إستطلاع لمؤسسة زغبي و«يو بي آي»واشنطن – خاص «صدى الوطن»
أظهر أحدث إستطلاع للرأي أجرته مؤسسة زغبي بالإشتراك مع وكالة «يونايتد برس أنترناشيونال» أن أكثرية من الأميركيين تبلغ 54 بالمئة تؤمن بأن الولايات المتحدة لم تخسر الحرب في العراق. غير أن الإستطلاع يظهر خلافاً مثيراً حول هذه المسألة بين الديمقراطيين والجمهوريين، ففي حين قال إثنان من كل ثلاثة ديمقراطيين (66 بالمئة) بأن الجهد الحربي قد أخفق بالفعل، لا يشاطرهم هذا الرأي سوى نسبة ضئيلة من الجمهوريين تبلغ 9 بالمئة. ويأتي هذا الإستطلاع على مشارف التقرير الذي سيرفعه قائد القوة المتعددة الجنسيات في العراق ديفيد بيترايوس أمام الكونغرس الأميركي في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الجاري حول التقدم الذي أحرزته آخر خطة أمنية لإخماد الهجمات التي ينفذها «المتمردون» ضد القوات الأميركية ولخلق مناخ عمل ملائم للحكومة العراقية. وتظهر الشكوك القوية لدى الديقمراطيين حول النجاح في العراق موقف بعض زعماء الحزب والتي وجدت أقوى تعبيراتها على لسان زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد الذي قال في شهر نيسان (أبريل) الماضي أنه يؤمن «بأن هذه الحرب قد تمت خسارتها» وبأن الخطة الأمنية «لا تحقق أي شيء». ويظهر إستطلاع مؤسسة «زغبي»-«يو بي آي» إنقسام الأميركيين حول مسألة نجاح الجهود الأمنية الأميركية في العراق. ففي حين يرى 49 بالمئة من الأميركيين أن الخطة لا تؤدي إلى أي نتائج، يرى ما يقرب من الـ 54 بالمئة أنها كانت فعالة. ولا ترى أغلبية كبيرة من الديمقراطيين (86 بالمئة) أن الخطة الأمنية الأميركية قد نجحت ويشاطرهم الرأي نسبة ضئيلة من الجمهوريين تبلغ 11 بالمئة. وفي ردهم على تعريف النصر الأميركي في العراق قال 37 بالمئة من الأميركيين الراشدين أنه سيتحقق عندما يستعيد العراق السيطرة على أمنه الداخلي (وهي نظرة يتفق معها 58 بالمئة من الجمهوريين مقابل 17 بالمئة فقط من الديمقراطيين). غير أن نسبة مقاربة من المستطلعين (34 بالمئة) قالوا إنهم لا يؤمنون بأن نصراً أميركياً في العراق هو أمر ممكن. ويوافق 60 بالمئة من الديمقراطيين على إستحالة النصر في العراق مقارنة مع 7 بالمئة فقط من الجمهوريين. وقال 13 بالمئة من إجمالي المستطلعين أن النصر الأميركي سوف يتحقق عندما ينجح عراق آمن بتشكيل حكومة ديمقراطية فيما رأى 11 بالمئة بأن الولايات المتحدة قد حققت بالفعل نصراً في العراق.
