ديربورن – خاص «صدى الوطن»
واحدة من المعضلات التي يواجهها العالم هي إرتفاع درجة حرارة الأرض، فيما الأميركيون يعانون من إرتفاع باهظ في فواتير التدفئة والتبريد والسبب إرتفاع أسعار النفط إلى درجات قياسية.
محمد نمر شاب يقيم في ديربورن من أصل لبناني يعمل في مجال التدفئة والتبريد، أسس شركة أسماها «ديزيرت إن آلاسكا» (الصحراء في آلاسكا) يعتمد أسلوبا وتكنواوجيا جديدة للتدفئة، يتم بموجبها تركيب معدات وأجهزة في المنازل والمؤسسات باستخدام الطاقة الكامنة في جوف الأرض «جيوثيرمال» لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل أجهزة التكييف والتدفئة. ما يعود على المستهلكين بتوفير مبالغ كبيرة من المال، فمثلا بيت مساحته 1200 قدما مربعا يمكن له باستخدام الأسلوب المبتكر أن يوفر لغاية 60 بالمئة من الطاقة المستهلكة مقارنة بالأسلوب التقليدي المتبع، لكن المشكلة هي إرتفاع تكاليف تركيب الأجهزة الجديدة البالغة في هكذا بيت إلى 12,500 دولار، ما يجعل المستهلكين خاصة العرب الأميركيين يستبعدون الفكرة، بحسب محمد نمر، مضيفا أن هذا المبلغ وبرغم أنه مرتفع إلا أنه يعتبر إستثمارا من ثلاث نواحي:
الناحية الأولى أنه يزيد من قيمة البيت، والثانية أنه يخفّض الدفعات الشهرية لفواتير التكيييف والتدفئة، والثالثة تقليل مستوى التلوث داخل المنزل من عناصر كربونية سامة ومؤثرة على الصحة.
ويضرب نمر بذلك مثلا بيت في ديربورن مساحته 4300 قدما مربعا قامت شركته بتركيب معدات «جيوثيرمال» فيه، أصبحت تكاليف تدفئته وتبريده 1100 دولار سنويا، في حين كانت ستصل إلى 4300 دولار لو تم إستخدام الأساليب التقليدية فيه.
يقول نمر أنه دأب على متابعة هذا النوع من الطاقة منذ سنوات عديدة، ووجد أنه صنف من توليد الطاقة يبحث عنه العالم وبحاجة ماسة إليه، «فأنا أحب أن أعمل ما لم يفعله أحد غير، وأحب أن أفعل الأشياء بطريقة مختلفة».
تتضمن فكرة الإستفادة من الطاقة الكامنة في جوف الأرض بحسب ما ذكره نمر، بتركيب شبكة أنابيب بلاستيكية طولها مئات الأقدام على عمق أقله 42 بوصة في جوف الأرض أو في بركة ماء أو بئر، تسمح للمياه بالدوران وإمتصاص الحرارة، ومن ثم تصب المياه في مضخة تقوم هذه باستخلاص الحرارة من المياه الدافئة. ففي فصل الشتاء تنبعث الحرارة إلى داخل المنزل أما عبر الأرضيات أو من خلال دورانها بواسطة هواء مندفع، وفي فصل الصيف تسير العملية في اتجاه معاكس بحيث يتم طرد الحرارة من داخل البيت لإستخدامها في تسخين المياه.
يشار إلى أن تركيب أجهزة الجيوثيرمال تتيح لأصحاب المنازل الإستفادة من خصومات في الضرائب الحكومية نظرا لتفوق هذا الأسلوب عن المعايير التقليدية التي تطلبها الحكومة. نمر الذي جال في أرجاء الولايات المتحدة وجمع الشهادات الجامعيه وشهادات التقدير من الحلقات الدراسيه وحلقات العمل على الطاقة البديلة ليعزز كفاءته في مجال إستخراج الطاقة الحراريه الارضيه، ينصح بتركيب أجهزة أنظمة جيوثيرمال في المنازل التي هي قيد الإنشاء وفي تلك المعاد تجديدها، فذلك من شأنه توفير متانة أكثر في التركيب والصيانة. وأضاف أن الوسائل المثلى لتوفير الطاقة هي باستخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكامنة في جوف الأرض. «ضع هذه الأساليب الثلاثة مجتمعة وستوفر مالا طائلا في الفواتير».
يحلم نمر بتصميم وبناء بيت أخضر «غرين هاوس»، (يرفق بالبيئة) كامل في قريته عيناثا، وهو ما يزال يبحث عن مؤهلات وشهادات تمكنه من أن يصبح مصمما ووكيلا معتمدا للبنايات الخضراء، وهو يحلم ان ينقل تجاربه وخبرته إلى أجزاء أخرى من العالم مثل دبي، حيث تشهد هذه الإمارة مواصفات غاية في الدقة وضعتها الحكومة لهذا النوع من المشاريع. وقال «جمعت كما هائلا من المعرفة هنا وأود تطبيقها في أي مكان»، وهو يفخر كعربي أميركي مضى عليه في أميركا 12 عاما أن يكون واحدا من المبتكرين في عالم الطاقة البديلة، خاصة وأنه لم يتلق أي دعم مالي من أية جهة، وهو يفكر بالسفر إلى الهند والصين ونيبال حيث تمت دعوته لحضور مؤتمرات بشأن الطاقة الخضراء، وختم نحن في أميركا نسعى للسيطرة على النفط، فيما الآخرون يبحثون للإستغناء عنه. شركة ديزيت إن آلاسكا تقع على تقاطع شارعي تايرمان وغرينفيد في ديربورن، رقم الهاتف: 4030-582-313.
Leave a Reply