ديربورن – «صدى الوطن»
رفع موظف عربي أميركي سابق في مستشفى «بومانت» بديربورن دعوى قضائية ضد المستشفى واثنتين من الموظفين، لتعرضه للتمييز على أساس إثني، وإجباره على الاستقالة بعد محاولته الإبلاغ عن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبت بحقه.
الدعوى التي رفعها علي صالح أمام محكمة مقاطعة وين، في 9 تموز (يوليو) الماضي، سمّت كلاً من المشرفة عليه في العمل، كارين ديلاير ومساعدة مدير العيادات شانون ميريديث، وجاء فيها أن مسشتفى «بومانت» والمتهمتين ديلاير وميريدث انتهكوا «قانون حماية المبلغين عن المخالفات» و«قانون إليوت–لارسون» للحقوق المدنية الذي يحظر التمييز على أساس الإثنية أو العرق، كما تضمنت الدعوى ست تهم أخرى.
صالح الذي كان يعمل مديراً للعيادات منذ 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، طالب في دعواه بتعويضات تفوق 25 ألف دولار.
ووفقاً لوثائق المحكمة، التي اطلعت عليها «صدى الوطن»، فقد كان لأصول صالح العربية دور حاسم في إجباره على ترك وظيفته. وأشارت الوثائق إلى أنه سمع خلال عمله، ديلاير وهي تدلي بتعليقات مهينة وتمييزية ضد الموظفين والمرضى والزوار العرب، كما نصت الدعوى على أن ديلاير وموظفين آخرين في المستشفى كانوا يعاملونه بطريقة مختلفة عن معاملتهم لزملائه من غير العرب.
وفي 14 آذار (مارس) الماضي، تقدم صالح بشكوى إلى «لجنة تكافؤ فرص العمل» الفدرالية بعدما فشل في إيصال شكواه بتعرضه للتمييز إلى «دائرة الموارد البشرية» في مستشفى «بومانت». وبعد عدة أيام، تلقى تقريراً مكتوباً مفاده أن إحدى الممرضات العاملات تحت إشرافه أعطت دواء عن طريق الفم، لمريض غير قادر على البلع، كما أنها حجبت عنه أدوية القلب.
وعندما اشتبه صالح بأن الممرضة ربما حاولت الاحتفاظ بالدواء من أجل الاستخدام الشخصي، بدأ تحقيقاً مع مدير الصيدلية في المستشفى، مما دفع ميريديث –وهي صديقة للممرضة– إلى التدخل في التحقيق، كما تدخلت إلى جانب ممرضة أخرى، كان صالح يحقق في مغادرتها المسشتفى بمجرد انتهاء ساعات عملها دون تلبية القواعد والمتطلبات الوظيفية.
وقد تجاهل المشرفون والعاملون في المستشفى شكاوى صالح، وعندما حاول الإبلاغ عن المخالفات لـ«مكتب الشؤون التنظيمية بميشيغن»، استدعي من قبل ديلاير وممثل الموارد البشرية في «بومانت»، وأُرغم على الاستقالة. وبعد إجباره على ترك وظيفته، قامت ديلاير بتعيين ميريديث مكانه، في منصب مدير العيادات بالمستشفى.
وأشار محامي صالح، جيمس آلن، إلى أن مستشفى «بومانت» لديه تاريخ طويل ومحزن من انتهاك حقوق الموظفين، لافتاً في حديث مع «صدى الوطن» إلى أنه لا يجد مكاناً أكثر وضوحاً في معاملته السيئة لموظفيه العرب الأميركيين أكثر من «بومانت».
وأضاف: «كم هو محزن أن يسيء بومانت معاملة الموظفين الذين ينتمون إلى نفس المجموعة العرقية التي يقدم لها الخدمات»، في إشارة إلى أن العرب الأميركيين يشكلون الشريحة الكبرى من مرضى المسشتفى.
ولفت إلى أن هذا النوع من التمييز «لسوء الحظ، سوف يستمر حتى يقف عدد أكبر من الناس، من أمثال صالح، ويطالبون بإجراء إصلاحات طال انتظارها، لتحل محل مبادرات التنوع المزيفة التي تسعى فقط إلى إخفاء ممارسات المستشفى السيئة»، على حد تعبير آلن.
Leave a Reply