الدولة العثمانية والبلاد العربية.. تاريخ مظالم وآلام
مثلت معركة مرج دابق عام ١٥١٦ بداية النفوذ التركي-العثماني في المنطقة العربية الاسلامية، الذي استمر الى حين سقوط الدولة العثمانية سنة ١٩٢٣. وقد مثل هذا الوجود موضوع خلاف، بين تيار ذو نظرة دينية صرفة يرى في الدولة العثمانية خلافة فتوح ونشر للدين وعامل توحيد للمسلمين وتيار يخالفه النظرة ويرى فيها امبراطورية توسعية وسببا في تخلف المنطقة العربية وعامل جذب الى الوراء. لكن التيارين يتفقان على ان الحقبة الاخيرة من تاريخ الدولة العثمانية مثلت فترة قاتمة في تاريخ العرب الحديث، حيث سيطر الجيش التركي و”جمعية الاتحاد والترقي”، ذات التوجه العنصري التركي الطوراني، على سياسة الدولة وساموا الشعوب العربية الوانا من الظلم وسيق كثير من الشباب العربي الى الجندية القسرية فيما عرف بـ”سفر برلك” ليلقى بهم في أتون حروب خاسرة لا ناقة لهم فيها ولاجمل، فكان ذلك سببا في موت كثير من ابناء البلاد العربية خاصة في الحرب العالمية الاولى.
وقد تدهورت العلاقة بين العثمانيين وشعوب البلاد العربية بعد ان ازدادت سياسة التمييز العرقي بين الاتراك وبقية مكونات الدولة من الاعراق الاخرى، خاصة العربية منها، مما ولد شعوراً بالسخط ورغبة في التخلص من نير هذه الدولة، وقد مثلت هزيمة الاتراك في الحرب العالمية الاولى وسقوط الدولة العثمانية او ما عرف بـ”الرجل المريض” فرصة لشعوب الامبراطورية للتحرر وبناء دولهم المستقلة عن الدولة العثمانية التي قامت على انقاضها دولة تركيا الحديثة سنة ١٩٢٣ على يد كمال اتاتوك.
تركيا الكمالية والجوار العربي والأوروبي:
لا شرقية ولا غربية
عرفت الدول العربية المستقلة قطيعة مع الدولة التركية الجديدة، فالعرب كان ينظرون الى الدولة الكمالية كوريثة للعثمانيين، في حين كان الحكام الجدد لتركيا ينظرون الى الشعوب العربية والاسلامية نظرة دونية والى المنطقة كمصدر للتخلف، فكان أن أداروا ظهرهم لها وقطعوا كل صلاتهم بها وبثقافتها فاستبدلت الابجدية العربية باللاتينية، واقصي الدين من الحياة العامة.
كانت القطيعة بين العرب والاتراك عميقة الى حد انها أدت في الفترات الاولى الى عداء، ولكن مع مرور السنين نسي العرب والاتراك او تناسوا السنوات التي كانوا فيها كيانا واحدا وسادت بينهم اللامبالاة.
ومع خروج تركيا من محيطها العربي والاسلامي الثقافي لغويا وسياسيا، حاولت الدولة العلمانية ان تندمج في محيط جوارها الأوروبي ولكنها رغم السنوات الطويلة التي قضتها في المحاولات وتقديم التنازلات الكثيرة من اجل ذلك إلا أنها فشلت في اختراق “الفيتو” الذي ثبت ضدها ليستثنيها دون غيرها من البلدان الاوروبية من دخول الاتحاد الاوروبي.
تركيا التي انسلخت بارادتها عن محيطها العربي الاسلامي الشرقي، رفضتها أوروبا ثم لفظتها خارج “منطقة اليورو”، فصارت لا شرقية ولا غربية. فكان لا بد لها أن تبحث عن دور إقليمي لاسيما مع نمو الدولة واقتصادها.
