ولد ناشر «صدى الوطن» اسامة السبلاني في بلدة فلاوي في قضاء بعلبك، لبنان، في 1/1/1955. هاجر الى الولايات المتحدة في 28 كانون اول (ديسمبر) عام 1976 لمتابعة دراستة الجامعية، فحصل في ايار (مايو) 1979 على شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة ديترويت. عمل مهندساً في شركة «جنرال موتورز» لمدة ستة اشهر انتقل بعدها ليعمل لفترة وجيزة ايضاً في شركة هندسة خاصة. وفي العام 1980 عمل نائبا لرئيس شركة «إنرجي انترناشيونال»، وهي شركة هندسية – تجارية تمتد اعمالها الى الشرق الاوسط وافريقيا. وفي عام 1985 استقال من منصبه ليتفرغ لعمله ناشراً لصحيفة «صدى الوطن» وراعياً لرسالتها، و التي كان قد اسسها في 7 ايلول (سبتمبر) 1984.
لماذا «صدى الوطن»؟في عام 1982 اجتاحت اسرائيل لبنان واحتلت عاصمته بيروت وقتلت عشرات الآلاف من شعبه، وشردت مئات الآلاف من قراهم وبيوتهم. كان ذلك يحصل على مرآى ومسمع من العالم كله دون اعتراض او امتعاض، بل راح الغرب بشكل عام والادارة الاميركية بشكل خاص يبررون العدوان الاسرائيلي ويمولونه ويدعمونه عسكرياً ويشرعونه اممياً. اما العرب فكانت احتجاجاتهم خجولة في معظمها، والبعض منهم راح يعترض على عمق الاجتياح الذي كان لا يجب ان يتجاوز 60 كيلومتراً بحسب ما ابلغهم المسؤولون الاميركيون!. هكذا كان السبلاني ومعه ملايين العرب يشاهدون اغتصاب بيروت عاصمة الحضارة والفكر و«باريس الشرق» على شاشات التلفزة. اما السبلاني الذي صدمه الانحياز السافر للإدارة الاميركية الى جانب اسرائيل، كان يعتقد ان الاعلام الاميركي «الحر» سيكون اكثر موضوعية في تغطيته لاخبار الدمار الكبير الذي حل بوطنه الام والمجازر الفظيعة التي ارتكبت بحق المدنيين، وأن هذا الاعلام سينقل الحقيقة بامانة الى المواطن الاميركي، مخبرا ان ثمة دولة معتدية قد نكلت بشعب كامل وعاثت بأرضه تدميرا. ولكن تمنيات السبلاني اصطدمت بواقع الاعلام الاميركي المحتجز في مربع النفوذ الصهيوني، حاله حال كثير من مؤسسات اميركا الرسمية، مقيد في لعبة نفوذ اصحاب المال والسلطة وقوى الضغط. عندها ادرك السبلاني ان حرية التعبير في اميركا اسيرة اصحاب المنابر الاعلامية، التي كان العرب الاميركيون غائبين عنها بشكل كامل، وان حضروا في بعض مواقعها فان حضورهم بقي في احسن احواله خجولا. انذاك، قرر السبلاني ترك منصبه في الشركة التي كان يعمل بها ليتفرغ لمشروع اعلامي اطلقه صرخة مدوية من قلب المدينة الاكثر كثافة للعرب الاميركيين والتي لم تكن قد اكتشفت صفاتها الاثنية بعد من الاعلام الاميركي ولا حتى من العرب الاميركيون انفسهم. من مدينة ديربورن المجاورة لعاصمة المحركات في العالم (ديترويت) في ولاية ميشيغن، انطلقت «صدى الوطن» في بداية متواضعة ولكن ثابتة وعازمة على ان تكون منبراً اعلامياً صادقاً معبراً عن آمال وتطلعات العرب الاميركيين، وان تكون موقعاً يجمعهم وجسراً يقرب المسافات بينهم وبين اوطانهم الاصلية ويرفع من شأنهم في وطنهم الجديد اميركا. وفي 7 ايلول (سبتمبر) من عام 1984 ابحرت «صدى الوطن» في المحيط الاعلامي الاميركي الكبير متخطية بعزيمة العاملين فيها كل الصعاب والمشقات المالية والتقنية بالإضافة الى ندرة الكوادر الصحافية في زمن ما قبل الثورة المعلوماتية. استطاعت «صدى الوطن»، رغم ذلك، ان تستمر وتنمو وتحافظ على استقلاليتها ومصداقيتها وموضوعيتها. واليوم، وبعد اكثر من عقدين من الزمن على هذه التجربة الاعلامية الفريدة، تتربع «صدى الوطن» على قمة الاعلام العربي الاميركي باصدار اسبوعي منتظم باللغتين العربية والانكليزية تجاوز الثلاثين الف نسخة اسبوعيا، يكتب فيها نخبة من المثقفين العرب الاميركيين، وكتاب وصحفيون من الوطن العربي ومن اميركا.
