كانتون – خاص “صدى الوطن”
يعتبر المحامي نبيه عيّاد من أبرز الناشطين في مجتمع الجالية العربية في المجال الحقوقي والسياسي، وقد توج نشاطه في هذا المضمار بتأسيس وإطلاق “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” التي تأتي، بحسب عيّاد، كإستجابة حقيقية لواقع العرب الأميركيين الذين يتعرضون الى أشكال متعددة من التنميط والتمييز الذي يزداد يوما بعد يوم.
وقال عيّاد في هذا الشأن: “بالنسبة لي، فإن مسألة الدفاع عن الحقوق المدنية تعني الكثير وطالما كانت شغفي الأكبر منذ الطفولة”.
وكانت القضية الأولى التي رافع عنها، مكتب عيّاد للمحاماة، قد حددت مسار، والى حد كبير، طبيعة عمل المكتب القانوني. وكانت القضية قد أنقذت أحد المواطنين المهددين بالترحيل، وإستطاع عيّاد تحصيل بطاقة إقامة دائمة له. وفي ذلك الوقت لم يكن عيّاد صاحب خبرة كبيرة في مجال قضايا الهجرة. وقال عيّاد في حديثه عن هذه الحادثة: “عندما جاءت السيدة تطلب مني أن أرافع في قضية زوجها المحكوم عليه بالترحيل، كنت غير ملم على الإطلاق بقضايا الهجرة، الا أن البعد الإنساني ومعاناة السيدة مع المرض دفعني الى أن أحمل القضية على عاتقي”. فرغم أن عياد نصح الزوجة بالبحث عن محام ضليع بقوانين الهجرة إلا أنه عاد وقرر أخذ القضية على عاتقه. ويقول إنه قضى ليال طويلة للتعمق بتفاصيل قانون الهجرة بجميع جوانبه.
وأضاف: “في عام ١٩٩٩ قدمت اقتراحين منفصلين طلبت فيهما من القاضي إعادة فتح القضية.. وقد تكللت جهودي بالنجاح حيث حصل الرجل المحكوم عليه بالترحيل على بطاقة إقامة دائمة في الولايات المتحدة الأميركية”. ويقول عياد مبتسما “موكلتي كانت في قمة السعادة وسمت مولودها الجديد باسمي.. كانت البداية إذن”.
منذ خمس سنوات، وبعد سلسلة نجاحات في قضايا الهجرة، إنتقل مكتب عيّاد للمحاماة وشركاه الى موقع جديد في مدينة كانتون، وحقق مع فريق عمله، المؤلف من أربعة محاميين ومساعد قانوني وسكرتارية، نجاحا بارزا في معالجة شتى أنواع قضايا الهجرة والحقوق المدنية، ووضعت اسم عياد تحت الأضواء، فظهر على وسائل الإعلام الأميركية الكبرى مثل “سي أن أن” و”أم أس أن بي سي”، كما شارك في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية المحلية. وتداولت العديد من الصحف المحلية والوطنية قضايا تناولها مكتب عيّاد للمحاماة..
ويرتكز عمل المكتب على قضايا الحقوق المدنية، وجرائم الهجرة، وأعمال التقاضي.
ومن أبرز القضايا التي رافع فيها مكتب عيّاد للمحاماة، كانت القضايا التي نتجت عن أحداث ١١ أيلول (سبتمبر) وما تبعها من حملات التمييز ضد العرب عموما والعرب المسلمين خصوصا.
وفي هذا السياق قال عياد: “لقد رافعنا في العديد من القضايا بعد أحداث ١١ أيلول، ومن ضمنها رفعنا دعاوى قضائية ضد بلديات ومسؤولين في الحكومة والعديد من الشركات.. وجاءت هذه الدعاوى القضائية بمعظمها على خلفية سجن أبرياء لم تثبت إدانتهم وقضايا هجرة معلقة وقضايا تمييز في العمل”. وأضاف: “استطعنا النجاح في إسقاط قضية ارهاب في إمتحان تمهيدي كانت قد اتهمت رجلا بمحاولة تفجير مبنيان فدراليان في مدينة ديترويت”.
وفي العام 2003، نالت قضية المواجهة بين “اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” ووزير العدل الأميركي وقتها، جون أشكروفت، بعد أحداث ١١ أيلول إهتماما واسعا. حيث قاد المحامي عيّاد نيابة عن بعض الملتمسين، من المهاجرين اللبنانيين، حملة للحصول على أمر قضائي يدفع وزارة العدل الأميركية ومكتب “الهجرة والجمارك” للمثول أمام المحكمة لمنع اجراءات غير قانونية بترحيل معجل ضد الملتمسين. وكان مكتب “الهجرة والجمارك” قد زعم أن مقدمي الالتماس كانوا قد قدموا وثائق مزورة كمؤامرة جنائية لدخول الولايات المتحدة الأميركية. وتمكن عياد من إسقاط التهم الموجهة إجحافا بحقهم.
ومن أبرز القضايا الأخرى التي رافع فيها المحامي عيّاد كانت قضية عائلة عامر من ديربورن، التي رفعت في المحكمة الفدرالية دعوى قضائية ضد مسؤولين في دائرة الخدمات الإجتماعية في الولاية وإحدى المؤسسات الأخرى العاملة في إطارها على خلفية سرقة أولادهم دون وجه حق ومنحهم بالتبني لعائلة مسيحية متشددة منذ اكثر من ٢٠ عاما.
كما وأن المحامي عياد، وبعد اختياره من قبل حاكمة ولاية ميشيغن السابقة جنيفر غرانهولم ليكون مفوض الحقوق المدنية للولاية، تناول العديد من قضايا الحقوق المدنية وكان الصوت المدافع عن حقوق أبناء الجالية العربية الأميركية. ويعتبر عياد أن الأولوية في اختيار القضايا تأتي أولا للدفاع عن العرب الأميركيين في مسائل التمييز والهجرة وغيرها.
ويأمل عياد أن تستمر الجهود المبذولة للدفاع عن حقوق العرب الأميركيين وذلك عبر “الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية” التي أطلقها والتي تسلط الضوء على انجازات العرب الأميركيين وتدافع عنهم ضد الإسقاطات التنميطية والتمييز الذي يمارس ضدها في الدوائر المحلية والفدرالية وحتى في وسائل الاعلام. كما تعمل الرابطة مع المسؤوليين على كل المستويات للترويج لسياسات عادلة وبرامج تثقيفية وحكومية وغيرها. وتحظى الرابطة على دعم فريق عمل عيّاد في مكتب المحاماة، كما ويضم المجلس هيئة متنوعة من خبراء القانون وناشطي الحقوق المدنية ومن ضمنهم ويندل أنتوني، رئيس “الجمعية الوطنية لتقدم الملونين” في مدينة ديترويت.
كما وسيتم تكريم عيّاد في العشاء السنوي الـ٥٧ لـ”الجمعية الوطنية لتقدم الملونين” الذي يحمل اسم “الكفاح من أجل الحرية”، بجائزة الشرف التي تحمل عنوان “التوقعات الكبرى” وذلك في 6 أيار (مايو) عند الساعة السادسة في قاعة “كوبو” في مدينة ديترويت. وقد منحت هذه الجائزة في عشاء العام الماضي الى النجم الموسيقي كيد روك. وقال عياد: “أشعر بالفخر لاختياري لأكون الحائز على هذه الجائزة من قبل هذه المنظمة العريقة والتي تحظى بإحترام الجميع”.
يذكر أن حفل الجمعية هو أكبر حفل عشاء في أميركا.
Leave a Reply