العرب بين الاستراتيجيا التركية الجديدة والغرب:
لعبة تقاسم الادوار
جاء “حزب العدالة والتنمية” إلى حكم البلاد التركية سنة 2002، وقياداته مدركة أنّ لا أمل في قبول أوروبا لتركيا عضوا فيها رغم كل التنازلات التي أقدمت عليها الحكومات السابقة، فالعقبات كأداء: أبرزها طبيعة تركيا التي يدين اكثر من 90 بالمئة من شعبها بالإسلام، والتي تملك نموّا ديمغرافيا سريعا وعمق ديمغرافي بحوالي 73 مليون نسمة، كما أن قضية قبرص المستعصية على الحل والتي تميل فيها أوروبا لصالح القبارصة اليونانيين ضد القبارصة الأتراك، وحتى أوروبا الشرقية التي كان من الممكن أن تكون عمقا إسترتيجيا بديلا لتركيا، فقد تم ضمّ أغلب دولها الى “منطقة اليورو” والباقي على مرمى حجر من روسيا، وريثة الإتحاد السوفياتي، والتي لا ترغب في أن ينافسها أحد في منطقة تعتبر مجالا حيويا بالنسبة إليها، وحتى وإن قبلت تركيا بكل شروط أوروبا فسيُخلق لها أسبابا أخرى لإبقائها خارج نطاق أوروبا الموحّدة.
أدرك الأتراك ان لا قدرة لهم على مقارعة أوروبا الموحدة ولا مواجهة روسيا التي يلعب التاريخ والجغرافيا لصالحها، فكان لا مناص لتركيا من العودة الى عمق محيطها الاستراتيجي الا وهو المحيط العربي الاسلامي، ولكن بأي استراتيجيا يمكن أن تعود تركيا الى منطقة غنية بالثروات، كثيرة الصراعات تتنازعها المصالح الدولية؟
غيّر “حزب العدالة والتنمية” الاستراتيجيا التركية القديمة والتي كانت تعتمد على سياسة التركيز الاحادي على اوروبا، الى سياسة جديدة قائمة على البرغماتية ذات التطلعات والاتجاهات المتعددة، ويدور مركز اهتمامها غير المعلن وهدفها الخفي على ايجاد موقع قدم و”العودة” الى مناطق نفوذ “تركيا العثمانية”.
ولم يُغفل واضعو استراتيجيا السياسة التركية الجديدة، بقيادة مهندس السياسة الخارجية أحمد داوود أوغلو، عن طمأنة القوى الغربية الكبرى التي حلت محل العثمانيين في الشرق الاوسط خاصة بعد اكتشاف النفط، بأن عودتهم الى تلك المنطقة لن تمس المصالح الغربية بل ان تركيا ستكون عامل مساعد على استقرار المنطقة، ولكن بتقاسم جديد للأدوار.
لم يكن خافياً على القوى الكبرى المتنفّذة في المنطقة العربية طبيعة الخلفية الدينية لـ”حزب العدالة والتنمية”. لكن قيادات الحزب استطاعت ان تطور خطابا سياسيا برغماتيا يجعل من الحزب تياراً يمينياً على غرار كثير من التيارات الاوروبية، أكثر من كونه حزباً اسلامياً، فرجب طيب اردوغان كان دوما يقدم مرتكزات حزبه على اساس انها إنسانية وليست اسلامية، واستطاع الحزب ان يؤكد خياراته لما تولى زمام الامور بالبلاد فلم يمسس النظام العلماني القائم ولم يحاول ان يحدث أي تغيير في نمط حياة الشعب الذي ألفوه والذي يعتبر أحد ثوابت الدولة واستقرارها منذ تأسيس تركيا الحديثة مبتعدا بذلك عن شعارات التيارات التي كانت تدعو الى “أسلمة” نمط الحياة، والتي كانت تثير قلق الغرب عموما والجوار الاوروبي خصوصا، مثل حزب “الرفاه” بقيادة نجم الدين أربكان أو “حزب الفضيلة”.
