رئيس بلدية ديترويت وراء القضبان!
الخبر ليس عادياً في مدينة اميركية تكافح من اجل البقاء بعدما هجرها حوالي ثلث سكانها على مدى العقدين الاخيرين بسبب تدهور الاوضاع الامنية فيها واستفحال الجريمة في شوارعها والفساد في اجهزتها.
كوامي كيلباتريك الرئيس الشاب الذي جدد سكان المدينة الباقون انتخابه لدورة ثانية قبل نحو عامين قدم اليها معززاً بالارث السياسي لوالدته النائبة في مجلس النواب الاميركي كارولين تشيك كيلباتريك. لم يقدم كيلباتريك الابن لديترويت اي انجاز يذكر منذ انتخابه الاول. بل صاحبته روائح الفضائح منذ بدايات توليه المنصب. هل نتذكر شغب عناصر المرافقة الذين اصطحبهم في رحلات الاستجمام والمقامرة الى لاس فيغاس وغيرها من المدن الاميركية والسيارة الثمينة التي اقتناها لمتعته الخاصة، وعلى حساب دافعي الضرائب الذين يكافحون للحفاظ على منازلهم من المصادرة.
كيلباتريك رغم فضائحه الاولى التي جرت لفلفتها لم يرعو واستمر في غروره وعنجهيته فاتخذ مسؤولة موظفيه كريستين بيتي خليلة له وراح يزهق الاوقات الثمينة التي تحتاجها الادارة لتدبير شؤون المدينة الملحة في كتابة رسائل الغرام وممارسة البغاء الالكتروني في حله وترحاله.
ظل نظام العدالة الاميركية، مع ذلك، رؤوفاً بالرئيس الشاب مانحاً اياه كل فرصة لتحسين سلوكه وتكريس جهوده لخدمة مواطني المدينة ومشاريعها الملحة ولايقاف النزف السكاني الذي تعاني منه كل يوم. لكن عبثاً.
فكيلباتريك ظل بعيداً عن الهموم الحقيقية للمدينة وانصرف الى ملذاته الخاصة في استهتار غير مسبوق بالمنصب. وصل الأمر بكيلباتريك الى التهجم الجسدي على عناصر شرطة الولاية عندما دفع بأحد المحققين فيها وأنب أخرى سوداء لركوبها السيارة مع رجل أبيض اسمه الأخير «وايت»!.
حتى برنامج المراقبة الذي اخضع له تعرض للخرق بغباء وإصرار. فكانت رحلة ويندزور الاخيرة دون الابلاغ المسبق كما يقتضي برنامج المراقبة المطبق عليه الى حين انتهاء عملية المحاكمة خرقه كيلباتريك القشة التي قصمت ظهر البعير وأدخلته السجن.
القاضي جايلز سأل كيلباتريك ماذا تظنني فاعلاً لو كان الماثل امامي «اكس» من الناس؟. كان السؤال بمثابة التمهيد لقرار الحبس وهكذا كان.
سيمضي كيلباتريك ليلة على الاقل في سجن المقاطعة في قلب المدينة وعلى حساب دافعي الضرائب ايضاً.
الارجح ان كيلباتريك لن يعود من الاحتجاز في الغرفة المفردة الى جانب نزلاء «عاديين» يعامل كما يعاملون، الى قصر مانوغيان على ضفة نهر ديترويت.
انتهى الفيلم الذي مثل فيه كيلباتريك دور زعيم العصابة «الخيّر»، ولن تنفعه بعد اليوم شعاراته العنصرية ومحاولة استدرار عطف الافارقة في معركته ضد «المؤامرة البيضاء». ثمة امر جيد واحد بمقدور كيلباتريك القيام به منذ اليوم: الاستقالة وترك المدينة تدير شؤونها مع شخص اكثر نزاهة واقل غروراً!
Leave a Reply