغ درايف في مدينة ديربورن هايتس، والذي نتج، بحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها “صدى الوطن”، عن خلاف بين أشقر وفتاة أخرى تدعى ناتالي حسن وبحضور صديقة الأولى نانسي فرج.
وقد خضعت أشقر لثلاثة عمليات جراحية في رأسها وماتزال راقدة في غرفة العناية المشددة في مستشفى “أوكوود”، في حالة صحية حرجة للغاية.
وفي تفاصيل الحادث، بحسب التقرير الصادر عن شرطة ديربورن هايتس، الذي حصلت “صدى الوطن” على نسخة منه، فقد تلقت الشرطة عدة إتصالات هاتفية عند الساعة الثامنة من مساء الأربعاء، 18 نيسان (أبريل) من شهود رأوا الحادثة، ولدى وصول الشرطة الى مكان الحادث، وهو موقف سيارات على شارع غارلينغ درايف مقابل المنزل رقم 7041، وجدت حنان أشقر غائبة عن الوعي وتنزف من رأسها، وإلى جوارها فتاة أخرى تدعى نانسي فرج تعاني من إصابات في ساقيها.
وقد أخبرت فرج عناصر الشرطة بأن المدعوة ناتالي حسن قد صدمتهما بسيارتها عن عمد قبل أن تلوذ بالفرار.
وحول دوافع الاعتداء، قالت فرج: “أن المشكلة بدأت نتيجة خلافات بين حنان وناتالي التي كانت غاضبة جدا من صداقة حنان مع زوجها السابق”.
وبحسب الرواية، كانت حنان في طريقها لزيارة نانسي التي تسكن في الجهة المقابلة من مكان وقوع الجريمة والتقت بناتالي مصادفة على تقاطع شارعي تاون لاين وغارلينغ وحدثت المواجهة والمشادة الكلامية.. وسارعت نانسي لتلاقي حنان وتفض الخلاف بينهما إلا أن المشكلة تفاقمت وبعدها هجمت ناتالي بسيارتها (من نوع شيفروليه ماليبو فضية اللون 2001) حنان ونانسي ودهستها قبل أن ترجع السيارة وحنان تحتها لتدهسها مرة ثانية.
ويشوب القصة الكثير من الغموض، فقد ذكر تقرير الشرطة نفسه بناء على إفادات شهود أن حنان كانت تتعقب ناتالي بسيارتها عندما كانت في طريقها لإيصال أحد أصدقائها الذي يتواجد منزله في المنطقة نفسها.
وعلى إثر الحادث نقلت حنان الى مستشفى أوكوود ونانسي الى مستشفى غاردن سيتي.
وفي نفس الليلة ألقت الشرطة القبض على ناتالي حسن، 23 عاما، ووجهت اليها تهمة الإعتداء بقصد القتل، وحكمت المحكمة عليها بدفع كفالة لإخلاء سبيلها وقدرها 250 ألف دولار وحددت موعد جلسة المحاكمة في 2 أيار (مايو) المقبل في محكمة ديربورن هايتس.
حادث مؤلم وروايات متعددة
وكانت روايات وشائعات متعددة قد سرت عقب وقوع الحادث حيث تداول البعض إشارات وتعليقات متضاربة على صفحة “ديربورن أيريا كومينتي ممبرز”، على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، منها ما يشكك بشهادة نانسي فرج ومصداقيتها وبأنها تحاول التنصل من “مسؤوليات شخصية تتعلق بظروف الحادث”.
ومن الطريف أنه لدى مراسلة “صدى الوطن” لنانسي عبر حسابها على “فيسبوك”، للوقوف على شهادتها، فقد جاء الرد هاتفيا من قبل فتاة تدعى كيمبرلي كريغ التي تعمل في “القناة السابعة” بحسب ادعائها ورددت ما قالته نانسي لهذه القناة التلفزيونية، بطريقة لا تخلو من الوقاحة.
ولما كان من المستغرب أن يقوم شخص لا علاقة له بالموضوع بالرد والدفاع عن شخص آخر لا تربطهما أية علاقة، والمقصود هنا نانسي، فقد اتصلت “صدى الوطن” بالقناة السابعة وتأكدت من هوية كيمبرلي كريغ ومن تطابق الأرقام.
وفي الأثناء، جاء الرد على الرسالة “الفيسبوكية” من نانسي غاضبا ومهددا برفع دعوى قانونية على الصحيفة في حال “تناول الموضوع من زواية تسيء إليها”.
وفي وقت سابق، وخلال اجتماع عائلة حنان وأقاربها، في المركز الاسلامي، لرفع دعاء وإبتهال لمناجاة حنان من مصابها وشفائها، كذب بعض أصدقاء العائلة الرواية التي أدلت بها نانسي للشرطة، وأفادوا “أن نانسي تخلت عن صديقتها حنان وهي في أحرج الظروف في مكان الحادث، وتركتها تواجه مصيرها المؤلم بدون أن تفكر يإسعافها للمستشفى”.
وقال رامي، شقيق حنان، الذي بدا مصدوما للغاية: “أنا لا أعرف شيئا عن الحادث وأسبابه، وكل ما أرجوه الآن هو أن ينقذ الله أختي”.
ووصف بعض أصدقاء حنان صديقتهم الراقدة في المستشفى بأنها “شخص طيب للغاية وقلبها واسع” وأنها كانت ضحية لقصة مفبركة ملمحين الى “ضلوع نانسي في نصب فخ لحنان”.
وفي السياق ذاته، وجهت هلا ديكا الصديقة المقربة جدا من حنان رسالة الى نانسي بالقول: “إن الله يمهل ولا يهمل”.
شاهد عيان.. ورواية مغايرة
توجهت “صدى الوطن” الى مكان وقوع الحادثة والتقت بأحد الأشخاص القاطنين في المنطقة التي وقعت فيها الجريمة والذي كان متواجدا عند وقوعها وقام بطلب الإسعاف لحنان. وقدم الشاهد، الذي طلب عدم ذكر إسمه، نفسه على أنه صديق مقرب لناتالي وحنان. وحسب روايته، فقد تواجد ساعة وقوع الحادث سبعة أشخاص (خمسة فتيات وشابان)، هو من بينهم.
وقال أن ناتالي كانت تقصد مكان سكنه لإيصال صديقها، بينما كانت تتبعها حنان برفقة صديقتها وإنضمت إليهما نانسي ترافقها صديقتها أيضا. وسرعان ما نشب الخلاف بالمشاداة الكلامية بين حنان وناتالي ونانسي وإنتقل الإشكال الى شد الشعر والضرب. وعندما حاولت ناتالي فض الخلاف ومغادرة المكان، تصدت لها نانسي وحنان ووقفن أمام سيارتها وتابعن المناوشة الكلامية معها، الأمر الذي دفعها الى “قيادة سيارتها دون وعي فصدمتهما من دون قصد”، حسب رأي شاهد العيان. وقال الشاهد أن الخلاف كان سببه مشاكل سابقة لها تتعلق بعلاقة حنان ونانسي بزوج ناتالي السابق.
لكن هذه الرواية تتناقض مع روايات شهود عيان آخرين نقلتها تحقيقات الشرطة والتي تؤكد أن ناتالي حسن دهست حنان مرتين وكانت تمسك بمقود السيارة وتصرخ.
Leave a Reply