ديترويت – بعد إضراب استمر لنحو ستة أسابيع، وافق أعضاء اتحاد عمال السيارات بشكل نهائي –الأسبوع الماضي– على اتفاقات النقابة مع شركات «جنرال موتورز» و«فورد» و«ستيلانتس»، على الرغم من المعارضة الكبيرة التي أدت إلى التصويت بالرفض من قبل العمال في أكثر من عشرة مصانع تابعة لـ«جنرال موتورز».
وتم تمرير الاتفاقات مع «فورد» و«ستيلانتس» بهامش مريح، فيما حصل الاتفاق مع «جنرال موتورز» الذي تم التوصل إليه في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على تأييد 55 بالمئة فقط من الأعضاء الذين شاركوا في عملية التصديق. لكن ذلك كان كافياً للتصديق على الاتفاق الذي بدا إقراره موضع شك حتى الأسبوع الماضي. ولو رفض العمال الصفقة، لكان من الممكن أن يؤدي ذلك إلى استئناف الإضرابات في مصانع الشركة.
في المقابل، جرى التصويت على الصفقات في شركتي «فورد» و«ستيلانتس» بدعم تجاوز نسبة 66 بالمئة من أعضاء النقابة في الشركتين.
وقال رئيس UAW شون فاين في مؤتمر صحفي أن الاتفاقيات مع شركات السيارات الثلاث تمثل صفقات قياسية وانتصارات تاريخية للنقابة. وأكد أن النقابة فازت بكل قرش كانت الشركات على استعداد لدفعه. ورغم ذلك أشار بعض المصوتين ضد الاتفاقيات إلى أنه كان يمكن تحقيق صفقات أفضل، لافتين إلى أن الكثير من المكاسب ذهبت إلى العمال الذين تم تعيينهم مؤخراً، مثل العمال المؤقتين الذين سيصبحون الآن موظفين دائمين، وعدم وجود مكاسب كافية للعاملين الأعلى رتبة.
وبموجب شروط الصفقات المطابقة في كل شركة، يحصل العمال على زيادة فورية لا تقل عن 11 بالمئة. كما ضمنت زيادات إضافية يمكن أن تؤدي، إلى جانب عودة تعديل تكلفة المعيشة، إلى رفع الأجور بأكثر من 30 بالمئة على مدى مدة العقود التي تستمر حتى عام 2028. وكانت هناك أيضاً تحسينات في استحقاقات التقاعد وأحكام الأمن الوظيفي.
لكن للنقابة لم تحقق كل أهداف المساومة التي حددتها النقابة قبل الإضراب الذي بدأ في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، مثل استعادة تغطية الرعاية الصحية للمتقاعدين، فضلاً عن عودة خطط التقاعد التقليدية لأولئك الذين تم تعيينهم منذ عام 2007، والذين ليس لديهم الآن سوى خطة 401 (ك) التي لا تحتوي على دفعات شهرية موعودة.
وأظهرت بيانات اقتصادية نشرت مؤخراً تراجع ناتج المصانع في الولايات المتحدة خلال أكتوبر الماضي بأكثر من التوقعات بسبب تداعيات إضرابات عمال صناعة السيارات التي أدت إلى تراجع إنتاج القطاع بنسبة 10 بالمئة، وذلك بعد انخفاضه بنسبة 0.5 بالمئة في سبتمبر.
ورحب جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة «فورد»، بالتصديق، قائلاً إن شركة صناعة السيارات «سعيدة للغاية لأكثر من 57,000 عامل ممثلين في UAW وعائلاتهم».
وأكد فارلي أن «فورد» تسير على الطريق الصحيح للوصول إلى الإنتاج الكامل مرة أخرى في مصانعها في الأيام المقبلة وسيتعين عليها إيجاد طرق لخفض التكاليف لتعويض ارتفاع العمالة. وقال: «الحقيقة هي أن اتفاقية العمل هذه أضافت تكلفة كبيرة، وسيتعين علينا أن نعمل بجد على الإنتاجية والكفاءة لنصبح أكثر قدرة على المنافسة».
بدوره، قال مارك ستيوارت، الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتس» في أميركا الشمالية، إن الشركة ستحول اهتمامها إلى إطلاق ثماني سيارات كهربائية جديدة في الولايات المتحدة العام المقبل.
أما ماري بارا، الرئيسة التنفيذية لشركة «جنرال موتورز»، فقالت إن الصفقة «تكافئ موظفينا، وتحمي مستقبل الشركة وتسمح لنا بمواصلة توفير وظائف جيدة في المجتمعات بمختلف أنحاء الولايات المتحدة».
في المقابل، قال رئيس UAW إن النقابة ستحول اهتمامها الآن إلى محاولة توحيد قطاع السيارات الأميركي خارج نطاق «جنرال موتورز» و«فورد» و«ستيلانتس»، بالإضافة إلى الصناعات الأخرى.
وأضاف فاين «كان الإضراب مجرد البداية… الآن، ننقل عضلاتنا الإضرابية وروحنا القتالية إلى بقية الصناعات التي نمثلها، وإلى ملايين العمال غير النقابيين المستعدين للوقوف والنضال من أجل حياة أفضل».
Leave a Reply