حسن عباس – «صدى الوطن»
على وقع الخلافات الحادة داخل أروقة البلدية، تستعد مدينة ديربورن هايتس لإقامة السباق التمهيدي لثلاثة مقاعد في المجلس البلدي، حيث يتنافس في آب (أغسطس) المقبل تسعة مرشحين للظفر بست بطاقات مؤهلة إلى الانتخابات العامة، الخريف القادم.
من بين المرشحين ثلاثة أعضاء حاليين يسعون إلى الاحتفاظ بمقاعدهم لأربع سنوات إضافية، بينهم ثلاثة أعضاء حاليين، هم: دايف (وسيم) عبد الله، راي موسكات، وليزا هيكس–كلايتون.
وفي ظل الخلافات القانونية والصراعات المحتدمة بين مجلس المدينة ورئيس البلدية دان باليتكو والتي وصلت أصداؤها إلى أروقة المحاكم، تكتسب معركة ديربورن هايتس الانتخابية هذا العام أبعاداً إضافية في تحديد موازين القوى داخل المجلس البلدي الذي بات معارضو رئيس البلدية يشكلون الأغلبية فيه، ومن ضمنهم هيكس–كلايتون التي كانت قد سعت للإطاحة بباليتكو في انتخابات 2017 ولم يحالفها الحظ.
«صدى الوطن» التقت العضو الطامحة لإعادة انتخابها لولاية ثالثة لعضوية المجلس البلدي المؤلف من سبعة مقاعد، للاطلاع على موقفها من الاصطفافات والخلافات المحتدمة التي يُخشى أن تنعكس سلباً على ازدهار المدينة النامية التي تضم كثافة متنامية من العرب الأميركيين الذين أسهموا في نهضتها تحت حكم باليتكو.
هيكس–كلايتون تحدثت عن خلفيتها المهنية والاجتماعية الممتدة لنحو ثلاثة عقود، مؤكدة استعدادها لمواصلة مسيرتها في الخدمة العامة، بما يحقق مصالح السكان من مختلف الخلفيات، ويعيد الوئام إلى أروقة البلدية.
تجاربها السابقة تضمنت العمل في حقل التعليم، إضافة إلى الأنشطة المجتمعية حيث تولت قيادة أحد مراكز تنمية الأطفال. وفي هذا الصدد تقول: «كوني ابنة عائلة عسكرية تنقلت كثيراً، وتعلمت كيف أتأقلم مع مجتمعي أيضاً، لقد تعلمت تقييم احتياجات الناس والتفكير في الطرق التي تحسّن حياتهم»، مؤكدة أنها تعلمت الكثير من دروس الحياة عبر مشاركاتها النشطة في الجمعيات والنوادي العسكرية، عندما كانت تعيش مع عائلتها في ولاية كاليفورنيا، إضافة إلى الخبرات التي اكتسبتها من خلال تجربتها السياسية والاجتماعية في ديربورن هايتس.
هيكس–كلايتون، انتقلت للعيش ديربورن هايتس قبل أكثر من 12 عاماً، وترى في المدينة اليوم مثالاً للتنوع والتعايش بين مختلف الثقافات.
كما أعربت عن سعادتها الغامرة، بتنشئتها أودلاها الثلاثة في المدينة، حيث يعمل ابنها رجل إطفاء، وتعمل ابنتها الكبرى في حقل التعليم، أما ابنتها الصغرى، فهي ماتزال طالبة في «ثانوية كريستوود».
كانت هيكس–كلايتون، قد انخرطت في الشأن العام ابتداء من 2010، حيث خدمت كعضو في لجنة تجميل مدينة ديربورن هايتس التابعة للبلدية، وصممت آنذاك برنامجاً لتمكين العائلات، كما عملت على إطلاق مبادرات لإعادة تدوير النفايات (ريسايكلينغ).
وبعد تشخيص إصابتها بمرض «التصلب اللويحي» عام 2011، بدأت فصلاً جديداً في حياتها، حين قررت الترشح لعضوية مجلس ديربورن هايتس البلدي، لتفوز في السباق وتشغل منذ ذلك الحين، عضوية المجلس.
المنصب، يتطلب بحسب هيكس–كلايتون، التناغم الكامل مع احتياجات كافة شرائح التركيبة السكانية، فضلاً عن تقريب وجهات النظر لتحقيق التماسك والوئام والعدالة والشعور بالانتماء للمجتمع ككل.
وتشير في هذا السياق، إلى أن خلفيتها المهنية، كمعلمة، تلزمها بالاستناد إلى «الحقائق»، فالتعليم –على حد قولها– «أكثر من مجرد أداة» بل هو «وسيلة لإحداث فرق حقيقي ودائم في حياة الناس».
