بلومفيلد هيلز – يواجه رجل عربي أميركي من سكان ديربورن تهماً بالترهيب الإثني ومعاداة السامية، بعد تلاسنه مع الأهالي وحراس الأمن في معبد «بيت إيل» اليهودي الذي يضم حضانة للأطفال في مدينة بلومفيلد هيلز بمقاطعة أوكلاند.
ومثُل المتهم حسن يحيى شكر (35 عاماً)، بواسطة الفيديو أمام «المحكمة 48»، يوم الإثنين الماضي، حيث وجهت إليه تهمتان بالترهيب الإثني وأمرت القاضية جولي نيلسون–كلاين بحبسه في سجن المقاطعة بكفالة مليون دولار نقداً، وهو ما أثار غضب المتهم اللبناني الأصل، الذي توجه بعبارات نابية إلى القاضية اليهودية قائلاً لها: «الله سوف يحاسبك كما تحاسبينني الآن».
ولم يتوان شكر عن وصف القاضية بـ«العاهرة اليهودية» وإهانة المحكمة برفع إصبعه الأوسط بوجه الكاميرا، مؤكداً أنه لم يرتكب أية جريمة وأن كل ما فعله ينطوي تحت حرية التعبير المكفولة بالدستور الأميركي.
وتوجّه شكر إلى القاضية بالقول: «نظامك سوف ينهار، أنت تسلبين حريتي في التعبير… وفي نهاية اليوم سوف تُجرّدين من حرياتك». وتابع: «لن ترَي الجنة، سوف تهلكين في الجحيم وسوف تدركين أن كلامي صحيح».
وأردف قائلاً: «إمضي قدماً وعاقبيني هذا العقاب القاسي، وسترين العقوبة التي سوف يوقعها الله عليك… أنا رجل يخاف الله ولا أؤذي أحداً. ليس لدي نية لإيذاء أحد. كنت فقط أمارس حريتي في التعبير».
وفي تفاصيل الحادثة، وصل شكر بمركبة «ڤان» بيضاء اللون إلى موقف السيارات التابع لمعبد «بيت إيل» اليهودي حوالي الساعة التاسعة صباحاً، حيث كان الأهالي يوصلون أطفالهم إلى الحضانة الواقعة ضمن المؤسسة الدينية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى أواسط القرن التاسع عشر.
وبحسب المسؤولين في المعبد، كان شكر عدائياً وانخرط بمشادات كلامية مع الأهالي الذين أخذ يسألهم عما إذا كانوا من الداعمين لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وقد وجه إليهم إهانات لفظية من قبيل «أف… اليهود» و«أف.. إسرائيل»، متوعداً إياهم بالعقاب الإلهي.
كما لم يتردد المتهم بتوجيه إهانات عنصرية إلى حراس الأمن، وهم من الأفارقة الأميركيين، الذين وصفهم بـ«النيغرز»، عند مطالبته بالرحيل.
وبمجرد مغادرته الموقع، تم توقيف شكر من قبل شرطة بلومفيلد التي تم استدعاؤها من قبل معبد «بيت إيل»، إلا أن الضباط الذين أوقفوا شكر امتنعوا عن اعتقاله، لعدم توفر أدلة كافية لاتهامه بالترهيب الإثني، وهو ما أثار بعض الانتقادات لتصرف جهاز الشرطة المحلي، بحسب المسؤولين في «بيت إيل».
غير أن قائد شرطة بلومفيلد، جيمس غالاغر، أوضح بأن «الترهيب الإثني يجب أن يقترن بتصرف عملي يجعل الآخرين يشعرون بالتهديد»، مؤكداً أن المحققين واصلوا متابعة القضية وجمع الأدلة الإضافية لاستصدار مذكرة اعتقال بحق شكر.
وهذا ما تحقق بالفعل بعد ساعات من إخلاء سبيل شكر، حيث نشر المتهم بنفسه مقطع فيديو للحادثة عبر منصة «إنستغرام»، قائلاً إنه سيشتري مسدساً من متجر أسلحة في ديربورن.
كذلك نشر شكر، جزءاً من تفاعله مع الشرطة أثناء توقيفه مرورياً، حيث جادل الضباط بأنه يمارس حقه في التعبير.
وبناء على الأدلة التي جمعها، صدرت مذكرة اعتقال بحق شكر من قبل مكتب المدعي العام في مقاطعة أوكلاند، كارين ماكدونالد، ليتم إلقاء القبض عليه بعد منتصف الليل في منزله بديربورن من قبل الشرطة المحلية التي أقبته قيد الاحتجاز حتى مثوله أمام القضاء.
وقد تبيّن أن شكر مُفرج عن بموجب كفالة شخصية على ذمة قضية أخرى، حيث ينتظر محاكمته بتهمة الاعتداء على ضابط شرطة عام 2020. ولدى مثوله أمام القاضية في محكمة مقاطعة وين، ريجينا توماس، يوم الثلاثاء الماضي، لتعديل شروط الإفراج عنه على ضوء القضية الجديدة، قام شكر بخلع سرواله وأدار مؤخرته باتجاه الكاميرا، مما دفع القاضية توماس إلى قطع البث وإبقائه قيد الاحتجاز من دون كفالة.
وفي تعليقها على التهم الجديدة لشكر، قالت ماكدونالد في بيان: «لن يتم التسامح مع التهديدات المعادية للسامية والعنصرية أو الترهيب الإثني من أي نوع في مجتمعنا، وسيتم التحقيق في كل حادث من هذا القبيل ومحاكمة المرتكبين إلى أقصى حد يسمح به القانون».
بدوره، كتب محافظ مقاطعة أوكلاند، ديفيد كولتر، على تويتر: «الكراهية لا يمكن التطبيع معها. على القادة وجميع الأشخاص المحترمين واجب فضحها وإدانتها»، مرفقاً تغريدته بوسم #ShineALight الذي يدعو إلى «رفض معاداة السامية والكراهية أينما وجدت».
وبعد تعرضها لانتقادات بسبب عدم الاعتقال الفوري لشكر، أكدت إدارة شرطة بلومفيلد أنها استخدمت «جميع الأدوات الضرورية الموجودة تحت تصرفنا» للحفاظ على سلامة الناس.
وقال الضابط نيك سولي المتحدث باسم الدائرة في بيان «نقف مع المجتمع اليهودي في استنكار هذا الحادث وهذا السلوك، وفي أي موقف من هذا القبيل سنسعى إلى محاسبة أي شخص إلى أقصى حد يسمح به القانون».
وفي السياق، أعرب الحاخام في معبد «بيت إيل»، مارك ميللر، عن خشيته من تصاعد كراهية اليهود في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن «الاعتداء الأخير يأتي في وقت يتزايد فيه القلق بشأن معاداة السامية»، حيث أدلى بعض المشاهير مثل مغني الراب «يي»، المعروف سابقاً باسم كاني ويست، بتصريحات وصفت بالمعادية للسامية لتناوله دور اليهود في السيطرة على صناعة الإعلام والترفيه الأميركية.
وأكد ميللر أن المعبد زاد من احتياطاته الأمنية «رداً على هذا الحادث المخيف».
ووفق التقديرات، تضم ولاية ميشيغن حوالي 90 ألف يهودي، معظمهم يقيمون في جنوب شرقي مقاطعة أوكلاند.
Leave a Reply