ديترويت – التقطت كاميرات الفيديو في محطة «سيتغو» للوقود الواقعة على تقاطع شارعي افرغرين وفينكل في ديترويت مشاهد عملية سطو مسلحة نفذت الساعة الخامسة صباح يوم الإثنين في آخر لحظات من العام الماضي، شارك فيها أربعة أشخاص يرتدون ملابس سوداء وأقنعة.
وأظهرت اللقطات أن أحد المهاجمين إندفع وبيده بندقية من طراز «آي كي 47» نحو مكان تواجد عامل المحطة الذي كان جالساً خلف «الكاونتر» وإلى جانبه صديقة جاءت إليه ببعض الطعام.
وبدأ الهجوم على المحطة حين وصلت سيارة واخترقت حائط المبنى ليترجل منها ثلاثة أشخاص توجهوا إلى ماكينة السحب الآلي «أي تي أم» لإقتلاعها ونقلها من المكان في عملية مطابقة لعمليات سابقة يرجح أن تكون نفذتها العصابة نفسها.
وفيما حاول المهاجمون اقتلاع الآلة من مكانها، أطلِق الرجل الأول ثلاث عيارات نارية، أصابت واحدة منها المرأة (٤٣ عاماً) في قدمها، فيما إنبطح عامل المحطة أرضا خلف الزجاج المضاد للرصاص وتمكن من الزحف الى غرفة مجاورة. وقد فشل المهاجمون المسلحون ببندقيات مماثلة من اقتلاع ماكينة السحب وغادروا المحطة دون أخذ مال أو بضاعة تاركين وراءهم المحطة المدمرة والسيارة المسروقة التي إستخدمت في العملية واستقلوا سيارة أخرى على الأرجح أنها هي الأخرى مسروقة أيضاً.
وقد أعرب مالك محطة ماراثون في ديترويت، عن غضبه من طريقة تعاطي الشرطة مع هذا النوع من الاعتداءات المتكررة التي تطال محطات في المدينة، وقال رجل الأعمال العربي الأميركي إن شرطة ديترويت تهمل مسؤوليتها في إلقاء القبض على المعتدين وتفشل في وضع حد لهذا النوع من الجرائم.
وأضاف مالك المحطة «إن الأمر يسوء مع مرور السنوات.. أحياناً لا تستجيب الشرطة لاتصالاتنا إلا بعد ١٢ ساعة، وحجتهم أن هناك أولويات أمنية، وعندما يتصل شخص أسود تجد الشرطة استجابت في الحال»، وأضاف «إنهم يتجاهلون نداءات أصحاب المصالح من العرب الأميركيين».
وقال مالك المحطة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن محطته لم تتعرض لاعتداءات كبيرة ولكنه اضطر الى الإتصال بالشرطة عدة مرات غير أنه تم تجاهله.
مالك محطة أخرى (سونوكو) في ديترويت قال بدوره لـ«صدى الوطن» إنه خلال ١٥ عاماً تعرضت محطته لأعمال سطو وسرقة، ليلاً ونهاراً، استخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة المتوفرة. وقال مالك الـ«سونوكو» وهو عربي أميركي إن شرطة ديترويت بحاجة لإعادة بناء «فكلمة تحسين لم تعد مقبولة.. إنهم يتصرفون وكأننا في بلاد متخلفة مثل أفغانستان». وأضاف «في الحقيقة لا أعتقد أنهم يستحقون اسم الشرطة.. فهناك ضباط لا يفعلون شيئاً سوى أنهم يجولون في سياراتهم ويحصلون على الطعام والشراب المجاني».
ولكن سخط أصحاب المحطات العرب الأميركيين في ديترويت على شرطة المدينة قد يبدو ظالماً للكثيرين. إذ يقول المشرف السابق في شرطة ديترويت، سام جعفر، إن الدائرة فقدت الكثير من الموارد عبر السنوات مما يجعل مكافحة الجريمة المنتشرة فيها مهمة شبه صعبة للغاية.
ويقول جعفر «إن أجور عناصر الشرطة قليلة مقارنة بساعات العمل، وقد باتت الأمور أكثر صعوبة بالنسبة اليهم، فإذا استجاب أحدهم لنداء استغاثة عليه أن يخشى من المساءلة القانونية في حال اضطر الى إطلاق النار». وتابع «هذا قتل الروح المعنوية لدى عناصر الشرطة، فهم لا يملكون الدعم الذي كانوا يتمتعون به في العقود الماضية.
ويضيف أنه «في السابق كان هناك حوالي خمسة آلاف شرطي يجوبون شوارع ديترويت بشكل يومي، ولكن هذا العدد انحدر اليوم الى حوالي ألفي شرطي فقط، ليس كلهم يقومون بأعمال ميدانية».
ويشدد جعفر على ضرورة تدخل قوى أمنية أكبر من شرطة ديترويت لمكافحة الجريمة المستشرية في ديترويت، مثل تدخل الحكومة الأميركية عبر قوات الحرس الوطني أو الجيش «وإلا ستصبح ديترويت مدينة مهجورة». وطالب جعفر بإعادة بناء شرطة ديترويت «التي تحتاج الى رئيس بلدية جديد له خلفية أمنية لإنقاذها من محنتها التي تنعكس سلباً على مقاطعة وين كلها.
Leave a Reply