الدفاع عن القضايا العربيةلم تتغير سياسة «صدى الوطن» رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها. كانت دوما انعكاسا للنهج السياسي الذي التزم به ناشرها ورئيس تحريرها اسامة السبلاني، الذي اصبح صوتا عربيا اميركيا صلباً في الاعلام الاميركي والسياسة الاميركية. وبقيت القضية المحورية التي كرس لها حياته المهنية هي القضية العربية بكل تجلياتها وفي صلبها القضية الفلسطينية.
كانت «صدى الوطن» ميدانا ومنصة للمعارك الفكرية والسياسية التي كان يخوضها السبلاني ضد السياسات الاميركية التي هتكت حقوق الشعب الفلسطيني وشردته، فعرفه الناس مدافعا شرسا ومجادلا فذا وجريئاً على شاشات التلفزة الاميركية وعلى صفحات الجرائد الاميركية الكبرى وفي المنتديات، في وقت ندر فيه نصير للقضية الفلسطينية من الذين يستطيعون ادخال هذه القضية الى المنازل الاميركية ومخاطبة الجمهور الاميركي بلغته وبعقليته التي يفهمها. كذلك فعل في اعتراضه على حرب الخليج الاولى عام 1991، والثانية عام 2003، اذ استضافته قنوات اخبارية عديدة وكتب مقالات نُشرت في الصحف العالمية، وكانت وقع مناظراته التلفزيونية هذه المرة اكبر نظرا للطفرة الاعلامية عالميا. دافع السبلاني عن المقاومة اللبنانية، وحقها المشروع في الدفاع عن ارضها وامن شعبها وكرامة وطنها، متعرضاً لحملات مغرضة من التشهير به. فعلى اثر العدوان الاسرائيلي على لبنان صيف 2006، كانت للسبلاني عبر صحيفته «صدى الوطن» ومن خلال الاعلام الاميركي، مواقف واضحة وصريحة ضد موقف إدارة الرئيس جورج بوش الداعمة والمحرضة للاعتداء الإسرائيلي على لبنان. مما دفع المجموعات اليهودية المدعومة من اللوبي المناصر لإسرائيل الى تنظيم حملة اعلامية كبيرة في بعض وسائل الاعلام الاميركية واليهودية، والتي وصفته باشد القيادات العربية الاميركية صلابة في الدفاع عن المقاومتين اللبنانية والفلسطينية اللتين تنعتهما هذه الاوساط بالارهاب.
الظهور الاعلاميولقد كان للسبلاني مساهماته الاعلامية في الوسائل الاعلامية الاميركية والعربية والعالمية. فيما يلي لائحة غير شاملة للوسائل الاعلامية التي استضافت اسامة السبلاني او نشرت آراءه خلال العقدين الماضيين:
- الجزيرة الفضائية
- تلفزيون الجديد( نيو تي في)
- المحطة اللبنانية للإرسال (أل بي سي)
- تلفزيون الحرة
- تلفزيون المنار
- آي بي سي نيوز
- سي بي أس نيوز
- أن بي سي
- سي أن أن (مع لاري كينغ)
- سي أن أن (كروسفاير)
- سي أن أن (الأخبار الليلية)
- أي بي سي (نايت لاين)
- أي بي سي (صباح الخير أميركا)
- أم أس أن بي سي (هارد بول مع كريس ماثيو)
- أم أس أن بي (إبرامز ريبورت)
- فوكس نيوز( أوريلي فاكتور)
- بي بي أس (ماكنيل ليهرير ريبورت)
- صحيفة يو أس أي توداي
- صحيفة وول ستريت جورنال
- صحيفة نيويورك تايمز
- صحيفة الغارديان البريطانية
- صحيفة واشنطن بوست
- صحيفة نيوز دي
- صحيفة فيلادلفيا انكوايرر
- صحيفة ديترويت فري برس
- صحيفة ديترويت نيوز
- صحيفة ميترو ديترويت الأسبوعية
- الشرق الأوسط (الصادرة بالعربية في لندن)
- النهار (اللبنانية)
- السفير (اللبنانية)
- صحيفة شيكاغو تريبيون
- صحيفة لوس أنجلوس تايمز
- صحيفة فيلدلفيا إنكوايرر
- صحيفة بوسطن غلوب إندميل
- مجلة ايكونومست
- مجلة نيوز ويك
- مجلة بيزنس ويك
- مجلة ذا ويكلي ستاندرد
- مجلة ذا نيويوركر
- لوموند الفرنسية
- لا ريبابلك الفرنسية
- لاكروا الفرنسية
- هذا إضافة إلى صحف يابانية وصينية وباكستانية وهندية وأفريقية وأميركية جنوبية وآسيوية وعربية.