ولمزيد تأكيد دورها الجديد في المنطقة، لعبت الدبلوماسية التركية الناشطة ادواراً مختلفة فقامت بوساطات مهمة في أغلب المناطق الساخنة في الشرق الاوسط وفي الجمهوريات “السوفياتية” وبرز دورها الايجابي في تطورات المنطقة وقدرتها على التأثير في بقية الأحزاب والتيارات الدينية فيها وتقديم أنموذج للحزب ذو الميول الدينية والمقبول غربيا (إسلام لايتْ)، وبذلك نجحت الاستراتيجيا التركية في ان تُبعد أي قلق أوروبي غربي حول ضرورة عودتها الى المنطقة.
إذا لقد دخل الطرفان تركيا والغرب المنطقة العربية بتطلعات مختلفة لكن تقاطع المصالح جعل كل طرف يعدّل في تكتيكاته في اطار استراتيجيا جديدة تُتقاسم فيها الادوار بالمنطقة.
تركيا الأردوغانية والعرب: سياسة التغلغـل والاحتواء
استطاع قادة “حزب العدالة والتنمية”، الحكام الجدد لتركيا وفي فترة ليست بالطويلة، ان يغيروا النظرة النمطية التي كانت سائدة في البلاد العربية والاسلامية حول الاتراك العثمانيين، والتي تناقلتها الاجيال في قصص عن بطش العسكر “العُصملّي” و”سفر برلك” واستبداد “أفندينا” كناية عن حكام الاقاليم العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية والتي طبعت نفوس العرب بعداء نحو تركيا يصعب محوه، لكن مهندسي الاستراتيجيا التركية في “حزب العدالة والتنمية” استطاعوا قلب كل الموازين والثوابت ودَلَّ نجاحهم المنقطع النظير على انهم قد درسوا جيدا أوضاع المنطقة العربية وعرفوا المفاتيح التي ستشرع لهم أبوابها على مصاريعها وتستقبلهم بالاحضان، إنه بإختصار الإسلام أهم القواسم المشتركة بين العرب والاتراك ونفس المسوّغ الذي جعل العثمانيون يحكمون البلاد العربية قرونا عديدة. اعتمدت تركيا سياسة “القوة الناعمة” التي نظّر لها مدير مركز دراسات الشرق الاوسط ووزير الخارجية التركي الحالي داود أوغلو في كتابه “العمق الإستراتيجي – مكانة تركيا الدولية”.
دشنت تركيا استراتيجيا التغلغل أو الغزو الجديد، لكن بلا جيوش، إنه ببساطة غزو العقول واللعب على المشاعر، وكان الرهان كبير والهدف يستحق ذلك، إنها بلاد العرب الزاخرة بالخيرات المتنوعة وخاصّة البترول والسوق الواسعة بـ300 مليون نسمة والمياه الدافئة الممتدة من المحيط الاطلسي والبحر المتوسط الى البحر الاحمر والمحيط الهندي.
لكن ما السبيل الى ذلك والأنظمة العربية ماسكة بزمام الأمور بكل قوة ولا يمكن ان تتنازل تحت اي شعار او عنوان؟
اعتمدت تركيا سياسة مد اليد للأنظمة القائمة وتحريك البدائل النائمة، لقد بنت تركيا استراتيجيا تعتمد على عدم التصادم مع الجيران العرب ومد جسور التعاون والوفاق في انتظار فرص افضل قد تنضج في أي لحظة لتكون مدخل اقوى لتركيا في المنطقة. كان رهانها الأكبر على القوى الاسلامية التي كانت تحاول على مر السنين أن تصل سدة الحكم لكنها كانت تُصدّ وتُقمع وكانت مع كل فشل تنكفئ على نفسها وتخمد نارها أحياناً، وتتأجج أحياناً أخرى.
