الإعلامية مي شدياق فـي ديربورن!نشرت صحيفتكم الغرّاء مقالة للأستاذ عدنان بيضون حول الإعلامية مي شدياق بعنوان «عندما يتعرى بعض عجزنا الفكري أمام عجزها الجسدي» في العدد رقم 1190 وبما أن الأستاذ بيضون من مقدسي حرية الرأي والتعبير أردنا أن نرسل لكم هذا الرد بهدف نشره توخياً للموضوعية ومُراعاة للأصول الصحفية بعد أن أثارت هذه المقالة إمتعاض الكثيرين.أولاً: عندما قرأنا مقالة الأستاذ بيضون في وصفه الخلاب للإعلامية السيدة مي شدياق والمليئة بالتهكم والإستهزاء برأي شريحة واسعة من الناس واستعادة تعابير يرى نفسه أنه ينأى عن «مستنقع غرائزها» كالمنطقة الشرقية، لم نقتنع أن زيارتها إلى مدينة ديربورن الأبية بأبنائها لم تكن زيارة الفاتحين حيث إستقبلت استقبال الأبطال ووُصفت بأن عجزها الجسدي يُعري بعض عجزنا الفكري. وتهيبنا الموقف إلى درجة كدنا نوافقه الرأي لو لم تقع أعيننا على بيانِ كُتب بخط اليد بإسم «الشرفاء في مدينة ديربورن» والذي أثار حفيظة الأستاذ بيضون وضاق به صدره وكأن جريمة إرتكبت بحق الإنسانية مع أن البيان متواضع ومهذب اللهجة. ثانياً: كان من الأجدى للأستاذ بيضون الصحافي الذي من المفترض أنه يقّدر حرية الرأي أن يحترم الإختلاف في الرأي بين أبناء الجالية وحرية كل منهم في التعبير عن رأيه في بيان استنكار ومقاطعة أو حتى بكلمة صادقة تعبّر عن قناعتهم، فماذا كان يتوقع السيد بيضون؟ أن تخرس كل الأصوات ولا ترتفع عقيرة أحد بتبيان خطأ تكريم إعلامية «منحازة» تحرص أشد الحرص في برنامجها على الترويج لطرف واحد والتشويش على مواقف عدد كبير من اللبنانيين والعرب؟ ولعل برنامجها المسجّل في ديربورن وأسئلتها المبطنة بخبث ودهاء وطريقة إختيارها للجمهور المشارك معها ومسرحية الحوار التي أجرتها خير دليل على إنحيازها الأعمى وعدائها لهؤلاء الناس.ثم ألم يسمع السيد بيضون وهو الصحافي اللامع أن رؤساء دول وحكومات ووزراء وحتى ملوك استُقبلوا بالبيض الفاسد ودُبِّجت المقالات الداعية إلى مقاطعتهم؟ ألم يسمع الرئيس فؤاد السنيورة يُدافع عن حق المعترضين على زيارة طوني بلير الأخيرة إلى لبنان؟ هؤلاء المعترضين لم يُهزّؤا ولم يُتهموا بنشر «ثقافة الحقد ورفض التسامح والتقوقع في شرانق غرائزنا الطائفية والمذهبية». نعم حضرت السيدة شدياق ولم تدع أحداً للإنتساب إلى «القوات»، وبقي كل منّا على دينه، حسب تعبيره، لكن ليس المقصود أن «نغيّر» أو «نبدّل» ديننا وهو ما لا قدرة لهذه الإعلامية وغيرها ولا حتى «سوسلوف» حزبها أن يفعله، المسألة هي مسألة تحدٍ لمشاعر جمهور عريض من أبناء البلدة الذين هالهم محاولة تكريم هذه السيدة التي تجاهر بعدائها لهم. وجروح أبائهم وأبنائهم، في قرى الشرف والعزة والكرامة في جنوب لبنان، التي لم تندمل بعد من آثار عدوان اسرائيل التي هُزمت شر هزيمة في وقت يحاول «بعض الإعلاميين» أن يُنكروها رغم إعتراف اسرائيل الواضح والصريح بهزيمتها. فكما يحق للسيد بيضون أن يحترم ويبجل زيارة الإعلامية وأن تلتهب يداه بالتصفيق لها، يحق لأصحاب المشاعر الشريفة أن يكتبوا ضد زيارتها في بيان مهذب عبر عن رأيهم ولم يستعملوا فيه كلمة «خيانة» كما يدّعي صاحب المقال الذي من الواضح أنه أراد «شيطنة» البيان. لقد دعا البيان إلى المقاطعة كما قوطعت زيارة كانت مُزمعة لأحمد الأسعد إلى ديربورن، فهل هذه جناية كبرى؟ ثم ان السيد بيضون كرر كثيراً عبارة «الشرفاء» فهل أزعجته الكلمة لهذا الحد؟ثالثاً: لن يستطيع أحد أن يُعري لا بعجزه الفكري ولا الجسدي ولا السياسي أبناء هذه الأرض الطيبة الذين وُصفوا يوماً من قبل تيار هذه الإعلامية بأنهم كمية لا نوعية، فهم الذين تعودوا رفع رأس الأمة وشرفها لا رفع الكؤوس والأنخاب.
Leave a Reply