الم عمرو موسى بأن الحل اللبناني يحتاج الى عصا سحرية لا يملكها هو، وإن كان يملك من الحنكة والدبلوماسية ما يمكنه من التشاطر على الكلام واللعب على نص هو نفسه شارك في وضعه وصياغته بشكل يسمح له بالمناورة، تصوراً منه بإمكانية انضاج حل للازمة اللبنانية وفقاً لما تراه المجموعة العربية الداعمة لقوى السلطة في لبنان والعاملة تحت المظلة الاميركية في المنطقة. فإذا كانت الادارة الاميركية هي من تحدد الرسم البياني لشكل الحل اللبناني، فما على الدول العربية الا التناغم والانصياع لهذا التحديد. فليس بمقدور اي من الدول العربية، بدون استثناء، ان تعارض المشيئة الاميركية، فكيف اذا اصبحت الدول العربية وعلى رأسها السعوية ومصر والاردن في موقع التقاطع المصلحي مع الادارة الاميركية في النظرة الى كل من سوريا وايران، لا بل اصبحت المصلحة السعودية الاستراتيجية تتمثل بعزل سوريا ومحاصرتها عربياً على ان تتولى الادارة الاميركية الهم الايراني!.وعندما تتذمر السعودية من كيفية ادارة الرئيس الفرنسي ساركوزي لملف الازمة اللبنانية من خلال انفتاحه على سوريا واغراءها بحزمة من المكاسب، عندها يظهر جلياً الدور السعودي كمعرقل اساسي للحل في لبنان. هنا لا تعود السعودية بحاجة الى ايعاز اميركي كي تتناغم مع دبلوماسية السيدة السمراء او مع ادارة الزائر الابيض لشبه الجزيرة العربية. وهنا ايضاً، يشعر الرئيس بوش براحة عارمة (خاصة عندما يختال مستلاً غمداً عربياً) في تلزيم الشأن اللبناني لأيدٍ امينة واعطاءها تخويلاً يعلم الرئيس بوش بإنه لن يستخدم الا في صلب مصالح ادارته.فعندما تسعى المعارضة جاهدة للبننة الازمة وحصرها في الاطار الداخلي البحت وابعادها عن التجاذب الاقليمي والتدخل السوري – الايراني، وهذا ما قاله السيد حسن نصرالله صراحة من انه لن يتخلى عن الجنرال عون حتى لو ادى ذلك الى زعل سوريا او ايران، في هذا الوقت تسعى الموالاة بشكل قوي لتعريب الازمة اللبنانية وجعلها اولوية عربية وذلك بديلاً عن التدويل او هو التدويل بعينه ولكن بقناع عربي. معنى ذلك تفعيل الضغط العربي تجاه سوريا حيث توجد نية سعودية لمعاملة سوريا كما عومل العراق عندما غزا صدام حسين الكويت، اي العزل والحصار والعقوبات.. والمحكمة الدولية على الطريق. وهذا ما سيؤدي الى تفجير القمة العربية المزمع عقدها في دمشق اوائل الربيع، وانكشاف الصراع العربي – السوري على الملأ، فتكتمل الحلقة الناقصة في سلسلة مخططات من اجل اخراج الكيان الاسرائيلي من حلبة الصراع مع العرب واستبداله بعدو عربي هو الوحيد من الانظمة العربية، بالرغم من ديكتاتوريته، بقي على خط القضية الفلسطينية وبقي على دعمه للمقاومات ضد اسرائيل، وبقي على عدائه لاسرائيل. فيصبح الكيان المخرب في المنطقة سورياً، ويصبح الكيان الدخيل والمستجد على المنطقة هو الكيان السوري. وغداً يتحول بشار الاسد الى طاغية «علوي» يمسك برقاب السنة في بلاد الشام، وتتحرك همم الشعوب العربية «الابية» لنصرة المسجد الاموي السليب وتطهيره من دنس «العلويين»!.انه زمن الوحدة العربية لاول مرة في التاريخ الحديث لما كان يعرف بالامة العربية، انه زمن اجتماع كلمة العرب واتفاقهم وانعقاد رايتهم لتحقيق امر واحد محدد: محاربة «النظام السوري» واستئصاله من الوجود…انه الزمن العربي… انه الزمن الرديء.. زمن العرب الصهاينة!.
Leave a Reply