واشنطن، ديربورن – ناتاشا دادو
يستضيف متحف «نيوزيم» الشهير في العاصمة الأميركية واشنطن، قسماً خاصاً بصحيفة «صدى الوطن» في إطار معرض خاص بالإعلام الإثني، يضم قصص 100 وسيلة إعلامية إثنية رائدة، كانت «صدى الوطن» الوسيلة العربية الوحيدة الحاضرة في المعرض الذي ينظم بالتعاون مع معاهد «سميثسونيان» الوطنية.
وقد افتتح القسم الخاص بـ«صدى الوطن» يوم الجمعة الماضي في 16 أيار (مايو) الماضي، حيث تسنى لزوار المعرض أن يتعرفوا على تفاصيل صحيفة العرب في أميركا الشمالية وقصة ناشرها الزميل أسامة السبلاني.
جانب من الصحف المشاركة المعرض. |
ويقام المعرض تحت عنوان «أمة واحدة.. والأخبار للجميع» حيث يعرض سير وتحديات الوسائل الإعلامية العرقية في أميركا، مع اتاحة الفرصة للزوار للإطلاع من خلال برامج وخرائط تفاعلية لاستكشاف أفضل ما قدمه الإعلام الإثني من صحف وإذاعات ومحطات تلفزة ووكالات إخبارية على الشبكة العنكبوتية.
وقد حملت جدران المعرض الذي يستمر في واشنطن لغاية الرابع من كانون الثاني (يناير) 2015، صفحات معاصرة للعديد من الصحف، حيث يضم المعرض 36 صحيفة، من ضمنها «صدى الوطن» التي تزود المتحف بصفحتها الأولى أسبوعياً من أجل عرضها على الزوار بشكل دوري.
وحول هذا المعرض قالت شارون شاهد، من متحف «نيوزيم»، «لقد اتخذنا قراراً واعياً لكي نتأكد من أن الوسائل الإعلامية التي اخترناها هي فريدة من نوعها وتعددية تماماً كالناس الذين نود أن نروي قصصهم».
وأشارت الى أن إختيار الوسائل الإعلامية المشاركة في المعرض اعتمد على عدة معايير، أبرزها المبادرة والريادة والإبتكار كما يروي المعرض «قصص أفراد تركوا أثراً لا يُمحى، على الصحافة بشكل عام، والبلد بشكل أخص ومازالوا يحدثون هذا التأثير».
وتأسست «صدى الوطن» عام 1984 وهي تستعد هذا العام للإحتفال بعيدها السنوي الثلاثين
ويشير المعرض الى أن «صدى الوطن» توزع 35 ألف نسخة اسبوعياً ويبلغ عدد قرائها أكثر من 140 ألف شخص أسبوعياً ويتركزون في منطقة ديترويت ومحيطها، كما أنها تصل إلى القراء حول العالم عبر موقعها الإلكتروني.
وفي كل أسبوع منذ شهر آذار (مارس) الماضي، دأبت «صدى الوطن» على إرسال نسخة من صفحتها الأولى إلى المتحف الإعلامي كجزء من المشروع، كما طلبت إدارة المتحف إرسال صور لناشر الصحيفة، وصوراً حديثة لغرفة الأخبار ونشاطاتها أو صور للإعلاميين الزملاء وهم يتفاعلون مع الجالية ويغطون أخبارها، من أجل إضافتها الى المعرض.
كذلك طلبت إدارة المتحف من الجريدة إرسال أي معدات قديمة كآلات الطباعة التي استخدمت في العقود الماضية أيام التأسيس.
وفي الأسبوع الماضي، خلال فترة تدشين المعرض، تم عرض الصفحة الأولى من آخر أعداد الصحيفة بالإضافة إلى عرض النسخة الأولى الصادرة عام ١٩٨٤ (العدد صفر).
ويتضمن المعرض عرض سيرة وقصة ناشر «صدى الوطن» الزميل السبلاني وكيف قام بتأسيس الصحيفة.
وقال السبلاني إنه لم يكن يتوقع النجاح الذي حققته الصحيفة عندما قام بتأسيسها في أيلول (سبتمبر) 1982، مشيراً الى أن اختيار الصحيفة للمشاركة في معرض الإعلام الإثني في متحف «نيوزيم»، يأتي نتيجة عقود من العمل المضني والإلتزام بقول الحقيقة وسرد قصة الجالية العربية الأميركية. وأضاف السبلاني «الفضل يعود الى جميع الكتاب والصحفيين والموظفين الذين تعاقبوا على الجريدة، ولكل من دعمنا وآمن برسالة «صدى الوطن» وبالأخص القراء المخلصين الذين شكلوا عبر السنوات القوة الدافعة لكل ما أنجزته الصحيفة»، وتابع «سوف نستمر بقول الحقيقة، وسنفعل كل ما بوسعنا لتشعر جاليتنا بالفخر».
