حسن خليفة – «صدى الوطن»
يتوقع سكان منطقة ديترويت عطلة نهاية أسبوع صاخبة بمناسبة حلول عيد الإستقلال الأميركي يوم السبت الرابع من تموز (يوليو) الذي يشهد ذروة إطلاق الألعاب النارية التي ستضيء سماء المنطقة كما جرت العادة فـي السنوات الأخيرة إثر تخفـيف ولاية ميشيغن للقيود المفروضة على المفرقعات. غير أن ليالي ديربورن ستكون ذات «متعة مزدوجة» بمصادفة حلول العيد الوطني خلال شهر رمضان المبارك الذي يضفـي أجواء ليلية خاصة على المنطقة ذات الكثافة العربية، ومما لا شك فـيه أن دوي المفرقعات سيظل يسمع حتى ساعات متأخرة من الليل.
وفقاً لقوانين الولاية المتعلقة بالألعاب النارية، لا يُسمَح لأحد أن يطلق المفرقعات النارية فـي الأماكن العامة، ويمكن للبالغين فقط إشعالها على مدى ثلاثة أيام فقط، وهي: اليوم السابق ليوم العطلة الفدرالية وفـي نفس يوم العطلة واليوم الذي يليه. وهذا يعني أن أي شخص يشعل الألعاب النارية بعد الخامس من تموز يكون قد خالف القانون. وتقول الشرطة فـي ديربورن إن استخدام وحيازة الألعاب النارية غير القانونية تعتبر جنحة مع غرامة قدرها٥٠٠ دولار.
فـي كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢، وقع حاكم الولاية ريك سنايدر قانوناً جديداً حدد آليات بيع واستخدام الألعاب النارية، وأتاح استخدام المفرقعات النارية الثقيلة مثل الصواريخ الزجاجية والشموع الرومانية من قبل البالغين خلال الإطار الزمني المحدود. أما الألعاب النارية الخفـيفة الأثر مثل الشرارات والثعابين الدمى والمفرقعات الصوتية كلها تعتبر قانونية للبيع والاستخدام فـي أي وقت.
وفـي العام الماضي، تم إصدار مخالفات بحق ٢٠٩ أشخاص فـي ميشيغن بسبب إساءة استخدام الألعاب النارية، وتقطن الغالبية العظمى منهم فـي مدينة ديترويت.
أما فـي ديربورن، فـيقول السكان مثل وسام شرف الدين، إنه هو وأولاده يشعرون بالانزعاج من أصوات الألعاب النارية ليلاً. وأضاف ان «الطريقة التي يتجاهل فـيها العديد من أعضاء جالية ديربورن القانون، عن قصد وبالدوس عليه، بدءاً من إشعال الألعاب النارية فـي المناطق الأكثر كثافة سكانية وفـي وقت مبكر من النهار وفـي معظم الأوقات غير المريحة، هي أبعد من كونها سخيفة».
وتسبب سوء استخدام الألعاب النارية حتى فـي انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المنازل يوم ٢٢ حزيران (يونيو) الماضي، وفقاً لمقيمين ساخطين من تداولها فـي ديربورن ظهروا فـي شريط فـيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
«إن انقطاع التيار الكهربائي فـي شارع روتر بمدينة ديربورن هو بسبب التهور الناجم عن اللعب بالألعاب النارية»، ذكرت، مرأة من السكان المغتاظين فـي الفـيديو وأردفت «الجميع يجلسون فـي الخارج. لا توجد كهرباء فـي الشارع أيها الآباء والأمهات، يرجى تأديب أطفالكم. وأطلب من البلدية فرض عقوبات وغرامات على الذين تسببوا بتخريب الأسلاك الكهربائية. لا ينبغي أن تسمَع الألعاب النارية فـي منتصف الأسبوع وأثناء الليل».
ووفقاً لشريط الفـيديو أيضاً، كان الأطفال يلعبون بالألعاب النارية التي ضربت أسلاك الكهرباء، مما تسبب بشرقطتها. وقالت المرأة أنَّ بعض المنازل انقطع عنها التيار الكهربائي لمدة ساعتين فكان على السكان استخدام الشموع لإضاءة منازلهم. وفـي وقت لاحق من تلك الليلة، قالت انها شاهدت صبياً يبلغ من العمر ٨ سنوات قام بشراء الألعاب النارية وأشعلها بنفسه على نفس الشارع.
وبانتظار مرور عطلة نهاية الأسبوع على خير، يخشى الكثيرون من وقوع حوادث بسبب ازدحام الطرق خلال الليل فـي منطقة ديربورن أثناء شهر رمضان.
