حسين الكاظم – «صدى الوطن»
بعد توقفه لمدة عامين بسبب وباء كورونا، عاد مهرجان «ديربورن هومكامينغ» إلى تقليده السنوي بنسخة مطوّرة وموقع مغاير، مستقطباً آلاف الزوار خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، التي تزامنت مع عودة العائلات من الإجازات الصيفية واستعداد الطلبة لبدء العام الدراسي الجديد.
وكان مهرجان «ديربورن هومكامينغ» –أو «العودة إلى ديربورن»– قد انطلق عام 1980 كفعالية لحفلات خريجي المدارس المحلية في منتزه «فورد فيلد» غربي ديربورن، وأصبح بمرور الوقت من أهم المعالم الترفيهية في روزنامة المدينة التي اضطرت مؤخراً إلى نقل فعالياته إلى «مركز فورد للفنون» لتفادي فيضانات الأمطار المحتملة في موقعه السابق، مما وفّر مساحة أوسع لإضافة المزيد من المرافق والأنشطة والألعاب الترفيهية التي استقطبت سكان ديربورن والمدن المجاورة، وسط حضور كثيف للأسر العربية.
وتضمنت الأنشطة الترفيهية في الدورة الـ41 للمهرجان، العديد من الكرنفالات والعروض الفنية والحفلات الموسيقية والخيم الثقافية وتجمعات الطلبة المتخرجين فضلاً عن أكشاك الأطعمة والمشروبات.
كذلك تخلل المهرجان استعراضات ليلية، ومدينة ملاهٍ تجاوزت مساحتها 13 ألف قدم مريع، إضافة إلى إقامة حفل كبير للألعاب النارية بجوار مقر شركة «فورد» لصناعة السيارات.
ورغم أن فترة التحضير لعودة المهرجان لم تستغرق سوى أربعة أشهر، وهي مدة قصيرة نسبياً بالمقارنة مع فترات التحضير السابقة التي كانت تمتد لسنة كاملة، إلا أن المنظمين نجحوا بتحطيم الأرقام القياسية للتبرعات، بعدما تمكنوا من جمع أكثر من 130 ألف دولار من الداعمين المحليين، ما دفعهم إلى رصد ربع المبلغ لإعانة المؤسسات الخدماتية في المدينة التي يقطنها زهاء 108 آلاف نسمة.
وأفاد مدير الاتصالات ببلدية ديربورن، بلال بيضون، بأن ما يجعل عودة المهرجان «مميزة» هذا الصيف، هو في كونها مؤشراً على عودة الحياة الطبيعية في مدينة ديربورن، بعد عامين ثقيلين من وباء الفيروس المستجد.
وأشار إلى أن الدورة الـ41 للمهرجان تطلبت تنسيقاً استثنائياً بين مختلف الدوائر البلدية، من قسم الأشغال العامة إلى دائرتي الشرطة والإطفاء، وصولاً إلى الطوارئ والأرصاد الجوية، لافتاً إلى أن فترة التحضير لم تخلُ من الشكوك حول إمكانية إقامة المهرجان في الوقت المحدد.
وعزا بيضون أسباب نقل المهرجان للموقع الجديد إلى احتمال حدوث فيضانات في منتزه «فورد فيلد»، وقال: «لقد كنا نراقب نهر الروج طوال العام، ولاحظنا ارتفاع منسوب المياه بشكل غير معهود، ما ينذر بحدوث فيضانات في العديد من الأمكنة، مثل ملعب «ديربورن هيلز» للغولف، ومنتزه فورد فيلد، لذلك اتخذناً قراراً مستنيراً بنقل المهرجان إلى مركز فورد للفنون».
من جانبه، أبدى رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود اهتماماً خاصاً بعودة المهرجان وضمان نجاحه، حيث جال بعربة غولف في أرجاء الموقع متباسطاً مع الزوار والمنظمين وأصحاب الأعمال التجارية، حتى أنه لم يمانع من نقل بعض الأشخاص من مكان إلى آخر.
وفي بثّ مباشر عبر موقع «فيسبوك»، أعرب حمود عن سعادته بعودة «ديربورن هومكامينغ» بعد توقفه القسري، وقال: «بسبب الوباء، ونظراً للفيضانات الكارثية العام الماضي، فقد شعرت –كمقيم في ديربورن– أننا بحاجة ماسة إلى إعادة إحياء المهرجان»، مضيفاً: «هذا المهرجان يوفر المتعة والفرح لمجتمعنا، ويمنحنا فرصة عظيمة لكي نتعاون ونتواصل مع بعضنا البعض».
Leave a Reply