ديترويت – تقدم رجل عربي أميركي كان يعمل حارساً في سجن وسط ولاية ميشيغن، بدعوى قضائية أمام المحكمة الفدرالية في ديترويت، ضد دائرة السجون في الولاية، بتهمة التمييز العنصري ضده بسبب أصوله العربية وديانته الإسلامية
وقال حزام يحيى لصحيفة «ديترويت نيوز» إنه تعرض للاعتداءات اللفظية من قبل مديره والضباط والعناصر في «سجن بارنال» بمدينة جاكسون.
وأكد يحي أن التحرشات بدأت منذ توليه الوظيفة في آذار (مارس) 2015.
وتشير الدعوى إلى أن يحيى تعرض لبيئة معادية في مكان عمله وكان زملاؤه يطلقون عليه عبارات عنصرية ويصفونه بالإرهابي وأن لديه حزام ناسف وأنه تزوج ابنة عمه، كم كانوا يسألونه عن أحوال «مصلحة صناعة القنابل». وسأله أحدهم إذا كان يأتي إلى عمله على ظهر جمل.
وتضيف الدعوى أن زملاء يحيى كان يضعون لحم الخنزير خلسة في طعامه.
وقال المحامي جوناثان ماركو إن موكله كان يتعرض بشكل دائم إلى ثقافة عنصرية ممنهجة، باعتباره العنصر الوحيد من أصول شرق أوسطية في السجن، مؤكداً أنه يتعامل مع عدد متزايد من قضايا التمييز ضد الشرق الأوسطيين في أماكن العمل الحكومية.
وأضاف المحامي أن يحيى البالغ من العمر 27 عاماً أصيب بحالة قلق شديدة ونوبات ذعر متكررة، مما اضطره في نهاية المطاف إلى الاستقالة. وقال: «لقد تم الاستفراد به ولم يعد باستطاعته تحمل بيئة العمل المعادية تلك»، وأكد أن ما جرى ليحيى «دمّره ودّمر عائلته» مشيراً إلى أنه «لم يترك وظيفته فحسب، بل غادر الولاية برمتها وانتقل للعيش في فرجينيا. إنه يريد بداية جديدة».
ويشير يحيى إلى أنه تقدم بالدعوى الفدرالية بعد استنفاد كافة السبل أمام لجنة تكافؤ فرص العمل الفدرالية التي قررت إغلاق ملفه في 22 نيسان (أبريل) الماضي، مؤكداً على أن هدفه من القضية هو الحرص على عدم الإساءة إلى شخص يتولى وظيفة حكومية بغض النظر عن خلفيته الإثنية أو الدينية.
وقال «لقد ولدت في ديترويت وترعرعت في ميشيغن، وكنت أتساءل لماذا يحصل كل هذا معي؟ كانوا يؤكدون لي أني أتحدث بلهجة غريبة تماماً، والأمر ليس كذلك.. وكان بعضهم يزعم أنني أبيع مكونات القنابل عبر موقع أمازون وأنني عملت مع داعش».
وعندما تسلم يحيى سلاحه الحكومي، علق بعض زملائه بالقول إن الأمر قد ينتهي بحادثة إطلاق نار جماعي، وفقاً للدعوى.
ورفضت وزارة السجون في ميشيغن التعليق على الدعوى.
وعن تعرض الموظفين العرب والمسلمين الأميركيين للتمييز في أماكن العمل الحكومية، قال ماركو «هذا سيناريو شائع ومثير للدهشة ولدي قضايا عدة مماثلة الآن منها واحدة ستتم محاكمتها في فلنت الأسبوع القادم». وأضاف: «إنها مشكلة نظام، لكن يجب ألا يتم التسامح مطلقاً مع هذا النوع من السلوك»، متسائلاً «كيف يمكن أن تكون لدينا في عام 2019 حالة واحدة لمواطن ولد في ديترويت وكرس نفسه للعمل من أجل حكومتنا، ثم يتعرض لمثل هذه التعليقات البشعة؟ إنه أمر مروّع».
ولفت المحامي إلى أن قرار يحيى بمغادرة مسقط رأسه لم يكن قراراً سهلاً البتة.
وعن انتقاله للعيش في ولاية فيرجينا قال يحيى إنه يتطلع إلى مستقبل أفضل لنفسه ولعائلته ويأمل تحقيق ذلك عبر إيجاد وظيفة فدرالية أفضل في العاصمة واشنطن.
وختم تصريحاته لصحيفة «ديترويت نيوز» بالقول: «انتقلت بحثاً عن فرصة أفضل في مجتمع آمل أن يكون أكثر قبولاً للتنوع».
Leave a Reply