انسحبوا من محاضرة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي
ديترويت – خاص “صدى الوطن”
انسحب أكثر من مئة طالب من العرب الأميركيين ومؤيديهم من محاضرة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والصحفي غيل هوفمان، ظهيرة الثلاثاء الماضي، في جامعة “وين ستايت” في ديترويت ليتركوا القاعة شبه خالية. وكان الطلاب قد كتبوا على قمصانهم أسماء بعض الضحايا الذين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية، كما كمموا أفواهم بأشرطة لاصقة، حمراء اللون، تدليلا على حرمانهم من التعبير عن رفضهم وغضبهم عندما تتصل الأمور بمناهضتهم لممارسات الدولة العبرية وسياساتها العنصرية.
وتكاد مثل هذه التظاهرة أن تصبح تقليدا يتبعه الطلاب العرب لدى استضافة متحدثين إسرائيليين في الجامعات الأميركية، حيث بدأ للمرة الأولى في العام الماضي، كما شهدت “جامعة ميشيغن-آناربر” تظاهرة مماثلة حين انسحب ما يزيد عن الخمسين طالبا من محاضرة العربي الإسرائيلي اسماعيل خالدي، الاثنين قبل الماضي.
وكان اللافت خلال محاضرة هوفمان الأخيرة ازدياد عدد الطلاب الذين نفذوا الإضراب والانسحاب الاحتجاجي رغم أنهم علموا بأمر المحاضرة قبل يوم واحد من إلقائها، حيث استطاع “اتحاد الطلبة العرب” في “جامعة وين ستايت” حشد عدد كبير من الطلاب.
وقال الطالب استيفان أوسوريو الذي انسحب من المحاضرة، وشارك في مسيرة في الحرم الجامعي: “لقد سمعت بأمر المحاضرة وأنا في طريقي للصف”. وهتف مع زملائه في رفع شعارات: “الصهيونية تكرس الكراهية” و”الحرية لفلسطين”.
ونوه “إذا أن أردت أن تعرف شيئا عني فأنا لست عربيا، أنا مكسيكي أميركي ولكنني قبل كل شيء إنسان ومن الطبيعي أن أكون ضد القمع”. أضاف: “أنا أيضا جزء من الحرم الجامعي المتنوع عرقيا وثقافيا وأنتمي للأجيال الجديدة التي تتطلع للسلام ونبذ التصورات المسبقة والنمطية حول أي شخص أو مجموعة كانت”.
وأفاد عدد من الطلاب المشاركين في التظاهرين، أن الجهة الداعمة والمنظمة لمحاضرة هوفمان، وهي “طلاب من أجل إسرائيل” حاولوا أن يبقوا الأمور سرية لكي يتفادوا أية محاولات أو نشاطات طلابية من شأنها التعريض بسياسة الكيان الإسرائيلي المحتل.
وكان الطلاب الذين أعدوا أنفسهم للتظاهرة قد لبسوا معاطف تخفي قمصانهم السوداء لكي لا يلفتوا الانتباه إليهم، ومع ذلك فإن الطلاب المنظمين للمحاضرة قد فاضلوا بينهم وبين الطلاب الراغبين فعلا بالاستماع للمحاضرة، حيث طلبوا من بعضهم الانتظار لبعض الوقت قبل الدخول إلى القاعة.
ووقف الطلاب المحتجون صامتين بعد بدء المحاضرة بعشر دقائق وخلعوا معاطفهم وكشفوا عن قمصانهم السوداء قبل أن يغادروا القاعة، ليبقى في القاعة أقل من خمسة عشر طالبا فقط.
وعلق الطالب حمزة صبح وهو أحد المنظمين للتظاهرة بالقول: “نحن أكبر اتحاد للطلبة العرب وإننا نؤمن بأن الطلاب العرب عليهم أن يكفوا عن الصمت حيال ما تقوم به سرائيل.. ومن خلال استمرارنا بالتظاهر فأعتقد أننا سننجح في وضع حد لزيارات المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي والجنود الإسرائيليين الذين يزورون الجامعات الأميركية”.
من ناحيته، أعرب هوفمان عن أسفه من انسحاب الطلاب من محاضرته.
وتجدر الإشارة إلى أن هوفمان هو جندي احتياطي وعضو في “اتحاد الناطقين بإسم جيش الدفاع الإسرائيلي”، الذي تشكل في أعقاب تشكيل الدولة العبرية عام 1948، والذي كان سببا مباشرا في تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين.
ومن مهام هذا الاتحاد تنظيم ندوات وفعاليات إعلامية تشرح السياسات الاسرائيلية، كما أن هوفمان هو رئيس المراسلين السياسيين ويكتب كمحلل سياسي في صحيفة “جيروزاليم بوست”.
وقال هوفمان: “لقد قطعت كل هذه المسافة من القدس لأتكلم مع الجمهور اليهودي والمسلم والمسيحي ولكنني أصبت بالخذلان”.
وأشار إلى أن أتباع الديانات الإبراهيمية يعيشون “كعائلة واحدة كبيرة” في إسرائيل وقال إنه يأمل أن يحل “اليوم الأكثر إشراقا” على منطقة الشرق الأوسط.
ولكن هوفمان تجاهل الإشارة إلى الأغلبية العظمى من الفلسطينيين الذين لا يستطيعون اجتياز الحدود الإسرائيلية وزيارة الأماكن الإسلامية المقدسة، وكانت هذه المسألة قد تطرق إليها بعض الطلاب. وكان من الشعارات التي كتبها الطلاب على قمصانهم “العرب تنقصهم المساواة في الدولة اليهودية”.
وعبر رئيس “اتحاد الطلبة العرب” علي بيضون عن سروره بنجاح الطلاب العرب بمهمتهم رغم كل المحاولات التي بذلها “طلاب من أجل إسرائيل” المنظمون للفعالية. وقال “لقد قمنا بعدة تظاهرات منذ انطلاق الربيع العربي وقد صار صوتنا واضحا وملموسا داخل حرم الجامعة”.
وشدد على أن المجموعة المتظاهرة تخطط لكي تكون أكثر فعالية لمنع متحدثين من أمثال هوفمان من الوصول الى الجامعة وقال “لن نركن إلى الصمت والكسل بعد الآن”.
وكان بيضون قد توجه الى الطلاب المتظاهرين بكلمة قال فيها: “أيها المنظمون وأيها الداعمون لمواقفنا.. إنكم مهمون لأنكم تسمعون العالم صوتكم وفي يوم ما سنرى طلابا يقودون مظاهرات من أجل العدالة، مظاهرات تمتد من أقصى الشمال، من ولاية ماين حتى أقصى الجنوب في ولاية كاليفورنيا”.
Leave a Reply