كان ذلك هو التحدي الكبير أمام تركيا، كيف تفعّل تلك القوى النائمة ذات القدرات التعبوية الهائلة ضمن استراتيجيا يكونون فيها احلاف “مفيدين” وجيران غير مخيفين دونما ان يثير ذلك مخاوف الغرب؟
قدمت تركيا الجديدة نفسها مثالا ناجحا على ضرورة اعطاء الفرصة للتيارات الدينية لتشارك في السلطة مع العمل على “تلطيف” نزعتها الدينية لتكون مقبولة دوليا، وحذرت من استمرار اقصاء تلك التيارات، التي قد تتحول الى قوى اكثر خطورة وراديكالية مما يهدد الأمن والمصالح الدولية. وتكفلت تركيا اولا بالتصالح مع محيطها التركي لارضاء الناخبين وعمقها الداخلي، فأباحت لبس الحجاب في الجامعات، وكان أردوغان يظهر الى جانب زوجته المحجبة في المناسبات العامة ويحضر الصلاة في الاعياد، مظهراً بذلك حرصه على “شكل” للدين مقبول داخلياً وخارجياً، كما حرص على بناء جسور الثقة مع كل المكونات السياسية في البلاد العربية عبر سياسات متنوعة. فقامت تركيا بمد اليد الى اكراد العراق ضمن مبدأ حسن الجوار، ولم تدخل الحرب ضد العراق وقامت بوساطات اقليمية عديدة وشجعت سوريا على دخول محادثات السلام، ونددت بالغارات على الاراضي الفلسطينية وبذلك ضربت عصافير كثيرة بحجر واحد أرضت الأتراك العلمانيين بعدم المساس بنظام البلاد كما ارضت الاتراك المتدينين، وهم قواعدها الانتخابية، ونزعت مخاوف الغرب من قيام دولة اسلامية في وسط أوروبا وأرضت العامة من المسلمين بأشياء قريبة من وجدانهم وبالظهور كمدافع عن الاسلام، كما طمأنت الحكام العرب بانها لن تكون دولة على النمط الايراني، واعطت مؤشراً للنخب والتيارات الليبرالية في البلاد العربية على امكانية التعايش مع تيارات اسلامية “على الطريقة التركية”.
كانت السياسة التركية في المنطقة ترمي الى ان يمتد النفوذ التركي على محورين. المحور الأول يمر عبر العراق، الاردن، بلاد الخليج وصولا الى اليمن وقد مهدت تركيا لذلك بعدم المشاركة في حرب العراق ومحاورة الاكراد وبعث أردوغان برسالة ود وطمأنة الى العراق عبر مشاركته شيعة تركيا في مراسم عاشوراء ثم قام بزيارة العراق ووقع على إتفاقيات للتعاون الاستراتجي عرفت بـ”اتفاقية المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي”، وهو امر مهم يدل ان تركيا لا تركز على الاتفاقيات القصيرة بل على علاقات اكثر استراتيجية تعطيها “حقوقا”، ووقتاً أطول، ومجالا أوسع للتحرك في المنطقة.
اما محور التحرك الثاني لتركيا فيمر عبر سوريا، لبنان، فلسطين، مصر ليمتد الى بلاد المغرب العربي. وقد حرص الاتراك في البداية على تطوير علاقاتهم التجارية مع سوريا وبعثوا بإشارات دعم للبنان والفلسطينيين.
عوائق في طريق السياسة التركية
رغم ما وفرته الاوضاع الاقليمية في المنطقة العربية من فرص كبيرة لنجاح الاستراتيجيا التركية وذلك بفقدان العراق لقوته العسكرية وحاجة دول الخليج ليكون لتركيا دورا في المنطقة يوازي الدور الإيراني، وتصدع الاوضاع في اليمن، وانشغال مصر بمشاكلها الداخلية وانتصار التيارات ذات التوجه الاسلامي والمتاثرة بالنموذج التركي بتونس والمغرب ومصر وربما ليبيا، رغم كل هذه الظروف المساعدة فإن المهمة التركية لا تبدو محسومة بل ان هناك عوائق قد تحول دونها والتحقق في الواقع.
