لم يبق على حلول الربيع سوى أقل من أسبوعين، والثامن من آذار هو بشارة الربيع ويوم المراة العالمي
المرأة تستحق الحب والتقدير والاحترام..
المرأة والربيع متشابهان، انهما يتقاسمان الكثير من الصفات، الجمال هي الميزة أو العلامة الفارقة لكليهما. اللون الربيعي الاخضر يتغلغل عميقا في الروح مانحاً الطمأنينة والسلام والفرح، وهكذا المرأة..
الربيع هو رمز الحياة، العطاء، الكرم، والغنى. إنه فصل البرتقال والورود والأزهار. فيه تؤوب الطيور جذلى لأوطانها حيث الدفء، وخلال رحلتها الطويلة تعبر آلاف الأميال وهي ترقص وتغني محلّقةً بلا كلل..
المراة تهب الكون أغلى ما يمكن.. الاطفال.
قصة بسيطة قديمة تلخص الحكاية.
كان رجل يحمل أمه على كتفيه ويطوف بها الكعبة، مرات ومرات. يسأل سؤالاً بسيطاً للرسول (ص)، وفي ذهنه أن الإجابة ستكون برداً وسلاماً على قلبه بعد هذا العناء: أأكون قد وفيتها حقها وقد ربتني صغيراً؟ اتت الاجابة سهلة وحادة جدا ولا حتى طلقة (واحدة) من آلام الولادة… من أحق الناس بحسن صحبتي يا رسول الله؟ أمك ثم من؟ أمك ثم من؟ أمك. حسن الصحبة تشمل الوفاء والتقدير والتضحية والايثار … ومن يستحق هذا الشرف أكثر من الأم؟
النساء يستحقن المساواة والعدالة، وأن ينلن حقوقهن التي حرمن منها، استغرب كيف لقلب الرجل ان يسن تشريعات تؤذي النساء: أمه، وزوجته، ابنته أو أخته أو جارته، كيف؟
عودة الى الربيع، انه الفصل المثالي، حيث لا البرد القارس كما الشتاء، ولا الحر شديد كالصيف، ولا كآبة كالخريف، إنه الدفء والشمس المشرقة، والنسمات والالوان.. ببساطة إنه فصل الروعة… فصل تجديد الحياة.
بشوق تعد الأيام حتى يهل، وتحب صحبته، ولا تطيق غيابه، وهكذا المرأة..
قبل سنتين زار «الربيع» منطقتنا العربية، حاملا نسائم الحرية والأمل بالمستقبل.. العدالة والكرامة لأناس حرموا ابسط حقوق الانسان منذ مئات السنين.
العالم كله تغير، آسيا، أوروبا الشرقية، وأميركا الجنوبية. كان من الطبيعي ان تزحف امواج الحرية الى شواطئنا لتعيد لها الحياة، الشعوب العربية كانت جريئة وشجاعة، رموا الخوف جانباً، واعلنوا انهم جاهزون لمواجهة الطغيان، مهما بلغت التضحيات، انها ثورة ، أو ثورات، مثل الثورات التي اندلعت في مواجهة الاستعمار في القرن الماضي.
لم يعدن يكتفين بالصفوف الخلفية، يساندن الرجال في المقدمة انهن الان في الصفوف الامامية، حضّرن للثورة في صفحات التواصل الاجتماعي، نشرن الوعي والحقائق عن الظلم، والديكتاتورية، والفساد، وبثوا الأمل والشجاعة والجرأة..
سرنا الى كل الميادين والساحات، كنّ مع الرجال في المسيرات والمظاهرات، وواجهن بوليس القمع، لم يخفن من الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وحتى الرصاص الحي.. اعتقلن.. سجن.. أصبن، وقتلن.
النساء من جميع اطياف المجتمع كنّ في قلب الحدث، المعركة من اجل الحرية.. طالبات، مزارعات، عاملات، موظفات، مهنيات، وربات بيوت، كلهن شاركن من أجل مستقبل افضل لبلادهن.
النساء في فلسطين يستحقن اشارة خاصة، انهن يعشن تحت اقصى ظروف الفقر والقهر والسجن والعزل ومصادرة الاراضي والقتل.. النساء في بلاد «الربيع العربي» قبلن التحدي، وقمن بواجباتهن على أكمل وجه. وقفن ببسالة أمام الطغيان .النساء في تونس ، مصر ، ليبيا .سوريا ، اليمن .البحرين كن شرارة هذة الثورات. ثم ناضلن للوصول للبرلمانات الجديدة حتى يشاركن في بناء الأوطان لمستقبل مشرق. ولباقي الطغاة في اوطاننا العربية: إحذروا نون النسوة، النساء قادمات.
Leave a Reply