ناتاشا دادو
يعتبر المرشح الديمقراطي لمجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية ميشيغن غاري بيترزالذي يمثل الآن الدائرة الانتخابية الرابعة عشر فـي مجلس النواب الأميركي، أن حالة الإقتصاد ونموه تصدرت إهتماماته خلال السنوات الماضية التي قضاها فـي مجلس النواب الأميركي منذ إنتخابه عام ٢٠٠٨. وفـي أول خطوة إتخذها بعد وصوله الى واشنطن هي دعم قانون إنقاذ صناعة السيارات التي كانت تترنح حينها، والذي جنَّب اقتصاد ميشيغن من الانهيار وأعاد الحياة الى هذا القطاع الحيوي والأساسي لإقتصاد الولاية. ومع هذا فإن بيترز يعتبر ان الشركات الصغيرة هي محرك النمو ومؤشر الإستقرار الإقتصادي فـي ميشيغن التي إعتمدت فـي العقود الماضية على شركات السيارات ومصانعها كمصدر للوظائف والنمو.
بيترز، الذي عمل كمستشار استثمار مالي لمدة ٢٢ عاماً، وخدم فترتين فـي مجلس شيوخ ميشيغن من ١٩٩٤ حتى ٢٠٠٢، يركز فـي المقام الأول على قضايا المصالح التجارية الصغيرة وقدرة رجال الأعمال فـي هذه المصالح بالحصول على قروض للمساعدة فـي بناء وتطوير مصالحهم. وفـي هذا المجال يقول بيترز «أنا كنت وراء مبادرة قانون ائتمان الشركات الصغيرة الذي أقره مجلس النواب الأميركي، والذي يوفر موارد لأصحاب الأعمال الصغيرة لم يكن بإمكانهم الحصول عليها فـي السابق». وأضاف بيترز «أن هذا التشريع وفر أكثر من ستة آلاف وظيفة فـي الولاية وفوق ٥٠ ألف وظيفة فـي أنحاء البلاد». وقال «فـي مجلس الشيوخ الأميركي يمكننا توسيع ذلك القانون وتطويره ليشمل المزيد من فرص العمل».
بيترز، الذي يتنافس مع المرشحة الجمهورية تيري لين لاند للحصول على مقعد السيناتور الديمقراطي المتقاعد كارل ليفـين، حافظ خلال السنوات التي قضاها فـي مجلس شيوخ الولاية ومن ثم فـي مجلس النواب الأميركي، على علاقة وثيقة مع الجالية العربية فـي ميشيغن، ويعتبر التنوع الثقافـي والحضاري الذي تنعم به منطقة ديتروبت بأنه مصدر قوة وعامل مهم من عوامل الإزدهار.
![]() |
غاري بيترز |
وأشار بيترز، الذي حصل مؤخراً على دعم اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي «ايباك» «أنا دائماً أقول إنني أشعر بالفخر لتمثيل أكبر جالية شرق أوسطية خارج منطقة الشرق الأوسط هنا فـي ديترويت».
وزار بيترز مكاتب «صدى الوطن» فـي ديربورن، فـي ١٠ تشرين اول (أكتوبر) الجاري، بعد ان عرج على ديترويت للمشاركة فـي مهرجان سياسي إنتخابي حاشد للحزب الديمقراطي فـي «قاعة الموسيقى فـي ديترويت» حيث كانت نجمته السيدة الأولى ميشال أوباما التي قدمت من واشنطن خصيصاً لدعمه والترويج للمرشحين الديمقراطيين لمناصب أخرى فـي الولاية وأبرزهم مارك شاور المرشح لمنصب حاكم الولاية.