لذلك فهي تبحث بشكل دقيق ومعمق حول مختلف القضايا التي تطرح أمام المجلس البلدي. «وهذا يعني في كثير من الأحيان، اللجوء إلى المصادر الموضوعية والخبراء الاستشاريين في جميع المستويات الحكومية».
تشارك هيكس–كلايتون أيضاً في العديد من البرامج التطوعية، كما أسست برنامجاً لـ«قيادة الشباب»، وتقول: «أتمنى أن يفهم الناس مدى أهمية الانتخابات المحلية، فالمجلس (البلدي) يقر الميزانية والنفقات والعقود والمراسيم البلدية. نمرر القوانين التشريعية من خلال القرارات، وهنالك أشياء يقوم بها مجلس مدينتك، تؤثر على حياتك يومياً، لذلك يجب عليك أن تعرفها».
وعن رؤيتها لإدارة المدينة، تؤكد هيكس–كلايتون على أنها لا تؤيد زيادة الضرائب، مشيرة إلى أن مجلس ديربورن هايتس بذل في الآونة الأخيرة جهوداً كبيرة من أجل «تقليل قيمة فواتير المياه، كوسيلة لتعويض الأعباء الضريبية على المقيمين».
وحول الخلافات المحتدمة في أروقة البلدية، تعرب هيكس–كلايتون عن شعورها بالأسى تجاه ما يحصل، علماً بأنها من الأعضاء المعارضين الذين طالبوا بتوكيل مكتب محاماة مستقل للنظر في الحسابات المالية للبلدية وسط مزاعم بفساد رئيس البلدية وإساءة استخدام المال العام.
وقالت: «أعتقد أن المجلس البلدي يجب أن يعمل باستقلالية، وأن يحقق التوازن مع السلطة التنفيذية» الممثلة برئيس البلدية، مؤكدة على أن العلاقة بين المسؤولين البلديين يجب أن تكون قائمة على الاحترام المتبادل.
كما أكدت على تمسكها بضرورة تدقيق السجلات المالية، بسبب تناقضات واضحة تظهرها حسابات شركة «موران بلانت» المكلفة بهذه المهمة. وقالت إن دعمها لخيار تكليف مكتب محاماة خاص لتولي الحسابات، تم وفق «الإجراءات القانونية الاعتيادية». ولكن رئيس البلدية رفض التوقيع على عقد مع «مكتب أتونويس، طويل آند شينك للمحاماة»، مما أسفر عن تقدم مجلس المدينة بدعوى ضده أمام محكمة مقاطعة وين.
وأضافت أن تكليف شركة محاماة مستقلة للتدقيق بالسجلات المالية المتنازع حولها، يضمن عدم تضارب المصالح. واستأنفت: «يجب أن نعمل معاً، إذا وجدنا أخطاء، فعندئذ يجب علينا التعاون لإيجاد الحلول، لا يمكننا السماح باستمرار الخلاف».
وتعترف هيكس–كلايتون بأن الشقاق بين المسؤولين البلديين يجعل ديربورن هايتس مدينة غير مرحبة للأعمال التجارية والاستثمارات.
لكنها في الوقت نفسه تحمل باليتكو مسؤولية تفاقم الخلاف، معربة عن امتعاضها من قيام رئاسة البلدية بربط مسألة التدقيقات المالية بموضوع مواصلات المسنين، لافتة إلى أن القضية أثيرت في اجتماع بلدي عقد في شهر أيار (مايو) الماضي، حيث اتهم أحد الأعضاء باليتكو باستخدام أموال البلدية لدفع تكاليف رحلات إلى الكازينوهات، في حين كانت تلك الأموال تنفق على نقل كبار السن.
وعندما سئلت عما ينبغي القيام به، لحل الخلافات، أجابت: «علينا أن نعمل معاً، وأن نحترم بعضنا البعض، وأن نكون متحضرين». وأضافت: «لقد عملت كوسيطة في محكمة بكاليفورنيا، وانخرطت مع أسر عسكرية في مفاوضات معقدة… إذا كنا صادقين، فيجب أن نجلس ونتحدث مع بعضنا البعض، باحترام وكرامة».
وتابعت: «هذا ما أتمناه أن يحدث في المستقبل.. أريد لسكان ديربورن هايتس أن يعرفوا أنني هنا لكي أعمل من أجلهم، وأنني أؤمن بأن الحكومة تعمل من أجلنا جميعاً، وهذا كان –في المقام الأول– سبب وجودي في المجلس البلدي».
Leave a Reply