ويعتبر متحف «نيوزيم» واحداً من أبرز المتاحف في العاصمة واشنطن وهو عبارة عن متحف تفاعلي عن الأنباء والصحافة ويتضمن صالات عرض (غاليري) وقاعات ومسارح، وبات مؤخراً واحداً من أكثر نقاط الجذب الشعبية السياحية في منطقة واشنطن.
أما معاهد «سميثونيان» الوطنية، المشاركة في تنظيم معرض الإعلام الإثني، فهو عبارة عن مجموعة متاحف ومعارض ومراكز أبحاث تابعة لحكومة الولايات المتحدة.
وأشارت شاهد، إلى أن جيم داف، الرئيس التنفيذي لـ«نيوزيم»، ووين كلوغ أمين عام متاحف «سميثونيان» لعبا دوراً أساسياً في تحقيق فكرة المعرض، معتبرة أن التعاون بين الطرفين كان أمراً بديهياً سيما وأن المتاحف الوطنية تعمل على «مشروع رحلتنا الأميركية» الذي سيتولى سرد تاريخ الهجرة إلى الولايات المتحدة وحياة المهاجرين فيها، وليس هناك أفضل من وسائل الإعلام الإثنية لنقل هذه القصة.
ومن جانبها، أكدت إلينا شور، مديرة «نيو أمركا ميديا» وهو عبارة عن أكبر إئتلاف إعلامي وطني يشمل حوالي ثلاثة آلاف وسيلة إخبارية عرقية، «إن حقيقة شراكة المؤسستين معاً، تظهر لنا كما خطينا في مرحلة الإعتراف بأهمية الوسائل الإعلامية الإثنية والأقلوية في الولايات المتحدة الأميركية.. ولكن لازال أمامنا الكثير لكي نقوم به».
وأضافت شور «أن وسائل الإعلام العرقية استجابت بفعالية للتغيرات الديمغرافية فهي تلعب دوراً حيوياً في الوصول إلى المهاجرين الجدد، ولكنها في المقابل تنال جزءاً صغيراً جداً مما ينفق في سوق الإعلانات التي تشكل شريان الحياة لوسائل الإعلام.
الدكتور هايغ أوشاغن، المدير التنفيذي لـ«نيو ميشيغن ميديا» وهي شبكة من الوسائل الإعلامية العرقية والأقلوية في ولاية ميشيغن بينها «صدى الوطن»، ذكر أن الإعلام الإثني كان له الفضل في تعزيز ونمو الجاليات. وقال إنه «من خلال القصص الإخبارية والصور المنشورة على صفحاتها، خلقت الصحافة العرقية حساً اجتماعياً خاصاً، وشعوراً بالحياة المشتركة التي تجمع القراء، وتمنحهم شعوراً قوياً بالإنتماء إلى المجتمع بعد العائلة».
واعتبر أوشاغن أن الإعلام الإثني ساعد أيضاً في صنع الهوية الأميركية الجديدة مع المحافظة في نفس الوقت على الهوية الثقافية الذاتية. «هذه هي حقيقة أميركا المكونة من أمة من المهاجرين… إنه دور الإعلام الإثني الذي ساعد في خلق مجتمع أميركي متألق بالتعددية الإثنية التي يعترف بها اليوم المتحف الإعلامي ومعهد «سميثسونيان» ويحتفل بها أيضاً».
والمعروف أن الإعلام الإثني أصبح قوة واقعية اليوم في أميركا بل منذ عدة عقود، حيث تشير الإستطلاعات أن واحداً من بين أربعة أميركيين يستقي أخباره من الإعلام الإثني والرقم هذا مرشح للإرتفاع مع التبدلات الديمغرافية.
وبدورها، قالت شاهد «نأمل أن يتعرف الزوار على التضحيات الكبيرة التي قدمها المهاجرون والأقليات في تشكيل هذا البلد فكفاحهم المعبر عنه في صحفهم ووسائلهم الإلكترونية، وضع الأساس لحقوق الإنسان المدنية والمساواة وحق التعبير وهذه هي قصة أميركية بإمتياز».
Leave a Reply