إن تركيا التي تعود الى البلاد العربية بناء على الإرث العثماني قد تُحرك ضدها الكوامن القديمة والتي بموجبها حوربت دولة “الباب العالي” كونها لا تمتلك النسب العربي لتسود العرب، فأغلب الانظمة القائمة حاليا في الدول الخليجية، هي دول وراثية مبنية على حكم أسر عربية، كما أن بعض الدول الاخرى تحكم او تسود باسم الانتماء لآل البيت أو النسب القرشي مثل الاردن والمغرب والعراق، كل هذه المسوغات والاسباب قد يقع تفعيلها في أي وقت اذا أحست الدول العربية بخطورة السياسة التركية عليها، فينقلب السحر على الساحر وينتهي شهر العسل التركي- العربي بأسرع مما بدأ.
انطلاقا من القاعدة السياسية لا احلاف او صداقات دائمة بل مصالح دائمة، هناك احتمال وارد لقيام تناقض في المصالح بين تركيا والنفوذ الاوروبي خاصة وان تركيا كثفت من التحرك في كل مواقع النفوذ الغربي.
فهل يقبل الغرب تقليص نفوذه ومشاركة تركيا له ثروات المنطقة أو تحويل الثورات العربية الى صالحه، خاصة بعد ان علت اسهم اردوغان في البلاد العربية اثر زيارته تونس ومصر، ولعب تركيا دورا بارزا في الحرب في ليبيا وتعاظم الدور التركي بالمنطقة الى حدّ انه غطى على بقية الادوار الغربية وهو أمر قد لا يروق لبعض حلفائها الاوروبيين؟ كما ان روسيا غير البعيدة عن المنطقة والتي تتوفر على احلاف تقليديين في المنطقة تنظر بعين الريبة وعدم الرضا للسياسة التركية في المنطقة.
سعت القوى الغربية حتى تقوم تركيا بالوكالة بما عجزت عن تحقيقه بالأصالة، وهو إحتواء وترويض الحركات الدينية او ما يُعرف بـ”الاسلام السياسي” ومحاولة ادماجها ضمن قواعد اللعبة السياسية طبق للنموذج التركي الذي اريد له أن يصبح المثال او النموذج أو العربة التي تجر البقية نحو تصور قيل انه قد يساعد في تلطيف الفكر الاصولي والراديكالي وحل مشكلة العلاقة بين الديني والسياسي.
رغم ان “حزب العدالة والتنمية” لا يتوفر على مرتكزات ايديولوجية واضحة، فقد استطاع ان يقدم خطابا سياسيا مختلفا لا صرامة ايديولوجية فيه، أريد له أن يمتص قواعد حزبي “الفضيلة” و”السعادة” في تركيا، ثم احتواء الحركات التي تعرف بالاصولية والتي كانت تثير المخاوف بالمنطقة العربية. وكان لنجاح تجربة العدالة دورا في قبول الغرب لقيام احزاب سياسية ذات مرجعيات دينية ولكن على الطريقة التركية، خاصة في بلاد المغرب العربي ومصر حيث تنشط حركات دينية يعمل الاتراك على استقطابها واستيعابها داخل نفس المنظومة دون ممارسة سياسة اقصائية كما حدث في تجارب سابقة ولدت قلاقل وأدت الى نمو التيارات الدينية الراديكالية.
والسؤال: هل عجزت النخب العربية في تأسيس منظومة فكرية تستوعب فيها كل العناصر الاصيلة والتي لها تأثير وقدرة على تطوير الثقافة العربية الاسلامية ثم توجيهها للفعل السياسي الديمقرطي؟ هل ان النموذج التركي من التماسك والقوة حتى لم يعد امام العرب الا تقليده، فنقول ليس في الامكان أبدع مما كان؟
لماذا يتم تحديد مستقبل البلاد العربية عبر الوساطات والوسطاء ونسخ النماذج؟ ألا يكون للعرب في طيّب تراثهم نصيب؟ الم يوجد في تاريخ العرب ابن خلدون والفارابي وابن رشد والخوارزمي والمتنبي وابن سينا والمعرّي وغيرهم كثر، أم هل تحجر العقل العربي الى حدّ العجز الكامل عن ابداع حلول لواقعه ومستقبله؟
الم تتغير تركيا وتنهض من جديد بعد أن تصالحت مع تاريخها ومحيطها وموروثها؟ فهل العرب فاعلون؟
Leave a Reply