وكان فـي وقت سابق قد أعربت مؤسسات إسلامية أميركية فـي المنطقة عن امتعاضها من جمعية غير ربحية مسيحية متطرفة تديرها عائلة المرشحة الجمهورية تيري لين لاند، التي وصفت أديان الإسلام واليهودية والبوذية فـي شريط فـيديو ترويجي بأنها «عقبات» فـي طريق «مهمتها». ويشكَّك المسلمون الأميركيون بعد الكشف عن هذا الفيديو لـ«الجمعية الخيرية» التي تصنف الأديان الثلاثة بأنها «عقبات»، فـي قدرة لاند على تمثيل الجاليات المتعددة والطوائف المتنوعة فـي ميشيغن، فـي حال وصولها الى عضوية مجلس الشيوخ الأميركي لتمثيل سكان الولاية فـي واشنطن العاصمة. ولدى سؤاله عن ذلك الفـيديو أشار بيترز ان «على عضو مجلس الشيوخ الأميركي تمثيل الجميع». لهذا السبب، أضاف بيترز، «أتساءل لماذا رفضت لاند الموافقة على مناظرة مفتوحة من نوع «تاون هول» (يشارك فيها الجمهور)، مثل المناظرة التي جرت بين مارك شاور وحاكم الولاية ريك سنايدر يوم الأحد الماضي».
وأردف بيترز «إنها ببساطة لا تريد أن تكون فـي مناظرة مفتوحة لمشاركة شعبية «تاون هول»، وأنا لا أعرف كيف يمكنك ان تكون عضوا فـي مجلس الشيوخ الأميركي وتخاف من الوقوف أمام الناخبين والإجابة على أسئلتهم مباشرة. هذا هو ما يجب أن نقوم به، ويبدو أنها لن تفعل شيئاً من هذا القبيل».
وكانت حملة لاندقد إتهمت بيترز بعدم الموافقة على مناظرة تلفزيونية بينهما على القناة السابعة المحلية والتابعة لشبكة «أي بي سي» فـي ٢٧ تشرين الأول (أكتوبر). وعلى هذا يجيب بيترز بانه وافق على عدد من الإقتراحات لإجراء مناظرات بينهما ولكن لاند لم تتجاوب مع هذه الإقتراحات ولم ترد على بعضها مما أدى الى إلغائها فـي وقت لاحق. وتحفظ بيترز ولاند فـي البداية على مسألة شكل النقاش والمناظرة. ووافقت قناة «دوبليو أكس واي زي» على تغيير شكل النقاش وجعل نصفه بأسلوب «تاون هول» اي أسئلة وأجوبة والنصف الآخر خاضع لمدير المناظرة.
ودعا بيترز لاند لـ«مناظرة مفتوحة بمشاركة شعبية على طراز «تاون هول» مثل التي أجريت بين المرشحَين لمنصب الحاكم، وسنرى ما ستقول». ولاحظ بيترز ان حملة لاند الإنتخابية، تجنبت حتى الآن كل الصحافة والتحدث مباشرة مع الناخبين وأعتمدت اسلوب الدعاية المسجلة سلفاً. وأضاف بيترز أن منظمة الطلاب من «جامعة ميشيغن»، و«رابطة الناخبات» و«الغرفة التجارية فـي مدينة ترافـيرس» فشلوا فـي الحصول على ردود من حملة لاند تدعوها لحوار مفتوح بيننا برعايتهم. فـي ١٦أكتوبر، تحدث بيترز ولاند بشكل منفصل فـي إحتفال أقامته الجالية الكلدانية فـي نادي «شيناندواه كونتري» فـي مدينة «غرب بلومفـيلد».
ويولي بيترز إهتماماً كبيراً لإصلاح قانون الهجرة، داعياً لإصلاح شامل لقوانين الهجرة من خلال مشروع قرار «الفرص الاقتصادية وأمن الحدود وتحديث الهجرة»، والذي يعالج احتياجات اللاجئين لكن هذا المشروع لم يصل الى مجلس النوَّاب الاميركي لدراسته والتصويت عليه.
ولدى بيترز موظفـون فـي مكتبه يركزون بشكل خاص على قضية الهجرة لأنه يعتقد بأنها قضية هامة وجديرة بالاهتمام .
