خليل رمال – «صدى الوطن»
رغم المستقبل المشرق الذي تتطلع اليه ديترويت، لا يزال الهاجس الأمني يشكل حجر عثرة رئيسياً في طريقها للعودة الى الازدهار وعامل إحباط أمام رغبة السكان للانتقال والعيش في أحياء المدينة. إذ لا يكاد يمرّ يوماً في المدينة لا يسقط فيه قتيل أو جريح جراء حوادث إطلاق النار المتنقلة، على الرغم من الجهود الأمنية الحثيثة التي تبذلها شرطة ديترويت لاستعادة هيبتها وبسط الأمن بمساعدة وكالات أمنية أخرى محلية وفدرالية. عطلة عيد العمال الأخير لم تكن استثناءً، فالطقس المشمس والتسكع في الشوارع وإقامة الحفلات الصاخبة احتفالاً بالمناسبة التي ترمز الى انتهاء الصيف، كلها عوامل ساهمت بإراقة الدماء في ديترويت خلال عطلة نهاية الأسبوع الطويلة.
صورة عمّمتها شرطة ديترويت لأحد المطلوبين بتهمة القتل خلال عطلة عيد العمال. |
فمنذ الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة وحتى السادسة من صباح الثلاثاء، سجلت ٣٢ حادثة إطلاق رصاص في أنحاء متفرقة من المدينة، أدت الى مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين، بحسب قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ.
وأكد كريغ في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء الماضي في مقر الشرطة، أنَّ جملة من العوامل أدت إلى ارتفاع وتيرة الجرائم خلال أيام العطلة الأربعة، منها «توقف الناس عن العمل، والمزاج العام الإحتفالي، والاستهلاك الزائد للمخدرات والكحول، والطقس الذي يمكن في بعض الأحيان أنْ يكون عاملاً مساهماً كذلك» بحسب كريغ.
ومن بين الحوادث الغريبة التي وقعت، تم إلقاء القبض على رجلٍ عارٍ يوم الأحد الماضي بعد إقدامه على إطلاق النار على شخصين عقب مشادةٍ معهما في الجانب الغربي من المدينة، ما أدى إلى مقتل أحدهما.
لكن كريغ أشار إلى أن عطلة عيد العمال هذا العام كانت أقل دموياً من العام الماضي.
لافتاً الى أنه في نفس الفترة من العام ٢٠١٥، قُتل عشرة أشخاص في المدينة إضافة الى وقوع ٢٨ حادثة إطلاق نار أخرى لم يسقط فيها قتلى.
انخفاض في معدلات الجرائم.. ولكن
وأكد كريغ أن المدينة تشهد خلال العام الجاري انخفاضاً ملحوظاً في معظم أنواع الجرائم بما في ذلك عمليات إطلاق النار غير القاتلة التي انخفضت بحوالي ١٠٠ حادثة حتى اليوم مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، مستدركاً بأن جرائم القتل هي نوع الجرائم العنفية الوحيد الذي سجل ارتفاعاً خلال العام الجاري مقارنة بالعام بالسابق.
منذ بداية العام ٢٠١٦ وحتى تاريخه، سُجّلت 207 جرائم قتل في ديترويت مقارنة بـ201 جريمة سجلت في العام الماضي خلال الفترة نفسها. لكن حوادث إطلاق النار غير القاتلة انخفضت من 761 في العام الماضي إلى 662 هذا العام. أما جرائم خطف السيارات تحت تهديد السلاح فشهدت انخفاضاً من 354 حادثة في العام الماضي إلى 235 هذا العام، كما أفاد كريغ.
وأضاف «أنا لا أقصد القول أنه بإمكاننا رفع راية النجاح، ولكن هناك تقدماً تم احرازه» وتابع بأنه من الصعب القول لذوي الضحايا إن الأمور تتحسن «فجريمة قتل واحدة هي كثيرة عددياً ولكننا نسير في الاتجاه الصحيح».
وأشار كريغ إلى أنه في عامي 2014 و2015، سجلت المدينة حوالي 300 جريمة قتل سنوياً وهو عدد متدنٍ لم تشهده ديترويت منذ عام 1967. وأرجع هذا الانخفاض إلى «تعزيز العلاقات مع المجتمع، وبسبب برامج وعمليات أمنية متخصصة منها «عملية الهدنة»، وهي مبادرة ساعدت على خفض جرائم العنف في شرق المدينة منذ انطلاقتها عام 2012».
Leave a Reply