يعرض على القناة 7 فـي 15 الجاري
نوفاي – خاص «صدى الوطن»
ربما حان الوقت ليبادر احد من خارج الجالية العربية الاميركية ويعطي العرب الاميركيين حقهم. فالوثائقي «قصتنا العربية الاميركية» والذي انتج من ضمن سلسلة من الافلام الوثائقية تسلط الضوء على الجاليات الاثنية التي استوطنت ديترويت الكبرى وساهمت في اغنائها، قد يكون اولى المحاولات في هذا المجال. فهو يعد مكافأة على انجازات الجالية العربية الاميركية كما يقول مخرج الوثائقي كيث فايمي.انتجت الفيلم شركة «فيجنالست انترتينمانت بروداكشن» عبر فكرة المخرج فايمي الذي اشتهر ببرامجه الوثائقية المختصة بتصوير حياة الاثنيات والسفر حول العالم لتصوير برامج تعكس الحضارات المختلفة. وعرض الوثائقي لأول مرة ضمن احتفال خاص يوم الاحد الموافق للثاني من كانون أول (ديسمبر) في قاعة «روك فاينانشال» في نوفاي، ميشيغن، مع باقة من العروض الحية التي تعكس الثقافة العربية الاميركية. والقى بعض قيادات الجالية كلمات منها كلمة هيفا فاخوري رئيسة المجلس العربي الاميركي والكلداني (اي سي سي) واسماعيل احمد مدير ادارة الخدمات الانسانية في ميشيغن والرئيس السابق للمركز العربي الاميركي للخدمات الاجتماعية والاقتصادية (اكسس) وذلك بعد كلمة المخرج فايمي الذي عرض اسباب انتاج سلسلة الافلام الوثائقية وعن استحقاق العرب الاميركيين لمكافأة جهدهم على مساهمتهم في الغنى الذي تزخر به مدينة ديترويت باثنياتها المتعددة.وتنوعت العروض التراثية من فرقة «الدربكة» للاطفال حيث ادوا عرضا بديعا، الى فرقة «ليالينا» للفلكلور وصولا الى عرض موسيقي رائع للتخت العربي: على الناي نديم بليقان، على العود كريم بدر، وعلى القانون جون سروة. كما قدمت وصلة رقص شرقي، وعرض ازياء عربية للمصممة الموهوبة سماهر محمد.
عرض الفيلم وفي ختام الحفل الذي تخلله عشاء قدمه الشيف حبيب بزي من نادي بنت جبيل عرض الفيلم الوثائقي، ومدته ساعة كاملة، قصصا عن مهاجرين عرب رووا حكايات مغادرتهم اوطانهم واقرباءهم من اجل حياة جديدة في اميركا كما قدم نماذج عن قصص نجاح ومساهمات للعرب الاميركيين في ميشيغن وفي اغناء تراثها الانساني. وعمل الوثائقي على تصوير الثقافة العربية وموسيقاها، مطبخها، وحضارتها.وصورت اقسام كبيرة من الوثائقي في لبنان، الاردن، ودبي: ففي لبنان سافر طاقم الوثائقي مع الدكتور الجراح في مستشفى هنري فورد مروان ابو الجود، وهو واحد من اهم اختصاصيي زراعة الاعضاء في اميركا، في زيارة لأهله في رمضان حيث تم تصوير العلاقة ما بين الجيل السابق والجيل الحالي ومدى الترابط فيما بينهما بالاضافة الى التقاط صور حية للحياة في لبنان. ولقد تمت مقابلة العديدين من قيادات وشخصيات الجالية في الوثائقي اذ عرض تنوع الغنى الذي تزخر به فمنهم القاضية تشارلين الدر، وناشر «صدى الوطن» أسامة السبلاني، والشيف حبيب بزي، وقادة مؤسسات هامة مثل إد ديب، ومصممة الازياء سماهر محمد، ورجال دين كحسن قزويني ومحمد المارديني، والاب جورج شلهوب، بالإضافة الى الأطباء وغيرها من المهن التي برع بها عرب أميركيون.