بالقرب من بلدة قصيباء في منطقة القصيم السعودية، صخرة في الصحراء كان يلتقي عندها الفارس والشاعر عنترة بن شداد بمحبوبته عبلة. المنطقة الواقعة عند سفوح جبال «قو»، التي أصبح اسمها حالياً قصيباء، وصفها عنترة في مطلع معلقته عندما قال: «كأن السرايا بين قوّ وقارة عصائب طير ينتحين لمشرب».
أصبح الموقع حالياً من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم، حيث يضم قرى أثرية عدة وأطلال قلعة عنترة بن شداد وأبراجاً للحراسة مبنية بالحجارة في أعلى الجبل الغربي لمراقبة عيون الماء وبساتين النخيل وطرق قوافل الحج التي كانت تمر في المنطقة. وباتت الصخرة في قصيباء رمزاً للحب، حيث يقال إن عنترة كان يفد إليها كل يوم من مضارب قبيلته ليلتقي عبلة.
وتحمل الصخرة نقوشاً وكتابات أثرية يعتقد أنها ترجع إلى أيام ثمود. وعلى الصخرة أيضا كتابات حديثة لأسماء رجال ونساء ربطت بينهم عاطفة الحب.
وتحوي القصيباء قصورا تاريخية منها قصر عنترة إضافة إلى المراقيب التي ترصد تحرك القادمين من جميع الجهات وشرح وجود مقابر قديمة، يدل على ذلك اتجاهات القبور التي لم تكن موجهة نحو القبلة مما يعني أنها قبل الإسلام كما يوجد في قصيباء أشجار متحجرة.
ويعتبر قصر المشقوق الذي أسس في العام 1250هـ من أبرز معالم المنطقة، إضافة إلى موقع آخر يسمى العنترية وفوق سطح الجبل الغربي يوجد قصر عنترة بن شداد حيث كانت مواقع في قصيباء مسرحا تاريخيا لمشاهير وشعراء منهم عنترة الذي تغنى بقصيباء التي كانت موطنا لقبيلة عبس وتسمى في ذلك الزمان «قو» وقيل إنه ولد فيها وتوجد إحدى العيون باسم عين عبس وكان يذهب من قصره لمقابلة عبلة في غاف الجواء ومن أشعاره:
وعبلة ترسم للحب وجها… بديع الملامح عذب الحياء
تشاهد منه قصيباء روضا… قشيبا يعطرها بالنقاء
Leave a Reply