بدأ الأديب الروسي ليو توليستوي روايته الشهيرة «أنَّا كارنينا» قائلاً: كل العائلات السعيدة تتشابه، أمَّا العائلات التعيسة، فلدى كلٌ منها أسبابها الخاصة التي أدَّت إلى تعاستها.
الخلطة السرية لسعادة العائلات، هو الحب المتبادل بين الزوج والزوجة. فما دام عنصر القبول متبادلاً متوافراً، تداعت كل الأشياء التي تؤدي إلى «شغلة البال». فالطعام هنيء ولو كان بسيطاً، والملابس جميلة حتى لو كانت موضة قديمة، والبيت هادىء يعيش فيه الأولاد بأمن وطمأنينة، والعائلة متماسكة وقادرة على النموّ ومواجهة التحديات وصعاب الأيام.
سمعت إحدى السيدات في برنامج إذاعي تهنئ نفسها بعيد زواجها الخمسين من رجلٍ لا زالت تعتبره حبيب عمرها في رحلة الحياة، وتربية أبناء وبنات هم موضع فخر واعتزاز لهما، وقد تزوج معظمهم. وتساءلت: أنا الآن أم وجدّة وعاشقة لزوجي، فهل هذا عيب أو حرام؟ لأ، لا عيب ولا حرام إن تكلمت عن عشقكِ لزوجكِ حتى ولو في السبعين.
خلال أحداث فيلم «غزل البنات» سنة 1949، غنَّى عبد الوهاب أغنيته المشهورة «عاشق الروح» ضمن أحداث الفيلم كتعبير عن الحنين واللوعة والوجد والسهر في الليالي الطويلة شوقاً للحبيب.
وبيت القصيد، كما يقال، من الأغنية كلها، عندما يختمها الشاعر بحنجرة عبد الوهاب: «عشق الروح مالوش آخر، لكن عشق الجسد فاني». في لقطة مكبَّرة تجد وجه بطل الفيلم، نجيب الريحاني، سابحاً في الدموع، فقد هزَّت الأغنية كيانه، كشفت المستور في حناياه، وأوضح أن حبَّه، وهو في الستين، لفتاة في العشرين، وكانت ليلى مراد بطلة الفيلم، هو حب فاشل، ويقتنع أن رقة ليلى معه كانت عطفاً ولم تكن حباً، كانت شفقة ولم تكن عشقاً.
والسؤال: هل صحيح أن عشق الروح مالوش آخر وعشق الجسد فاني رغم الشد والنفخ والتجميل؟ وهل تتصور أن رجلاً في سن الشباب وثورة الرغبة، يحب فتاة من أجل روحها الحلوة فقط؟
إن حب الجسد وحده لا يمثل حبَّاً، كما أن حب الروح لا يصلح لكل إنسان.
Leave a Reply