وصوت بيترز مؤخراً لدعم مشروع القانون الذي يمنح الإذن للإدارة الأميركية بالتدريب وتسليح المتمردين السوريين كجزء من استراتيجية أميركا لمحاربة «الدولة الإسلامية فـي العراق والشام (داعش)»، ويوافق أيضاً على أن الرئيس أوباما لا ينبغي أن يشن غارات جوية فـي سوريا من دون موافقة الكونغرس ويقول فـي هذا الصدد «إن أوباما بحاجة الى تفويض من الكونغرس للقيام بهذه الهجمات». ولا يعتبر بيترز ان ما يسمى بـ «الدولة الإسلامية» تمثل مبادئ الدين الإسلامي بل هي «جماعة وحشية، على الأقل فـي رأيي، لا تمثل الإسلام فـي شيء. هذه جماعة لا علاقة لها البتة بدين جميل كالإسلام. وإذا كنَّا نحن بصدد المواجهة مع جماعة إرهابية مثل «داعش» فـيجب على كل الأمم وجميع الناس ان يتحدوا فـي مواجهة هذه المجموعة وإدانة اعمالها الإجرامية».
تطرق بيترز الى قضايا أخرى تعاني منها الجالية العربية بما فـي ذلك وضع الناس على قائمة «المنع من السفر» دون تفسير معقول لهذا الإجراء، والشكاوى من المعاملة غير اللائقة التي يتعرض لها العرب والمسلمون عند مغادرتهم او وصولهم الى المعابر الحدودية والمطارات من قبل عناصر «حرس الحدود والجمارك».
وقد أنفق بيترز ولاند معاً منذ بداية ايلول (سبتمبر) الماضي حوالي ١٩ مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية فـي سباق محموم على مقعد مجلس الشيوخ الأميركي المفتوح. ومع ذلك، قال بيترز «ان المال ليس كل شيء، يجب على المرشح الإنخراط فـي المجتمع والإستماع مباشرة الى هموم الناس وقضاياها وأن يتعرف بنفسه على الناس يتعرف الناس عليه وجهاً لوجه وليس من خلال إعلانات ترويجية، مضيفاً «أن على الناخبين الإطلاع على سجل المرشحين وبرنامجهم الإنتخابي والتعرف عليهم قبل التصويت لهم لتمثيلهم فـي واشنطن العاصمة».
ودافع بيترز عن تصويته فـي مجلس النواب لصالح قانون الرعاية الصحية «أوباما كير»، قائلاً إنَّ مئات الآلاف من الأسر استفادت منه. كما أضاف «اعتقد بكل ثقة ان كل شخص فـي هذا البلد، بغض النظر عن انتماءاته السياسية او خلفيته العرقية، او مكان عيشه، يجب ان يحصل على جودة عالية من الرعاية الصحية بأسعار معقولة». «منافستي تريد أن تتخلص من ذلك وتعيد عقارب الساعة إلى الوراء، إلى أيام كان الناس لا يستطيعون تحمل تكاليف التأمين الصحي … وإلى موت الآلاف من الناس لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الصحية. وهذا هو الخطأ الفادح». بيترز، الذي شغل منصب ضابط فـي احتياط البحرية الأميركية، يدعم مراقبة شاملة لعملية شراء الأسلحة الفردية. وتشير الأحصاءات ان أربعين بالمئة من مبيعات السلاح تتم من دون أي تدقيق او تحريات. وتظهر إستطلاعات الرأي ان ٩٠ بالمئة من الأميركيين يؤيدون القيام بفحص وتقصي خلفـية ودوافع مشتري السلاح قبل الشراء والإقتناء. وخلص الى القول «نحن بحاجة لإغلاق هذه الثغرة فـي قانون حق حمل السلاح الفردي، وان نضع نظام مراقبة وتحرياً شاملاً».
إنَّ اعلاناً تلفزيونياً يدعم بيترز، ولكن مصدره ليس من داخل حملته الانتخابية، انتقد لاند لقبولها أكثر من ٦ ملايين دولار من التبرعات من الأخوة «كوخ» المليارديريين الذين اتهموا بالمساهمة فـي قضايا مثل ارتفاع معدلات الربو والسرطان فـي جنوب غرب ديترويت بسبب تلوث البيئة الناتج عن المصانع التي يمتلكونها. وعلق بيترز على ذلك بالتساؤل «هل مساهمتهم بستة ونصف مليون دولار لأنهم يعتقدون أنها ستكون بطلة للبيئة أم أنها ستدعم مصالحهم؟ وهل هذه الأنواع من النشاطات التي تُرتكب فـي الأحياء السكنية هي خير تمثيل لمصالح الناس التي من المفترض ان نحميها؟».
Leave a Reply