بلومفيلد
بشجاعة وثبات، رفضت عضو مجلس بلدية بلومفيلد تاونشيب في مقاطعة أوكلاند، ستيفاني فقيه، الاعتذار عن وصف الصهاينة بـ«حثالة الأرض» عبر منشور لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعل زملاءها الستة في المجلس يصوتون لصالح قرار بتوبيخها، بزعم كراهية اليهود ومعاداة السامية.
وكانت العضو اللبنانية الأصل، قد نشرت يوم 4 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي –في خضم التصعيد الإسرائيلي الوحشي على لبنان– قائلة: «الصهاينة الإسرائيليون هم حثالة الأرض والأشخاص الوحيدون المساوون لهم هم الصهاينة الأميركيون».
وأثار منشور فقيه المرفق بصورة لقصف الضاحية الجنوبية لبيروت، حملة انتقادات واسعة من قبل أنصار إسرائيل في البلدة التي تضم كثافة يهودية أميركية، وسط اتهامات لها بمعاداة السامية، رغم أن منشورها لم يأت على ذكر اليهود.
وتحت الضغوط، عقد المجلس المكوّن من سبعة أعضاء، اجتماعاً خاصاً لمناقشة الموضوع يوم الإثنين المنصرم (14 أكتوبر) في ظل دعوات متزايدة لاستقالة فقيه.
وجاء قرار التوبيخ الرمزي بنتيجة 6–1، في وقت لا تسعى فيه فقيه للاحتفاظ بمقعدها البلدي في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وكانت فقيه قد انتخبت لعضوية مجلس أمناء بلومفيلد تاونشيب في عام 2020، لتصبح أول عربية أميركية تتولى عضوية مجلس البلدة التي تضم زهاء 44 ألف نسمة.
وفي تبريرهم لقرار التوبيخ، قال أعضاء المجلس إن فقيه لديها «الحق في حرية التعبير» و«لكن لن يتم التسامح مع خطاب الكراهية»، مطالبين زميلتهم باتخاذ خطوات جوهرية «لعلاج الجروح المجتمعية الناجمة عن أفعالها».
وأثناء الجلسة التي استمرت لنحو أربع ساعات وتخللتها مداخلات لعشرات السكان، أصرّت فقيه على موقفها رافضة اتهامها بكراهية اليهود، وسط مقاطعتها مراراً من قبل أنصار إسرائيل في القاعة التي غصت بالحضور الذين رفع بعضهم أعلام فلسطين.
وخاطبت فقيه، الجمهور الذي انقسم بين مؤيد ومعارض لإسرائيل قائلة: «أنا أفهم غضبكم. أنا أفهم ألمكم. ولأنكم بشر، أطلب منكم أن تتذكروا أنني كذلك».
وأضافت «على الرغم مما سمعتموه عني، وعلى الرغم مما قرأتموه في الصحافة، لن أحتقر أي دين أو معتقد روحي– بما في ذلك، اليهودية. لن أفعل ذلك أبداً. لقد أدليت بتعليق حول الصهيونية».
وتابعت بالقول: «ما أريد أن أوضحه هو أن الخطر الذي نراه كمجتمع اليوم هو محاولة إعادة تعريف وتوسيع معاني الكلمات»، مؤكدة أن هذا النهج «يغلق باب الحوار. وفي أغلب الأحيان، يكون الحوار ضرورياً».
وشددت فقيه على أنه، بحكم التعريف، فإن اليهودية والصهيونية مختلفتان لأن إحداهما دين والأخرى أيديولوجية. ثم قرأت من قاموس «ميريام وبستر» لتعريف الكلمتين.
وقالت فقيه: «انتقاماً من هجوم 7 أكتوبر لقد شاهدنا الهجمات على غزة. لقد رأينا 60 بالمئة من البنية التحتية في غزة تُدمّر وتُحوّل إلى ركام، فضلاً عن عدد لا يُحصى من الوفيات».
وفي إطار التعليقات العامة، أدان ديفيد كورتزمان من «الاتحاد اليهودي في ديترويت» تعليقات فقيه، واصفاً إياها بأنها هجوم على المجتمع اليهودي.
وقال كورتزمان إن الصهيونية هي اعتقاد في وطن يهودي – وهو مبدأ أساسي للهوية والتاريخ اليهودي»، مؤكداً أن «الغالبية العظمى من اليهود صهاينة. وإسرائيل هي وطننا الأصلي».
كما قال متحدث آخر إن منشور فقيه كان موجهاً إليه شخصياً لأنه صهيوني، زاعماً أن تعريفها للصهيونية يختلف عن التعريف الحقيقي.
في المقابل، تضمنت جلسة التعليقات العامة التي استمرت قرابة ثلاث ساعات، مداخلات عدة مؤيدة لموقف فقيه ومنددة بدولة الاحتلال الإسرائيلي والجرائم الوحشية التي ترتكبها بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
وقال أحد السكان متضامناً مع فقيه: «أخطأنا حقاً في فهم ما كانت تتحدث عنه ومشاعر أسرتها وخسارة الأرواح» معرباً عن قناعته بأن الأمر يتعلق بـ«الإنسانية».
وفي تأكيد على موقفها الرافض للإذعان لضغوط أنصار إسرائيل، حدّثت فقيه موقعها الإلكتروني على الإنترنت، ليظهر عبارة وحيدة تقول: «ما هو صحيح هو صحيح، وما هو خطأ هو خطأ».
Leave a Reply