ديربورن – «صدى الوطن»
من أجل تنمية الحسّ الفنّي لدى جيل الأطفال العرب في ميشيغن وبقية الولايات الأميركية، وتعزيز الهوية الحضارية لانتمائهم، ومنها الحفاظ على لغتهم العربية، وبالتالي ليكون الفنُّ جسراً يربط بين أبناء الجالية وإشاعة روح المحبّة والتآلف بين مختلف الجاليات، فقد دأب المخرج والفنان المسرحي مهدي البابلي على تحقيق هذا المشروع بجهود فردية معتمداً على إمكاناته الذاتية، فاختار النموذج المسرحي غير المألوف، حيث كرّس طاقاته الإبداعية في تقديم الجديد عبر مسرح الدُمى، إذ يقدّم شخصيات المسرحية على هيأة دمى تتبادل تفاصيل النصّ المسرحي.
إنّ هذه المبادرة الريادية في جاليتنا العربية تترتّب عليها إضافة جهود استثنائية غير مألوفة هي الأخرى، متخطّيةً الصيَغ الكلاسيكية المعروفة والمتداوَلة في العروض المسرحية بشكلٍ عام، ليدخلنا في عالَمٍ آخر هو عالَم الدمى المُحبَّب لقلوب الأطفال، ممّا يؤكّد عبرها مقدرة الفنّان الجاد على استنباط الجديد في عالَم المسرح، لا سيما مسرح الأطفال الذي ينطوي عل متطلَّباتٍ غاية في التعقيد من حيث تقديم نوعيّة المادّة التي تستهوي الأطفال والتي هي بلا شكّ تتطلّب الموهبة الاستثنائية في الوصول إلى تلك الصِيَغ الفنيّة. وبهذا فإنّ أوّل فرقة مسرحية عربية أميركية متخصّصة بعروض الأطفال قد تمّ تأسيسُها في ديربورن، وقد استهلّت عروضها بمسرحية تستعرض شخوصها على شكل دُمى، تحت عنوان «غداً أجمل»، وقدّمته في مدرستَين مختلفتَين في مدينة ديربورن بولاية ميشيغن، تتمحور حول طفلين من أسرة واحدة، أحدهما فتاة صغيرة تحبّ المدرسة وزميلاتها ومعلّماتها، وأخٍ أكبر منها قليلاً يتصرّف بعكسها تماماً، إذ يختلق الأعذار كي يتغيّب عن المدرسة، وإذا ذهبَ إليها فلا نجده يحبّ زملاءَه بل يعتدي عليهم، وقد اعتُمدَ الحوار باللغتَين العربية والانكليزية، ففكرة العمل تربويّة تعليمية تحثّ الأطفال على حبّ المدرسة والتعلُّم وطاعة الأبوَين واحترام الأساتذة والمعلّمين وحبّ الآخَرين، وتُجدر الإشارة إلى أنّ المسرحية من تأليف وإخراج الكاتب والفنّان (البابلي) وتمثيل نخبة من الأطفال الموهوبين.
Leave a Reply