وأجري الإستطلاع الذي شمل عيّنه من 6711 راشدا بواسطة الإنترنت في الفترة بين 17 – 20 آب (أغسطس) 2007، وحمل هامش خطأ نسبته 1.2 بالمئة. وكان الرئيس بوش قد أشار في خطاب له أمام المحاربين القدامى في كنساس سيتي في ولاية ميسوري إلى آثار حرب فيتنام عندما كان يجري مقارنات لما يمكن أن يحدث إذا أقدمت الولايات المتحدة على الإنسحاب من العراق. وعندما سئلوا أي أزمة واجهتها الولايات المتحدة في السابق شبيهة بالحرب في العراق، قال أكثر من 52 بالمئة ممن شملهم الإستطلاع الإلكتروني إنها (الحرب في العراق) أكثر شبهاً بحرب فيتنام. قارنت أغلبية كبيرة من الديمقراطيين (78 بالمئة) الحرب العراقية بحرب فيتنام فيما لم يقم هذه المقارنة سوى نسبة ضئيلة من الجمهوريين (26 بالمئة). ومع تزايد إستعدادات المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين للرئاسة للإنتخابات الأولية في الولايات ينقسهم الأميركيون حول أي مرشح سيكون قادراً في حال إنتخابه على إنهاء الحرب بنجاح. ففيما يعتقد 39 بالمئة بأن رئيساً جمهورياً سيكون أكثر نجاحاً في إنهاء الحرب بصورة إيجابية، يشعر 36 بالمئة بأن رئيساً ديمقراطيا هو القادر على هذه المهمة، في حين قال 14 بالمئة أن أياً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لن يكون قادراً على إنهاء الحرب بنجاح. ورداً على سؤال حول أي من المرشحين للرئاسة عام 2008 الأفضل في إدارة الحرب في العراق حلّ المرشح الجمهوري رودي جولياني على رأس القائمة بنسبة 14 بالمئة، تلاه فرد طومسون بـ 11 بالمئة ثم هيلاري كلينتون بـ 10 بالمئة فباراك أوباما بـ 9 بالمئة، مع 7 بالمئة لكل من جون ماكين وجوزيف بايدن و5 بالمئة لكل من جون إدواردز وميت رومني و4 بالمئة لكل من رون بول وبيل ريتشارسون ودنيس كوسينش. وقد أعطى 27 بالمئة من المستطلعين الرئيس بوش تقييماً إيجابياً لإدارته للحرب بارتفاع طفيف عن نسبة الـ 24 بالمئة التي حصل عليها في إستطلاع أجري في تموز (يوليو) الماضي. وفي حين طرأ تحسن طفيف على تأييد أداء الرئيس بوش في إدارة الحرب بقي التأييد لأداء الكونغرس بإزاء الحرب في العراق بلا تغيير عند المستوى المتدني الذي حصل عليه قبل شهر وبلغت نسبته 3 بالمئة. ويواجه الكونغرس إمتعاضاً كبيراً من أدائه في صفوف الديمقراطيين حيث أعطاه 95 بالمئة منهم تقييماً سلبياً لأدائه في إدارة الحرب مقارنة بـ 94 بالمئة أعطوا التقييم السلبي إياه في شهر تموز (يوليو) الماضي. ويعتقد 43 بالمئة أنه منذ سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلسي الكونغرس في كانون ثاني (يناير) الماضي أظهر الكونغرس الجديد أداءً ضعيفاً في مسألة الحرب في العراق جعله أسوأ من الكونغرس الجمهوري السابق. حيث قال 20 بالمئة فقط إن الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون يقوم بعمل أفضل، بينما يعتقد 35 بالمئة أن أداء الكونغرس لم يختلف كثيراً بين الجمهوري السابق والديمقراطي الحالي. وتنتقد غالبية عظمى من الأميركيين بشدة حسب الإستطلاع (80 بالمئة) تخطيط الحكومة الأميركية ما قبل الحرب حيث يرى هؤلاء أن الحكومة لم تخطط جيداً لمرحلة ما بعد الحرب قبل شنها. ولا يعتقد كل ثلاثة من أربعة أميركيين (72 بالمئة) أن أداء الحكومة الأميركية لحقبة الإحتلال قد تم بكفاءة. وأظهر الإستطلاع أن الحرب العراقية قد أثرت سلباً على نظرة الكثير من الأميركيين إلى أجزاء متعددة من الحكومة الأميركية، فقد قال 60 بالمئة إن ثقتهم في الرئيس قد تدنت منذ بداية الحرب فيما كانت حصة الكونغرس من فقدان الثقة أكبر حيث بلغت 74 بالمئة من الأميركيين. وأظهر الإستطلاع أيضاً تدني الثقة بوكالات الإستخبارات الأميركية إلى 63 بالمئة منذ بداية الحرب، بينما يقول 45 بالمئة من الأميركيين أن لديهم الآن ثقة أقل بالقيادة العسكرية الأميركية العليا
Leave a Reply