برميل النفط يتجاوز 115 دولاراً
واشنطن – بالتزامن مع قفز سعر النفط الخام إلى سجل تاريخي جديد الأسبوع الماضي بعدما تجاوز سعره 115 دولار للبرميل، دافعا أسعار المحروقات إلى مستويات لم تصلها من قبل، تنبأت هيئة حكومية اميركية باحتمال كسر اسعار وقود السيارات في أميركا حاجز 4 دولارات للغالون هذا الصيف مدشنة مخاوف جديدة من تأثير اسعار الطاقة على المستهلكين الأميركيين والاقتصاد الأميركي عموما. هذا وقد وصلت أسعار وقود السيارات إلى 4 دولارات للغالون (الغالون أكثر من 3 لترات) في بعض الولايات مثل كاليفورنيا غير ان التقرير الذي أصدرته إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية الثلاثاء توقع ان يصل السعر الى اربعة دولارات مع حلول عطلة يوم «ميموريال دي» او عيد الشهداء الأميركي، وهو احد العطلات التي تشهد سفر كبير بالسيارات في أميركا كل عام. فيما توقعت الإدارة ان يصل المتوسط القومي للغالون من الوقود الى اكثر من 3,6 دولار اثناء شهري أيار (مايو) وحزيران (يونيو) وهما شهران ايضا للسفر في الصيف بالسيارات كما اعتاد الأميركيون.ويأتي التوقع بوصول السعر الى 4 دولار للغالون بناء على تصور ان سعر البرميل الخام من النفط سيكون 103 دولار فقط.يذكر ان سعر البرميل وصل الأسبوع الماضي الى ما يقارب 112دولار للبرميل.وعلى الرغم من دخول اميركا في فترة انكماش اقتصادي في الربع الاول من العام حدث معها انخفاض في الطلب على النفط بنسبة 1 بالمئة الا ان الاسعار ستستمر في الارتفاع بحسب الادارة.يذكر ان اميركا تستهلك بمفردها ربع انتاج العالم من النفط وعلى الرغم من الانكماش الا انه يعتقد ان نتيجة الاقبال على النفط في دول العالم الثالث التي تنمو بقوة مثل الصين والهند فان الطلب قد رفع من اسعار النفط.هذا وقد ادى ارتفاع اسعار النفط الى ارتفاع اسعار الديزل المستخدم كوقود في الشاحنات الضخمة والتي تخطت اربعة دولارات للغالون.وقد قام سائقو الشاحنات بإضرابات وتظاهرات رمزية خلال الاسابيع الماضية احتجاجا على ارتفاع الاسعار.كما تمت جلسة في الكونغرس حضرها رؤساء شركات النفط الاميركية الكبرى تعرضوا فيها لتوبيخ من اعضاء مجلس النواب ممن اعترضوا على ارتفاع اسعار الوقود بنسب قياسية. كما تتعرض شركات الطيران لضغوط مكثقة ايضا نتيجة ارتفاع اسعار الوقود مما اضطرها لرفع اسعارها واضطرت بعض الشركات الصغيرة لإشهار افلاسها او الخروج من خدمة الطيران.هذا ويمكن الآن مشاهدة «طوابير» طويلة من الأميركيين بانتظار الحافلات العامة أو المترو تخفيضا لنفقات انتقالهم لعملهم خصوصا إن طبيعة الحياة في أميركا تفرض الحياة في بعض الأحياء البعيدة ولكن العمل يكون في المدن الرئيسية مثل واشنطن ولوس أنجلوس وغيرها.هذا وتقول منظمات رقابية مثل منظمة «أويل ووتش دوغ»، التي مقرها سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، انه يتعين الآن على البيت الأبيض والكونجرس فتح تحقيقات فورية ضد المضاربين في أسعار النفط الذين دفعوا بأسعار الطاقة والوقود إلى أرقام قياسية من أجل جني أرباح سريعة.
وقالت المنظمة الرقابية إن العائلات الأميركية بدأت تعاني ليس فقط في طوابير انتظار المواصلات العامة وحسب وإنما تعاني من زيادة الديون المرتبطة بأسعار الوقود.فقالت «إن العائلات تلجأ للقروض عن طريق بطاقات الائتمان في حين أن الاقتصاد منهار من ناحيتين بسبب التضخم الذي يسببه ارتفاع أسعار النفط وبسبب الانكماش من ناحية أخرى».ويقول اقتصاديون ان ارتفاع اسعار الوقود والغذاء تجبر المستهلكين على عدم الانفاق وبالتالي اضعاف حركة الاقتصاد الاميركي ودفعه الى المزيد من الركود.
ذكر ان بعض الحلول المقترحة لارتفاع الأسعار تشمل تمرير قانون للوقود البديل يتم تمويله عن طريق سحب 1,8 مليار دولار من الدعم الحكومي الأميركي لشركات النفط في صورة معونات ضريبية.
هذا وقد مرر مجلس النواب هذا القانون إلا إنه من غير الواضح ماذا سيكون مصيره في مجلس الشيوخ خصوصا مع ضغوط لوبي النفط. وهناك مطالبات كذلك أن يقوم المرشحون الرئاسيون بوعد تقليل اعتمادهم على شركات النفط وتقليل نفوذ لوبي النفط في البيت الأبيض.
Leave a Reply