حذر من «الرشوة السياحية» التي يقدمها تيار «المستقبل»بيروت
– توجه مطلع الأسبوع الماضي الزعيم والنائب اللبناني العماد ميشال عون
للمغتربين اللبنانين في العالم برسالة تلفزيونية دعاهم فيها الى ان يقوموا
بالجهد للمجيء إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية التي ستقام في 7
حزيران (يونيو) من العام الجاري، كما اتهم عون تيار «المستقبل» بانه يقوم
بانتقاءٍ هادفٍ لبعض الأقضية المسيحية ويدفع أموالا طائلة لاستقدام
المغتربين منها لقلب الموازين الانتخابية.وقال عون ان رسالته لإطلاع
المغتربين «على بعض ما حدث في لبنان بعد السنوات الأربع لعودتي من المنفى،
وما يحدث اليوم قبيل الانتخابات النيابية لتنقية الذاكرة مما يكون قد علق
بها من أكاذيب وأضاليل، تهدف إلى تكوين قناعات خاطئة تفسد خياراتكم في
مختلف ميادين الحياة، وفي مقدمها خياركم السياسي والوطني».وتابع عون
أنتم تعلمون أنني في أول كلمة، وجهتها إليكم من ساحة الشهداء ساعة وصولي
إلى لبنان، وعدتكم بأنكم ستشاركون، من دون شك في الانتخابات المقبلة عام
9002، وكم ناضلنا كي نوفر لكم ممارسة حقكم في الاقتراع، من حيث تقيمون،
وكم عانينا مماطلة قوى الموالاة (أي تيار المستقبل والملحقين به) التي
أخّرت إقرار قانون الانتخابات الجديد، القانون الذي يؤمّن لكم هذا الحق،
حتى قصُرت المهلة المتبقية قبل موعد الانتخاب، فادّعت السلطة أنها غير
قادرة على إنجاز الترتيبات اللازمة في عالم الانتشار لتأمين تطبيقه،
فأجّلت العمل بما يتعلق بالاقتراع في الخارج إلى العام 3102»، وأضاف «هكذا
يتسنّى لتيار المستقبل اليوم، مع الكمّ الكبير من «البترودولار» الذي يوضع
في تصرّفه من الخارج، أو من أرباحٍ غير مشروعة حقّقها من خلال سيطرته على
الحكم خلال ستة عشر عامًا، أن ينظّم انتقال المقيمين في دول الانتشار خلال
موسم الانتخاب، مؤمّنًا للناخبين بطاقات السفر ومصاريف الإقامة».وأبدى
عون استغرابه من الاهتمام المفاجئ باللبنانيين المقيمين خارج لبنان من قبل
تيار المستقبل، وقال «تقديم المغريات لانتخاب مرشّحيه ليسا أمرًا طارئًا
على المقيمين داخل لبنان، بل هو أكثر من عادي بالنسبة إلينا، لأنّنا
تعودنا على تعامله مع بعض المواطنين موسميًا بشراء أصواتهم كل أربع سنوات،
لكنه في هذه المرة، وعلى رغم من أساليب الرشوة التي يستعملها أدرك أنه
سيخسر الانتخابات حتمًا، وبالتالي لن يتحكّم بالقرار اللبناني، فهرع إليكم
ليستقطبكم، بعدما كان يهملكم ويعتبر أنه حقّق إنجازًا بتهجيركم من لبنان».وسأل
عون «أليس هو وحلفاؤه في السلطة من هجّركم تارة بالبندقية، وطورًا
بالبطالة والإفقار وأحيانًا كثيرة بتهميشكم سياسيًا، فجعلكم رعايا من دون
سقف حماية ومن دون حقوق؟ ودعوته إليكم اليوم ما هي إلا رشوة انتخابية
لإعطائه غلبةً ليست له على أرض الوطن، فإن قبلتم تساهمون في استمرار
السلطة التي هجّرتكم، وستهجّر من تبقى من أهلكم في وطن الآباء والأجداد؛
فالفساد المستشري، والدين المتراكم، والبطالة المتزايدة، كلّها تدفع بمن
تبقى من المواطنين إلى الهجرة، وقد أصبحت اليوم مع الأزمة الاقتصادية
العالمية أشدّ صعوبة». وأكد عون أنّ تيار المستقبل «يقوم بانتقاءٍ
هادفٍ لبعض الأقضية المسيحية التي يأمل فيها تغييرًا للمعادلة عبر نقل قسم
من الناخبين المغتربين إليها»..وختم عون بالقول «إنّ رشوته السياحية
إلى لبنان ليست أكثر من ثمن لأصواتكم، وإن قبولها هو جريمة بحق الوطن، ولا
أعتقد أنكم لفاعلون.. ورسالتي هذه هي لاطلاعكم على الواقع الذي يعانيه
لبنان، كي لا تكونوا سببًا في زيادة محنة وطنكم ولو عن غير قصد. لذلك،
نتمنّى عليكم أن تقوموا بجهد للمجيء إلى لبنان والمساهمة في التغيير
المرتجى لأنّ الفرصة المتاحة حاليًا قد لا تتكرّر».
Leave a Reply