وتبين لي عن طريق الصدفة، غير البحتة، وجود كائن صحافي يدعى علي يونس، يرأس شيئا يسمى فرعا مشتقا من شيء آخر، يسمى “جمعية الصحفيين العرب الأميركيين” التي يرأسها راي حنانية. ويكتب هذا الصحافي المغمور، مع أنه يتقن اللغة الإنكليزية ويعيش في عاصمة القرار العالمي، مقالة غاضبة يرد فيها على مقالتي السابقة التي.. انتقدت فيها مقالة سابقة لحنانية ينتقد فيها مواقف بعض العرب الأميركيين الموالين لنظام الرئيس بشار الأسد، ويصفهم فيها بـ”الشبيحة”.
بالفعل.. هذه دوامة!
والواقع أن الشبيحة في الجالية العربية كثر، لدرجة يمكن معها، بدون تردد، اشتقاق تسمية: “الشبيحة العرب الأميركيون”، وهذه الفئة من الناس موجودة، ومتوفرة بكثرة لافتة، في جميع المجالات والنشاطات الحقوقية والدينية والإعلامية وغيرها. وبالتالي.. ليس لديّ أي تحفظ حول مثل هذه التسمية، أو حول من يطلقها. ومشكلتي كانت، وهذا ما لم يفهمه الصحافي الحصيف يونس، في أن حنانية يتساءل (بمرارة) لماذا لا تقوم الجهات المعنية (الأمنية بطبيعة الحال) بالتعامل مع هؤلاء “الشبيحة العرب الأميركيين” بالطريقة المناسبة!
وبدلا من أن يقوم يونس بمناقشة موقفي ورأيي من سلوك حنانية، المخجل والدنيء بكل المقاييس، بالتأليب على بعض العرب الأميركيين (الذي أختلف معهم بالرأي)، يدخل من أبواب خلفية، ويقول إنه لم يسمع باسمي، ثم يعبر عن استيائه من انتقادي لحنانية المعروف والمشهور بعمله الصحافي والإذاعي والكوميدي. (مع أن أي شخص يستطيع أن يشتري ساعة إذاعية بمئتي دولار ويصبح مذيعا لا يشق له غبار). وهذا حسن. وهذا.. لا بأس. لكن المشكلة تكمن في المنطق البائس الذي يردح به الصحافي يونس.. الذي بدوري لم أسمع به، وكنت قد سمعت بالصحافي أنتوني شديد الذي مات في سوريا خلال مهمة صحفية، مع يقيني بأن يونس وحنانية ليسا بحاجة للسفر إلى سوريا لمعرفة حقيقة الأمور، وهما لن يذهبا إلى سوريا في أي حال من الأحوال، مهما كانت الأسباب، لأنهما يرأسان مؤسسات صحافية (خاوية على عروشها) في الولايات المتحدة. وعلى كل حال، لا يتوجب عليهما أن يذهبا إلى سوريا، أو إلى أية منطقة أخرى، طالما أن الأوضاع باتت معروفة للجميع، وليس بخاف على أحد، لا في الماضي، ولا الآن، حجم القتل والتنكيل والقمع الذي يطال السوريين، وكان يطالهم طوال عقود صارمة ومنصرمة.
ليس من باب المهاترة. بالفعل لم أسمع بعلي يونس من قبل. وهذا لا يعني على الإطلاق أنه شخص نكرة، ولكن من الواضح أنه شخص ضحل، وسهل الاستعمال. ولا يضيرني ولا يعنيني أنه لم يسمع بإسمي، وكان بإمكانه استشارة النبي “غوغل” ليعرف موقفي من الثورة السورية ومشروعيتها الأخلاقية والوطنية، وهو موقف أبديته، مع انطلاق شرارة الأحداث في درعا، عندما أصدرت بمبادرة شخصية، انضم إليها آخرون من العرب الأميركيين، أول بيان مؤيد للثورة ومتضامن معها في الولايات المتحدة، إضافة إلى قيامي بنشر مقالات وتغطيات لنشاطات الثورة في صحف ومواقع عربية أخرى، منها صحيفة “القدس العربي” اللندنية وموقع “الجزيرة.نت”.
يتهمني يونس الذي يرأس “جمعية الصحفيين العرب الأميركيين – فرع واشنطن” أنني دمية لدى ناشر الصحيفة التي أعمل بها، ويقوم في الوقت نفسه بالدفاع عن رئيس “جمعية الصحفيين العرب الأميركيين” راي حنانية، بل يضمن مقالته بردود من حنانية. ماذا يعني هذا؟ هذا يعني.. بشكل قاطع: لا شيء. لا شيء أبدا، ولهذا فإنني أخاطبكما بالإسم: راي حنانية وعلي يونس… أنتما وجهان لعملة واحدة: أحدكما كوميديان والآخر مهرج..
ومن أجل وضع حد لهذه المهزلة، واحتراما لدماء السوريين التي تسفك يوميا، اقترح إنهاء هذه المهزلة، وأدعوكما إلى أخذ مواقف حقيقية شجاعة، بدل التفلسف وذرف دموع التماسيح، بأن تقوما فعلا وليس قولا بتقديم تقاريركما عن “المخبرين” السوريين الذين يتجسسون على المعارضين السوريين من أجل تقديمهم إلى الجهات المختصة. وكفى الله العرب الأميركيين.. شر الصحافة!
/
فاصل فكاهي: كن مع الثورة السورية واحصل على علي يونس.. مجانا!
Leave a Reply