العمل مع قادة العالماستطاع السبلاني ان يحقق النجاح الاعلامي بصيرورة صحيفة «صدى الوطن» مصدرا موثوقا للرأي العام الاميركي والادارات السياسية. وكناشط واعلامي عربي اميركي، استمعت الادارات الاميركية المتعاقبة مرارا لرأيه فيما يخص الازمات العربية والعلاقات الاميركية-العربية، حيث كان يستضاف في البيت الابيض وفي المقرات الرسمية او يستقبل وفود المسؤولين والسياسيين والاعلاميين الاميركيين في مقر الصحيفة في ديربورن. حضر السبلاني مراسم توقيع اتفاق اوسلو بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في 13 ايلول (سبتمبر) 1993 في البيت الابيض، وذلك بدعوة من الرئيس الاميركي بيل كلينتون. حضر السبلاني العديد من المؤتمرات الصحفية في البيت الابيض حيث حافظ على علاقات وطيدة بمكاتبه واروقته نظرا للمصداقية الصحفية التي اكتسبتها «صدى الوطن»، وكذالك مع وزارة الخارجية الاميركية، التي اجتمع مع عدد من الوزراء والمسؤولين الذين تعاقبو على ادارتها. ومع تطور علاقاته مع العالم العربي والاسلامي، اجتمع السبلاني بالرئيس السوري بشار الاسد ووزير خارجيته انذاك فاروق الشرع، اضافة الى نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام (قبل انشقاقه عن النظام السوري)، واجتمع مع الرئيس اللبناني اميل لحود، ورئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، والحالي فؤاد السنيورة، والسابق سليم الحص، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وغيرهم من السياسيين اللبنانيين. نزل في ضيافة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي واجرى معه حواراً صحفياً، كما التقى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات واجرى معه حوارات صحفية، والتقى الرئيس الحالي محمود عباس ورئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد والزعيم الليبي معمر القذافي وغيرهم من الزعماء والامراء والملوك العرب.
دور اساسي في الجالية العربية الاميركية اصبح اسامة السبلاني من القادة العرب الاميركيين المعبرين عن صوت الجالية العربية في الولايات المتحدة. صدرت عدة كتب تضمنته كنموذج قيادي مؤثر، فقد ألّف الصحافي ومحرر الصفحة الاولى في جريدة «وول ستريت جورنال» بول باريت، كتابا عن المسلمين الاميركيين، افرد للسبلاني فيه ولتجربته السياسية والصحفية فصلا كاملا من اصل سبعة فصول، بالاضافة الى ظهوره كشخصية العدد في مجلة «بزنس ويك» الواسعة الإنتشار في 15 كانون ثاني (يناير) 2007، والتي توزع حوالي مليون نسخة اسبوعياً. كما كتبت صحيفة «مترو ديترويت» الاسبوعية تقريرآ موسعاً عن نشاطات السبلاني الصحفية والسياسية تحت عنوان عريض «المدافع عن العرب». ولقد ساهم السبلاني من خلال الصحيفة في دعم مسيرة مؤسسات واندية عربية اميركية وساهم في تأسيس الاطر السياسية العربية التي تلعب دورا ريادياً في دعم المرشحين الذين يناصرون قضايا العرب للوصول الى مناصب سياسية محلية وفدرالية، وشجع العرب الاميركيين على خوض المعترك السياسي والانتخابي من ابواب عديدة، فكان من المساهيمن في انشاء اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي (ايباك). كما ساهم في تأسيس كونغرس المؤسسات العربية الاميركية في ميشيغن، وهو تجمع يضم تحت مظلته المنظمات العربية الاميركية ويتم من خلاله التنسيق بينها بما يخدم مصالح الجالية العربية والعمل المشترك.
مواقع تبوأها بالاضافة الى موقعه كناشر لصحيفة «صدى الوطن»، شغل السبلاني منصب رئيس كونغرس المنظمات العربية الاميركية في ميشيغن في عام 2004-2005 والذي يضم 42 منظمة وجمعية وناد. وهو الآن عضو في هيئته التنفيذية. ويرأس حالياً اللجنة العربية الاميركية للعمل السياسي (ايباك). عينه حاكم ولاية ميشيغن السابق جون انغلر (جمهوري) عضواً في هيئة استشارية لشؤون العرب الاميركيين في الولاية، واعيد تعينه الى الموقع ذاته من قبل حاكمة الولاية الحالية جنيفر غرانهولم (ديموقراطية).
الوضع العائلي اسامة السبلاني متأهل من السيدة رجاء سكرية ولهما ابن واحد.
Leave a Reply