مريم شهاب
كنت أنتظر بالسيارة أمام محلات شاتيلا المشهورة فـي ديربورن عندما لمحتهم، بضعة شباب يدفشون شباباً لإرغامه إلى الركوب معهم بالسيارة، الشاب يرفض ويتوسل لهم أن يدعوه يذهب إلى بيته. بإحساس الأم، خرجت من السيارة وبكل هدوء قلت للقبضاي رئيس العصابة: «إتركوه. دعه يذهب لشأنه». وبكل برود أجابني: « شو دخلك إنت، ما حدا طلب رأيك». قلت له: «إبن الناس، عندما يرى سيدة مثلي بعمر أمه يقول لها السلام عليكم، خاصة إذا كان مثلك يتدلى على صدره سيف الإمام علي (ع)». ونحن الآن فـي أيام عاشوراء. «اترك الولد لحالوا».
شيء مقرف إلى درجة الإحساس بالمرارة، أن تصل الإباحة والوقاحة، ببعض الشباب والشابات من أولاد جاليتنا بالمهجر والعهر بالمثلية الجنسية تحت مسمى الحرية الشخصية. (الله يلعن أبو الحرية الفاجرة)، (عيني عينك وبدون خجل أو حياء). شو هالوقت المقرف أن ترى شباب المستقبل وهم مكحلين ولابسين أساور وخلاخل وصدورهم وأكتافهم ممعوكة ومصقولة مثل السيراميك الأسود ومنقوشة بـ «التاتوز».
قلت للشباب: «هذا الذي تفعلوه عيب. هل سمع أحدكم بالعيب؟؟ هذه الصرمحة وقلة الأدب، ليست حرية شخصية، هذه قلة تربية».
هل نلوم الشباب هؤلاء، أم نلوم هذا الجو الموبوء بعاشر أوكسيد كربون الإباحة والوقاحة. فـي بلاد الأعاريب شبابنا وأولادنا فـي أوطاننا الأم يتشردون ويجوعون أو يقتلون، وأولادنا هنا فـي المهجر، وبصراحة أقول أن الأكثرية تتلهى بالأزياء والسهرات وكل ما هو إباحي ومقرف.
فـي الجرائد والمجلات وعلى الإنترنت تقرفك أخبار الإغتصاب والتحرش الجنسي ومطالبة اللواط والسحاقيات بحقوقهم. انحسر زمان المطالبة بحقوق الإنسان والحيوان والطبيعة، وطغت مطالب الفاسدين والفاسدات تحت مسمى العهر بالحق الشخصي
بممارسة الجنس مع من يشاء. وسائل الإعلام تردد أن ضمان فوز أي مرشح سياسي فـي أميركا هو دعم وتأييد لوبي مثليي الجنس. ربما أصبحوا أقوى من اللوبي الصهيوني فـي «اليونايتد ستيتس أوف أميركا»، سحقاً عا هيك زمان!!
ليس همي هنا لأنتقد هذه الموجة من الرذالات الجنسية الملتوية. وهذه الكلمات لن تؤخر ولن تقدم فـي مجاري الفساد الكريهة التي تملأ الفضاء حولنا، وشخصياً أنا لست ضد أي رجل أو أية إمرأة تسلك مسالك الرذيلة والوساخة، لكن لينضبوا ويمارسوا علاقتهم فـي الخفاء وبعيداً عن عيون شبابنا وصغارنا ولا يجاهروا بلواطهم وسحاقهم على وسائل الإعلام العربية. يجب عدم إعطائهم الفرصة للمفاخرة بسلوك مخز قذر. نعم قذر ومخزي. الله خلق حواء لآدم، لم يخلق له رجل آخر. ونعم و«يس» أيضاً ورد ذكر قوم لوط فـي القرآن الكريم، ووصف فعلهم الشائن بالذنب العظيم، ولتماديهم بذنوبهم وخزيهم، أنزل الله بهم العقاب الشديد. وهؤلاء المطالبين بـ «عقوقهم» للطبيعة البشرية، سوف ينالون العذاب فـي الدنيا قبل الآخرة.
قلت للشاب المخنث، إن ما تقوم به أنت وأصدقاؤك وإرغام هذا الشاب البريء وإجباره على الإنزلاق إلى وحول الرذيلة هو ذنب عظيم. فرق كبير بين الذنب وبين الخطأ، فـي كل الأديان السماوية اللواط هو ذنب عظيم وإستسهال فعل الآثام لن ينجي من عقابها.
أعود وأكرر أنني لست ناقدة أو مصلحة إجتماعية وأنا متابعة سيئة وغير منتظمة لوسائل التواصل الإجتماعية، لكن من القليل الذي أقرأه وأسمعه وأشاهده أن موجة الإباحة والوقاحة الجنسية طغت وغلبت قيم الأخلاق والأدب.
Leave a Reply