واشنطن – «صدى الوطن»
قدّم سفير لبنان لدى واشنطن غابريال عيسى الأربعاء الماضي أوراق اعتماده رسمياً إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، ليتسلم مهام منصبه الجديد، بعد تخليه عن الجنسية الأميركية.
وجاء تعيين السفير الجديد المقرب جداً من رئيس الجمهورية ميشال عون، من خارج السلك الدبلوماسي.
وعيسى من سكان مدينة بلومفيلد هيلز في ميشيغن سابقاً، وهو حاصل على شهادة بالهندسة المدنية من «معهد ديترويت للتكنولوجيا» عام ١٩٧٨، وذلك بعد ثلاث سنوات من هجرته إلى الولايات المتحدة الأميركية عقب اشتعال الحرب الأهلية في لبنان عام ١٩٧٥.
ومنذ عقود، امتلك عيسى وأدار بنجاح، شركة للترجمة بلغات وتخصصات تقنية متعددة.
غير أنه وقبل فترة قصيرة من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للبنان في ٢٠١٦، عاد عيسى إلى وطنه الأم حيث عمل مستشاراً مقرباً للرئيس.
ويعتبر عيسى أحد أبرز وجوه وقادة «التيار الوطني الحر» في الولايات المتحدة، وحافظ على مدى عقود طويلة على علاقة وثيقة مع عون، قبل وخلال وبعد عودته من منفاه في فرنسا (١٩٩٠–٢٠٠٥).
وبرز اسم عيسى كوسيط تفاوضي بين عون والنظام السوري عام 2004 تمهيداً لعودة الجنرال إلى لبنان.
وعيسى متزوج من برناديت عيسى ولهما أربعة أبناء.
وسبق أن مثّل لبنان في واشنطن سفيران يحملان الجنسية الأميركية إلى جانب اللبنانية، وهما رياض طبارة ومحمد شطح.
وتم نزع الجنسية الأميركية عن عيسى، عملاً بأحكام القانون الأميركي الذي يحظر قيام مواطنين أميركيين بشغل مناصب حكومية لدى بلدان أخرى، خصوصاً في السلك الديبلوماسي أو الوكالات الأمنية.
والجدير بالذكر أن لا استثناء في قانون الجنسية الأميركي، حتى لأقرب حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، التي اضطر آخر سفيرين لها في واشنطن، مايكل أورن ورون ديرمر، إلى التخلي عن جنسيتيهما الأميركية يوم شغلا منصب سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، علماً أن أورون وديرمر أميركيا الجنسية بالولادة، الأول ولد في ولاية نيويورك، والثاني في ولاية فلوريدا.
مسيرة حافلة في ميشيغن
وتشير مسيرة عيسى السياسية التي خاضها على مدى أربعين عاماً في الولايات المتحدة إلى نضاله المبكر وهو لا يزال في سنته الجامعية الأولى في معهد ديترويت للتكنولوجيا، من أجل السلام والسيادة في لبنان وأصبح ناشطاً في مجال محاربة الوجود السوري والتي طبعت في ما بعد نشاطات «التيار الوطني الحر»، الذي ساهم عيسى في تنظيم صفوفه في أميركا ولبنان، وفي تنظيم حملات تبرعات بين المغتربين لدعم «التيار».
ومنذ العام ١٩٨٠، استثمر عيسى وقته في قيادة نشاطات لمناصرة وتعزيز السلام والوحدة الوطنية في وطنه الأم لبنان، والضغط من أجل صياغة السياسات الأميركية الخارجية التي تدعم وتعزز الحرية في لبنان.
وبحسب ما يعرف عنه المجلس اللبناني–الأميركي للديمقراطية الذي أسسه في واشنطن في العام ١٩٩٠، فإن عيسى بذل الجهود مع المؤسس المشارك طوني حداد، لتشكيل لوبي من اللبنانيين الأميركيين للضغط باتجاه الانسحاب السوري وصولاً إلى إقرار قانون محاسبة سوريا والانسحاب من لبنان. وقد أوفده عون في العام ٢٠٠٥ إلى سوريا مبعوثاً خاصاً من قبله للتفاوض بشأن انسحاب القوات السورية سلمياً.
Leave a Reply