فاجأنا رئيس بلدية ديربورن –الأربعاء الماضي– بخبر تعافيه، وزوجته، من فيروس «كوفيد–19» عبر بيان صحفي نشره عبر صفحة البلدية على موقع «فيسبوك».
وإذ نشعر بالسعادة الغامرة لتماثل جاك وكريستينا أورايلي للشفاء من هذا الفيروس الذي تسبب –حتى الآن– بوفاة 74 شخصاً من أبناء مدينة ديربورن، ويتهدد صحة 648 آخرين، فإننا نتساءل عن أسباب إخفائه لحقيقة إصابته بـ«كوفيد–19» طوال عدة أسابيع بينما لم يتردد القادة والمسؤولون حول العالم في مصارحة شعوبهم وناخبيهم بإصابتهم بالفيروس التاجي.
نعتقد بأن رئيس البلدية يدين لأهالي ديربورن بأكثر من بيان يخبرهم فيه بأنه كان غائباً عن مكتبه طوال أسابيع لإصابته بالكورونا، بينما تعيش المدينة أوقاتاً عصيبة بسبب الوباء الذي لا يزال يرخي بظلاله الثقيلة على البلاد.
إننا نتفهم أن بعض الأشخاص يتكتمون على أوضاعهم الصحية، وندرك أنه من الواجب احترام خصوصياتهم، لكن المسؤولين الرسميين والحكوميين في الأنظمة الديمقراطية مطالبون بمزيد من الشفافية، خاصة إبّان الأزمات والكوارث، فديربورن ليست كوريا الشمالية، وأورايلي ليس كيم جونغ أون!
كان يتوجب على رئيس البلدية أن يتصرف كما تصرف العديد من المسؤولين في أميركا وحول العالم، الذين سارعوا إلى إعلام ناخبيهم بإصابتهم بالفيروس المستجد، ولم ينسحبوا إلى الكواليس الخلفية، هكذا.. بلا مقدمات و«بدون حسّ ولا خبر».
لماذا لم يتحرج السناتوران تيد كروز وراند بول من الإعلان عن إصابتهما بفيروس «كوفيد–19»؟ ولماذا لم يخفِ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خبر إصابته بالفيروس التاجي عن شعبه؟ وهنا في منطقة ديترويت، لماذا لم يخبئ قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ إصابته بالكورونا ويتوارَ عن الأنظار، كما فعل رئيس بلديتنا؟
في «صدى الوطن»، حاولنا استقصاء أسباب «اختفاء» جاك أورايلي إبان أزمة كورونا وقبلها، ولم نحصل على أية أجوبة قبل صدور بيان رئيس البلدية الأربعاء الماضي.
وما زاد الطين بلة، كان اكتشافنا بأن بعض المسؤولين المحليين (كرئيسة مجلس ديربورن البلدي سوزان دباجة، ونائبها العضو مايك سرعيني، والمفوض في مقاطعة وين سام بيضون، وغيرهم) ليس لديهم أدنى فكرة، بأن رئيس بلدية ديربورن قابع في منزله، وأنه «يحارب» ذلك الفيروس اللعين.
في البيان الذي نشره على «فيسبوك»، أكد أورايلي بأنه كان مواظباً على أداء مسؤولياته الحكومية والمشاركة في الاجتماعات التي عُقدت عبر وسائل التواصل الإلكترونية، وإذا كان الأمر كذلك فعلاً، فلماذا لم يعرف المسؤولون البلديون أين رئيس بلديتنا، ومن الذي كان يتخذ القرارات أثناء غيابه؟
في الواقع، لو أن رئيس البلدية يحترم ناخبيه، لكان قد سارع إلى إخبار الديربورنيين بخبر إصابته بالفيروس التاجي، وساعدهم على إدراك خطورة هذا الوباء وتفشيه المبكر في المدينة. ولو أنه شعر بمعاناتهم في هذه الأوقات الفظيعة، لأتحفنا –على الأقل– ببيانات تعزي العائلات المفجوعة بأحبائها، وتمدهم بالقوة والعزيمة على مواجهة هذا الفيروس المخيف.. لو أنه فعل ذلك، لكان –بلا أدنى شك– جديراً بقيادة المدينة.
على الأرجح، أن جاك أورايلي غير معني بهذه الأسئلة، وغير حريص على الإجابة عنها، لاسيما وأن أوساطاً واسعة في المدينة باتت على يقين بأنه لا ينوي خوض غمار الانتخابات القادمة، وأن أصوات الديربورنيين ما عادت تهمه، وكذلك أوجاعهم ومخاوفهم وهواجسهم من قادم الأيام!
«صدى الوطن»
Leave a Reply