برغم التهم الموزعة بالجملة ضد شخصي المتواضع، من قبل من يسمون أنفسهم (اللجنة التحضيرية للهيئة العليا اليمنية الأميركية) والتي ادعوا فيها محاربتي لهم والسعي المتواصل لتحطيم عملهم، والوقوف ضد “أهدافهم النبيلة” حسب زعمهم، عبر تحريض أبناء الجالية على الإبتعاد عن هيئتهم المفترضة وعدم التسجيل في جمعيتها العمومية، وبرغم مطالبة الكثير من القراء الأعزاء بطرح الأحداث الجارية للناس ليطلع أبناء الجالية اليمنية الأميركية، على المهزلة الناتجة من تصرفات حفنة من المزوبعين طوال الستة الأشهر الأخيرة.
برغم ذلك آثرت التريث حتى يصل بعض أفراد اللجنة العقلاء إلى نقطة معرفة الذات ومحاسبة النفس من خلال مراجعة تجربتهم المليئة بأخطاء لا تليق بمن يسوقون أنفسهم على طريقة “لجنة الإنقاذ” وهو ما لم يحدث مطلقا، بل إن أفراد اللجنة أثبتوا بخطواتهم الأخيرة وبما لا يدع مجالا للشك، إصابتهم بداء النرجسية وحمّى الإنهيار في آن واحد، وما بيانهم الأخير الصادر قبل أيام والمعلق في كل مبنى وشارع، سوى دليل كشف الحالة المخزية ثقافة وفكرا وعملا لمن عاشوا طوال أشهر حالة فريدة من الصراع والتطاحن والشكوك والإتهامات وأحلام اليقظة أيضا، ليقتلوا الهيئة ويدفنوها بدون مراسم عزاء في مقبرة جهلهم وأنانيتهم وأوهامهم الكاذبة.
سأسجل هنا بكل وضوح، أنني لم أقف يوما ضد أعضاء اللجنة أو أدعُ أحداً لمحاربتها، لأن أخلاقي وقيمي أولا وأخيرا يمنعاني من ممارسة تصرفات لا أتشرف مطلقا حتى بالتفكير بها، وكنت منذ لحظة إصابة أعضاء اللجنة بالجنون وخروجهم من ثوب اللجنة الإشرافية ونكرانهم الشديد لجهود وعمل أفرادها، قد أعلنت انسحابي من الأمر برمته، وتحولي إلى مقاعد المتفرجين الصامتين، مؤمنا أن الفشل سيكون المحطة النهائية للجنة طال الزمان أم قصر، وخلال الستة الأشهر الأخيرة حافظت على مقعدي في صفوف المتفرجين رغم التهم والإشاعات المضحكة، حتى حانت اللحظة التي صار من الواجب قول كلمة الحق استجابة للناس، ليعملوا بعدها على خلق خطوط تواصل تحفظ ما بقي من صيت طيب للجالية،بعد أن خسرت سمعتها على يد “لجنة البال” التي تصرخ وتصيح دون أن تسمع او تعي شيئا من الواقع والأحداث.
إذن… بعد نصف عام من الرقاد في غرفة العناية المركزة توفيت الهيئة المفترضة، على أيادي مجموعة من “المشرحين” الذين قطعوها إربا إربا، بعد أن حقنوها بأمراض الأنانية والغرور وتجاوز الناس والخطط والمؤامرات والتهم الفارغة، والمضحك في لحظة الحزن أن الحكومة في الداخل نسيت هيئتها تماما، بعد أن صدرتها لغرض خبيث في نفسها، ممّا يعني أن الهيئة ماتت في الداخل والخارج، والواضح أن أعضاء معمل التشريح مؤمنون بحياة الهيئة منكرون موتها، ربما بسبب صدمتهم الشديدة من قساوة الحدث وهول الفاجعة..
إستيقظوا لقد ماتت الهيئة إلى الأبد، ولا يمكن بث الروح فيها من جديد حتى تتخلص الجالية من الشوائب والأمراض التي تعصف بها، ويكف الكثير عن استخدام النظرية المقرفة والمملة “خدمة الجالية” بينما ممارساتهم وتصرفاتهم بحقها بعيدة كل البعد عن مصطلح الخدمة وأقرب إلى سوق البيع والشراء والبحث عن مكان بارز في مقاعد الظهور والزعامة.
حقيقة الهيئة وبعدها الحكومي وأحداثها وحجمها الطبيعي وخفايا الصراع المرير بين من قدموا أنفسهم كوكلاء لحكومة الداخل’وكيف تم تمزيقها وتقزيمها لتصبح مشروع “دكان جديد” قادم في الطريق، وكيف كشفت التجربة الكثير من الوجوه وعرّت العديد من الشخصيات والمؤسسات سيكون الحديث الباقي لما تبقى من أجزاء لهذا الموضوع. وحتى نلتقي لا بد من التأكيد على أننا بحاجة للتخلص من “فتن البسوس” وخوار العجل ودسائس “بنت العلف” وشعوذتها، والكف عن الإيمان بتنظيرات “الأب الروحي” التي تم تدميرها بتذكرة سفر، وحتى يتم ذلك على “القنصعي” أن يمدد ولا يبالي.
Leave a Reply