ديترويت – يحتفل الأميركيون في الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، بـ«عيد الشكر» الذي تعود جذوره إلى مهاجرين وسكان أصليين وموسم حصاد وفير عام 1621 في ولايات الشمال الشرقي المعروفة باسم «نيو إنغلاند».
في هذا العيد يخصص معظم الأميركيون –من مختلف الخلفيات– وقتاً لإعداد وتقديم الطعام للمحتاجين والفقراء ويتطوعون في المراكز المعروفة باسم مطابخ الحساء، وكذلك في الكنائس وملاجئ المشردين، فيما يتبرع آخرون لحملات جمع المواد الغذائية أو يشاركون في نشاطات جمع التبرعات التي تنظمها الجمعيات الخيرية المختلفة، بما فيها مؤسسات عربية وإسلامية في منطقة ديترويت الكبرى.
وأقيم في وسط ديترويت الخميس الماضي مهرجان خاص بالمناسبة تضمن استعراضات ومسيرات ضخمة إضافة إلى سباقات في رياضة الجري، بمشاركة رئيس البلدية مايك داغن.
ويعود الاحتفال بعيد الشكر إلى أوائل القرن الـ17 عندما بدأت هجرة الأوروبيين إلى القارة الأميركية هرباً من اضطهاد الكنيسة لهم.
وتقول مراجع تاريخية إن عدداً كبيراً من المهاجرين البريطانيين هربوا إلى هولندا ومن هناك إلى الساحل الأميركي مستعملين قارباً خشبياً اسمه Mayflower، وكانت رحلة طويلة وشاقة مات فيها كثير منهم بسبب التعب والجوع والمرض.
ووصلت الرحلة في النهاية إلى الشاطئ الشرقي لولاية مساتشوستس وكان ذلك في شهر نوفمبر من عام 1621.
غير أن وصولهم تزامن مع دخول فصل الشتاء الذي يتميز بالبرد القارس والأمطار الغزيرة علاوة على الثلوج التي أهلكت معظمهم بسبب جهلهم بطرق الصيد والزراعة، وقد تم إنقاذهم على يد اثنين من السكان الأصليين هما «ساموسيت» و«سكوانتو» اللذان شرعا في تعليم المهاجرين الجدد كيفية صيد الطيور والحيوانات والأسماك وزراعة الذرة.
وبعد فترة قرر المهاجرون الاحتفال بالنعمة التي منّ بها الله عليهم في بلادهم الجديدة ووجهوا الدعوة إلى الهنود للاحتفال بما أسموه حينذاك عيد الشكر، وتناولوا فيه الديك الرومي في مأدبة مهيبة استغرقت الليل كله تبادلوا خلالها الأنخاب مع السكان الأصليين.
وهكذا تحول عيد الشكر إلى مناسبة سنوية للاحتفال بالنعم التي يتمتع بها الأميركيون.
واكتسب العيد طقوسه الخاصة منذ عام 1863، عندما أعلن الرئيس الـ16 أبراهام لينكون رابع يوم خميس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، عطلة وطنية.
Leave a Reply