سلامة وقانونية الألعاب النارية
مشروع قانون العام ٢٠١٢ الذي وقّعه سنايدر يفرض إجراءات صارمة لضمان سلامة وقانونية بيع الألعاب النارية. على سبيل المثال، يجب على باعة الألعاب النارية ان يكونوا مجازين ومصدقين من قبل فوج خدمات الإطفاء بعد خضوعهم للفحص والتدقيق.
فـي العام الماضي، أصدر فوج خدمات الإطفاء
٢٧٩ ضبط مخالفة فـي ميشيغن للبائعين الذين انتهكوا بعض البنود التنظيمية مثل عدم حمل بوليصة تأمين أو وجود فتائل عرضة للخطر. وتم تغريم معظمهم لعدم تحمل شهادة التصديق.
وتنتشر فـي منطقة ديترويت خلال هذه الفترة خيام المفرقعات بشكل متزايد عاماً بعد آخر.
ويقول محمد حجيج الذي يبيع الألعاب النارية فـي مترو ديترويت منذ ١٣ عاماً، انه حذر فـي مجال الأعمال التجارية. فخلال فترة العشرة أيام التي يعمل فـيها، أشار حجيج الى ان خيمته يجب أن تكون ممتثلة بشكل صارم مع مندرجات القانون. وأضاف «أن هناك العديد من الإجراءات العملية وعمليات التفتيش المتعددة التي يقوم بها فوج الاطفاء لضمان سلامة وقانونية البيع، مثل وجود خيام مضادة للحريق وطفايات الحريق الجاهزة ومواقف كافـية».
ووفقا لحجيج فإنَّ لكل مدينة قوانينها المختلفة وبعضها أكثر صرامة من غيرها.
وأردف أنه لا يبيع المفرقعات للقاصرين أو حتى للأشخاص الذين لا يبدو واثقين من التعامل مع الألعاب النارية، وخصوصاً إذا لم يكن لديهم مُعرّف. واستطرد «ان الاطفال يبقون أطفالاً، ولكنهم بحاجة الى إشراف وعلى الآباء والأمهات شراء الألعاب النارية والخفـيفة واشعالها لهم».
وأوضح أن السبب فـي انه يفتح فـي وقت مبكر، قبل السماح القانوني باستعمال الألعاب النارية، هو لأن العديد من الزبائن إما يسعون لتخزين المفرقعات أو لمجرد مشاهدتها والتعرف على أسعارها.
«فـي عام ٢٠١٣ وقع ثمانية قتلى واصيب نحو ١١٤٠٠ من المستهلكين بجروح نتيجة الإصابات المتعلقة بالألعاب النارية»، حسب بيان لجنة السلامة العامة وحماية المستهلك (CPSC).
وأورد التقرير الصادر عن اللجنة أيضاً أن كل الوفـيات الثماني التي وقعت فـي عام ٢٠١٣ كان سببها ألعاب نارية ممنوعة أو مصنعة منزلياً.
مدير فوج الاطفاء فـي ولاية ميشيغن، المارشال ريتشارد ميلر، نصح فـي بيان له، الذين يشترون الألعاب النارية بممارسة أقصى حدود السلامة والمسؤولية عند إشعال المفرقعات. وشدد على ضرورة الاتباع الدائم لإرشادات الشركات المصنعة وقيام إشراف عام من قبل شخص بالغ. كما نصح باشعال الألعاب النارية الخفـيفة ليس بالجملة بل واحدة بعد الأخرى، ثم التراجع فوراً إلى الخلف بعيداً عن المفرقعات والوقوف خلف مسافة آمنة.
وتابع نصائحه بالقول «ابقوا على دلو من الماء أو خرطوم الحديقة فهو مفـيد فـي حالة نشوب حريق أو حادث محتمل، وقم باخماد الألعاب النارية فـي دلو من الماء قبل التخلص منها».
كما نصح الكبار بعدم السماح للأطفال باللعب مع أو إشعال الألعاب النارية ووضع أي جزء من أجسادهم مباشرة فوق الألعاب النارية عند إشعال الفتائل وعدم إعادة إشعال، أو التقاط الألعاب النارية التي لم تشتعل بالكامل، أو رمي الألعاب النارية على شخص آخر، أو حمل الألعاب النارية فـي الجيب، أو إطلاق الأسهم النارية من الحاويات المعدنية أو الزجاجية.
ويُطلَب من سكان ديربورن الاتصال فوراً على الرقم التالي ٣٠٣٠-٩٤٣-٣١٣ من دون ذكر أسمائهم او الاعلان عن هويتهم اذا قام احد ما بنشاط غير آمن أو غير قانوني فـي احيائهم، أو الاتصال برقم الطوارىء «٩١١» إذا كانت هناك حالات خطيرة أو طارئة.
لمعرفة المزيد عن السلامة والمبادئ الإرشادية للألعاب النارية، يرجى زيارة الموقع الالكتروني التالي:
Michigan.com/bfs
Leave a Reply