ديربورن – سامر حجازي
بدأت عيادة «ميشيغن لعلاج العقم» «آي في أف» رسمياً فصلاً جديداً من التوسع مع الافتتاح الكبير لمركزها الجديد الذي يحوي أكبر تقنية فنية حديثة في مدينة «بلومفيلد هيلز».
«آي في أف» تعمل حالياً من خلال خمسة مقرات في ميشيغن وهي الرائدة في الخصب الإنجابي في الولاية حيث تجلب الفرح للآلاف من الأزواج الذين يعانون من مرض العقم.
ومن خلال العيادات المنتشرة في بلومفيلد هيلز وديربورن وفلينت وساغنو وآن أربور، تتخصص «آي في أف» في جميع جوانب الرعاية الطبية لعلاج العقم، بما في ذلك التلقيح الصناعي التخصيبي، والاستشارات والموجات فوق الصوتية والتلقيح الاصطناعي وجراحات العقم.
التلقيح الصناعي التخصيبي في المختبر يتم عبر جمع البيضة من رحم الزوجة والحيوانات المنوية من الزوج من أجل خلق الأجنة التي سيتم تحويلها إلى رحم الزوجة.
أسس العيادات الاخصابية هذه، الدكتور مايكل فقيه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، وأدى نجاحها الكبير إلى تمدُّدها إلى خارج ولاية ميشيغن، مع بدء العمل حالياً في مركزين في توليدو ودبي أيضاً. وهذا الصيف أعلنت العيادة أنَّ الدكتور أحمد حمود، هو آخر خبير في التخصيب ينضم لفريق العمل.
الدكتور حمود روى لـ«صدى الوطن» انه شاهد بنفسه وصول نسبة نجاح الإخصاب في المختبر الى ما يقرب الضعف في السنوات العشر الأخيرة بسبب التحديثات الأخيرة في التكنولوجيا. وأضاف «أن نسبة النجاح ١٠٠ بالمئة تقريباً الآن. في هذه الأيام كل النساء تقريباً يمكنهن أنْ يصبحن حوامل. هناك تقدم هائل في المختبر مع زراعة الأجنة والحد من المخاطر».
ووفقا لأحدث الإحصائيات، فإنَّ واحداً من بين كل سبعة من الأزواج يعانون من العقم. وكلما انتظر الزوجان طويلاً لتلقي العلاج كلما ازدادت الصعوبة في الإخصاب على المدى الطويل. العمر قد يكون أيضاً عاملاً رئيسياً في عدم الإنجاب والمرأة التي عمرها فوق ٣٥ سنة هي أكثر عرضة لفقدان الخصوبة بشكل سريع جداً.
ويقول الدكتور حمود إنه إذا انعدمت فرصة الزوجين بإنجاب طفل بعد سنة واحدة من المحاولة، فإنهما ينبغي عليهما حتماً اجراء استشارة طبية حول العقم لتحديد جذور المشكلة.
ومع ذلك، فإن العديد من الأزواج يؤخرون أو يتجنبون مسألة التشاور بالكامل، ويرجع ذلك إلى عدد من العوامل التي قد تشمل استخدام إجراءات بديلة مثل العلاجات المنزلية التي غالباً ما تؤدي إلى طريق مسدود، ونقص المعلومات بشأن النفقات والتغطية التأمينية لعلاج العقم، أو قد يعود السبب ببساطة إلى مسألة الغرور.
وقال حمّود «معظم الأزواج يعتقدون أنهم هم وحدهم يتعاملون مع هذه المسألة، وهذا غير صحيح فغالبية الزوجات اللواتي لديهن صعوبة في الحمل لا يدركن أن قضيتهن قابلة للعلاج. الخطأ الأكثر شيوعاً هو أنهن ينتظرن وقتاً طويلاً لطلب المساعدة وهذا يجعل العلاج أكثر صعوبة وأكثر كلفة بقليل. المساعدة المبكرة هي أكثر الوسائل إفادة وتؤدي إلى نسبة أعلى من النجاح».
في مجتمع الجالية العربية الأميركية تحرف وصمات العار الكاذبة الأزواج بعيداً عن التماس الدعم لعلاج العقم في كثير من الأحيان. لكن العيادة تعد المرضى الساعين للعلاج بالسرية التامة والخصوصية والدعم المعنوي لهم أيضاً. كما حظيت العيادة بالموافقة على إجراءاتها للإخصاب من قبل جميع المراجع الدينية.
يقول حمود إنه في كثير من الحالات، لا يدرك الأزواج أنهم قد يحتاجون فقط لعملية جراحية بسيطة أو الى علاج موضعي لمشكلة محددة. علاج المختبر هو الحل الأخير في قائمة العديد من السبل العلاجية الممكنة. وفي كثير من الأحيان، قد تكون المشكلة من الذكور بتأخر الإخصاب، ولكنهم قد يجدون صعوبة في تقبل ذلك.