وقال المخرج فايمي تعليقا على عرض الفيلم انه تلقى الكثير من الاطراء والاستحسان ممن شاهد العرض في الحفل معلقا على بعض الانتقادات «بالطبع لن تستطيع ان ترضي جميع الذين انتقدوا بعض التفاصيل او احبوا ان يظهروا هم ومؤسساتهم في الوثائقي مدة اطول»، معتبرا ان الوثائقي لم ينتج ليعرض على المشاهد الذي هو من اصل عربي بل هو مصمم للذين لا يمتلكون معرفة عن الجالية، وقال «الغاية كانت هي الوصول الى اولئك الذين لا يعرفون الكثير عن العرب الاميركيين». ورأى انه لو كان من اصول عربية ويفهم الثقافة العربية لما كان طرح الكثير من الاسئلة البسيطة للذين قابلهم في الوثائقي.وبدا احد المقاطع الطويلة التي ركزت على الطبيب الجراح مروان ابو الجود والقت الضوء على موضوعات طبية خارج سياق النص لكن فايمي وصفها بأنها
«مؤثرة كثيرا في المشاهد غير العربي وستعلق باذهانهم». وذلك على ما يشرح المخرج اسلوب يتبعه دائما في اعماله اذ يلقي الضوء مكثفا على شخصية في الوثائقي ويدخل الى صلبها لتكون محورا في الفيلم. ووصف رئيس قسم التاريخ واستاذ مادة التاريخ الاسلامي في كلية هنري فورد د. هاشم الطويل الوثائقي بأنه «جيد» معتبرا انه بداية جيدة للتوثيق لتجارب العرب الاميركيين.وكان الوثائقي قد عرض مقاطع موجزة للبروفيسور الطويل تكلم في بعضها ورسم لوحات فنية في بعضها الآخر. وعلق الطويل على الوثائقي بقوله «كان يمكن له ان يحتوي على تاريخ اكثر. كما انه غفل عن التحدث عن العرب الكلدان والموارنة والاقباط والآشوريين والصابئة المندائيين».واعتبر الطويل «انه كان بالامكان ان يكون العمل اتقن لو عرف المخرج كيفية انتقاء متحدثين عارفين يتحدثون عن بعض المواضيع الشائكة كالاديان مثلا لكن لربما اراد المخرج ان يعكس فقط رأي الانسان العادي دون المتخصص».وقال بانها «بداية جيدة ليكون هذا دافعا لمخرجين آخرين للعمل على نفس الموضوع».فيما زاد فايمي على ذلك معربا عن صعوبة عكس كامل الصورة الحقيقية عن العرب الاميركيين نظرا «لكبر وتنوع الخلفيات الثقافية التي ينتمون اليها والانجازات والمساهمات الواسعة التي قدموها الى الولاية او المدينة.. فعلى عكس الايطاليين والبولنديين واليونان الذين تم عرض قصة هجرتهم عبر وثائقيات سابقة فإن العرب الاميركيين ينتمون ليس فقط الى دولة واحدة بل الى 22 دولة».اما كريس كاسل الكاتب في طاقم الوثائقي فتمنى ان «يكونوا قادرين في المستقبل على العمل على افلام وثائقية اخرى لعرض التراث العربي الاميركي بعمق اكبر.. فنحن لم نقارب الموضوع في هذا الوثائقي الا من الظاهر.. واتمنى ان نقوم بالمزيد فنحن وقعنا في غرام العرب الاميركيين». سوف تبث سلسلة «قصتنا» التي تحكي قصص عن الجاليات التي تقطن جنوب شرق ميشيغن على شاشة القناة السابعة، وكانت اولى الحلقات هي تلك المخصصة للجالية الايطالية «قصتنا الايطالية» حيث نشرت في 6 كانون أول (ديسمبر) الماضي. اما الحلقة اليونانية فستبث يوم السبت في 8 كانون أول (ديسمبر) على نفس القناة الساعة السابعة مساء.بينما سيتم بث الحلقة المخصصة للعرب الاميركيين بعنوان «قصتنا العربية الاميركية» في 15 كانون أول (ديسمبر) القادم عند السابعة مساء وعلى نفس القناة.
ويعمل فريق كيث فايمي على انتاج أفلام أخرى عن الجالات الهندية واليابانية واليهودية.
Leave a Reply