أطلق السناتور في مجلس شيوخ ميشيغن والمرشح الجمهوري لمنصب حاكمية الولاية باتريك كولبيك خطاباً بغيضاً ومعادياً للمسلمين للتستر على افتقاره للقيادة، ولتغطية الإفلاس المادي والفكري الذي تعاني منه حملته الانتخابية.
لقد فشل السناتور المحافظ، المعروف بأفكاره العنصرية وإيمانه بتفوق البيض، في إيجاد من يثني على تقيؤات خطابه التحريضي في هذه الولاية العظيمة.
كان قد ظهر مع رهط ضئيل من أشباهه في شريط مصور وهو يبث آراءه وادعاءاته الملفقة حول خطر المسلمين وتآمرهم لتطبيق الشريعة الإسلامية بالولايات المتحدة، في محاولة لتخويف الجمهور الأميركي من شيء غير موجود إلا في عقله المريض.
وفي ذلك الفيديو المصور، قال كولبيك «هنالك الكثير من الضغوط التي تتم ممارستها في مجتمعنا حالياً.. أنتم ترون المشرعين المسلمين في مجلس الولاية التشريعي وتشاهدون تقدم (المسلمين) على المستوى المحلي.. هامترامك هي أول مدينة أميركية تتشكل غالبية أعضاء مجلسها البلدي من المسلمين».
أضاف «لكن لدينا أيضاً شخصاً على الأرجح سوف أواجهه في الانتخابات العامة وهو الدكتور عبدول السيد الذي لوالديه روابط بالإخوان المسلمين في مصر»، مؤكداً أن «هذه أمور مخيفة».
تصريحات كولبيك، استجرت سريعاً تفنيداً من المرشح الديمقراطي لحاكمية ميشيغن، العربي الأميركي عبدول السيد، الذي قال «بالطبع.. كنت أعلم أنه باختياري الترشح لمنصب الحاكم كمسلم أميركي فخور فسوف أواجه الوجه القبيح لعنصرية تفوق البيض التي أججها دونالد ترامب وأصدقاؤه». ولفت المرشح الديمقراطي إلى التجاوب الواسع مع حملته الانتخابية من كافة شرائح المجتمع، قائلاً «إن الميشيغندريين لا يهتمون كيف أصلّي بل يهتمون بما أصلي من أجل تحقيقه».
أما رد الحزب الجمهوري على تصريحات كولبيك العنصرية فقد جاء ببيان فاتر أصدرته المتحدثة باسم الحزب ساره أندرسون، في حين جاء أقوى توبيخ من رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن براندون ديلون الذي وصف كولبيك بأنه «أحمق مثير للشفقة، ومتعصب كاره».
لقد صاغت أندرسون كلماتها بعناية، وقالت «إن تصريحات كولبيك ليس لها مكان في الحزب»، مضيفة «نحن ندين بشكل قاطع أي نوع من الكلام الذي يحض على الكراهية بغض النظر عن المصدر، علماً بأن خطاب الكراهية الوحيد هنا، مصدره المرشح الجمهوري كولبيك نفسه».
وفي سياق آخر، تتطلع المجتمعات العربية والإسلامية الأميركية لإصلاح ذات البين مع الحزب الجمهوري حيث ساءَت العلاقات بين الطرفين في أعقاب انتخاب الرئيس جورج دبليو بوش وسيطرة «المحافظين الجدد» على الحزب، وبشكل أكبر مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ومؤخراً، قام عرب ومسلمون من ميشيغن بجمع الأموال لحملات المرشحين الجمهوريين البارزين لحاكمية الولاية، مثل بيل شوتي وبراين كالي، كما أن علاقة المجتمعين العربي والإسلامي مع الحاكم الجمهوري ريك سنايدر وإدراته جيدة للغاية وتتطور إيجابياً بشكل سريع، لكن التصريحات المعادية للمسلمين –كتصريحات كولبيك– سوف تعيق بلا شك هذا التقدم، خاصة في هذه الفترة الانتخابية الحرجة.
إننا في «صدى الوطن» نرى أنه يجب على القادة الجمهوريين في ميشيغن، وهؤلاء الذين يطمحون لقيادة الولاية، أن يقفوا بلا هوادة في وجه هذا النوع من التعصب والكراهية، منطلقين من قناعتنا بأن تنوع ولاية ميشيغن هو أكبر رصيد لها، وعلى كولبيك أن يعي جيداً أن بلدة كانتون التي يمثلها في مجلس شيوخ الولاية، هي واحدة من المدن الأميركية المتنوعة التي تضم بين سكانها شرائح واسعة وفاعلة من العرب والمسلمين.
لقد عمل المجتمع العربي والقيادة الجمهورية بجد واجتهاد من أجل إعادة بناء الثقة بين الطرفين، والتي تضررت إلى حد كبير خلال العقدين الماضيين. إن من مصلحة ولايتنا وسكانها الملايين العشرة أن يلفظوا كولبيك وأمثاله بشكل حاسم، وبدون مواربة.
إن أي تردد في إدانة الخطاب المعادي للعرب والمسلمين، سوف يأتي الرد عليه قريباً وبصوت عالٍ… في صناديق الاقتراع!
Leave a Reply