وأشار حمود «علينا أن نشدد على أن هذا (العقم) أمر طبيعي، وأنه لا علاقة له بالرجولة أو الأنوثة أو القدرة على أن يكون الزوج صالحاً أو ان الزوجة ليست كذلك. في المختبر العلاج ليس الخيار الوحيد. هناك مروحة من العلاجات التي نقدمها، ونحن نأخذ وقتنا لشرح الظروف للزوجين للتأكد من أنهم يشعرون بالارتياح مع هذه العملية».
حمَّود نفسه بنى سيرة ذاتية مؤثرة في المجال الطبي. فبعد تخرجه من كلية الطب في «جامعة القديس يوسف» في بيروت والحصول على شهادة الطب النسائي والتوليد من الجامعة الأميركية في بيروت، قال انه جاء الى الولايات المتحدة في عام ٢٠٠١ وأكمل إقامته الطبية والتمرُّس في جامعة «وين».
ثم اننقل حمود إلى مدينة «سولت ليك» للحصول على التخصص في مجال التكنولوجيا بجامعة ولاية يوتا. هناك أصبح المدير الطبي في الجامعة لمدة سبع سنوات، وشارك في تدريس التعليم الطبي وإجراء البحوث الطبية الواسعة النطاق لعلاج خصوبة الرجال. لديه أكثر من ٣٠ منشوراً وشارك في أكثر من ١٠٠مشاريع أبحاث أميركية.
عاد حمود إلى ميشيغن هذا العام للانضمام إلى عيادة التلقيح الاصطناعي، إذ سوف يمارس المهنة من خلال عيادة ديربورن فضلاً عن المساعدة في عيادة بلومفيلد هيلز.
وفي حين ان معالجة المرضى سوف تكون متاحة في جميع عيادات التلقيح الاصطناعي، يبقى مركز بلومفيلد هيلز الجديد الآن بمثابة واحد من المواقع الرئيسية الطبية الإجرائية مع مجموعة مختبرات فحص العنصر الوراثي في الجنين المستخرج. ويضم المرفق أحدث ما توصل اليه العلم في تاريخ التكنولوجيا المجهرية للأجنة ومعالجة الحيوانات المنوية، والتي تشمل التحكم في درجة الحرارة ونظام تنقية الهواء. واحدة من أحدث التكنولوجيات المتاحة في عمليات التلقيح الصناعي هي الاختبارات الجينية، والتي يمكن أن تحسن بشكل كبير صحة الطفل من خلال فحص العناصر الوراثية (الكروموسومات) في وقت مبكر والحد من خطر حدوث الإجهاض أو الظروف التي تكون متلازمة مع المرض المعروف بالمنغولي داون سيندروم). في العديد من الحالات، يتم اختبار الأجنة للتأكد من خلوها من الأمراض الوراثية ولضمان عدم تمرير الأمراض الوراثية من الوالدين وصولاً الى الطفل.
آخر اجراء طبي شعبي في «آي في أف ميشيغن» هو ما يسمى «توازن الأسرة»، والذي يسمح للزوجين باختيار جنس طفلهما عندما قد يكون كل الأطفال لديهم من جنس واحد، ويأملون أن يكون واحداً من الجنس الآخر.
وقد أمضى حمود السنوات الطوال من أجل مساعدة الأزواج، وجعل أحلامهم ممكنة التحقيق. ويقول مهما ازداد عدد المرضى الذين يعالجهم ليس هناك شيء أقوى من لحظات سماع بضع ضربات للقلب الآتية من طفلهما للمرة الأولى.
ويتذكر الدكتور حمود حالة معينة لمريضة عمرها ٤٤ سنة قيل أن ليست لديها فرصة للنجاح باستخدام علاجات الخصوبة. وكان حمود اقترح إجراء الفحص الجيني للمريضة وخضعت لدورة واحدة من العلاج، فكان الأخصائيون قادرين على تحديد مكان وجود الجنين الذي كان طبيعياً من الناحية الوراثية وتم نقل الجنين مرة أخرى إلى الرحم فأضحت قادرة على الحمل والوضع بشكل طبيعي.
«ليس هناك شيء أكثر جمالاً من رؤية الابتسامات على وجوههم»، قال حمَّود «إنه أمر مُرضي للغاية حقيقة ان نكون في حقل ومجال لا يوفر الدعم الطبي فحسب بل أيضاً الدعم العاطفي والمعنوي. نحن نقدم لهؤلاء المرضى التفاؤل والأمل ولدينا الموظفون الذين يحملون الرأفة في قلوبهم ونحن نبني من حولهم بيئة لطيفة جدا.»
وللمرة الأولى أعلنت «آي في أف ميشيغن» قبول جميع أشكال التأمين عندما تقدم مشورة إلى المرضى. وخلال شهر آٓب (أغسطس) سوف تكون هناك استشارة مجانية أيضاً في عيادة ديربورن. لمزيد من المعلومات، يمكن للمرضى الاتصال بمكتب ديربورن على الرقم 313.582.4333 أو مكتب بلومفيلد هيلز 248.952.9600. أو زيارة موقع «آي في أف ميشيغن» على .www.midwestivf.com
Leave a Reply