وسط ضغوط أهلية لمنع إقامته على جزيرة «بل آيل»
ديترويت – تستعد جزيرة «بل آيل» لاستضافة سباق الجائزة الكبرى للسيارات (إندي كار) بين ١ و٣ حزيران (يونيو) القادم، في موعد قد يكون الأخير من نوعه لعشاق هذه الرياضة، بسبب تواصل الضغوط الأهلية لمنع إقامة السابق على الجزيرة حفاظاً على طبيعتها وهدوئها كمنتزه عام.
وتعود ملكية منتزه جزيرة «بل آيل» لبلدية ديترويت، إلا أنه يخضع منذ شباط (فبراير) ٢٠١٤ لوزارة الموارد الطبيعية في ولاية ميشيغن التي تتولى ترميمه وصيانته بموجب عقد إيجار مدته ٣٠ عاماً.
ومع توليها إدارة المنتزه، سمحت الوزارة بمواصلة إقامة سباق الـ«غراند بري» على أرض الجزيرة احتراماً لاتفاق سابق أبرمته البلدية لتنظيم السباق خمس سنوات، آخرها نسخة هذا العام.
وأبلغت الوزارة مجلس بلدية ديترويت الثلاثاء الماضي بأنها لم تتلق حتى الآن عرضاً لتنظيم السباق على الجزيرة في المستقبل، إلا أن القائمين على الحدث يؤكدون أنه في حال تم رفض إقامة السباق على بل آيل العام القادم، فإن ذلك سيكون بمثابة حكم بالإعدام عليه.
من جانبه، أكد مدير قسم المنتزهات في الوزارة، رون أولسن، إن دائرته ستجري تقييماً لأي عرض قد يصلها بهذا الشأن، لافتاً إلى أن «بل آيل» باتت المنتزه الأكثر جذباً للزوار في ميشيغن وبين عموم المنتزهات المملوكة للولايات الأميركية الخمسين، حيث استقبلت الجزيرة العام الماضي حوالي ٤.٢ مليون زائر.
وبالنسبة لمجموعات أهلية، تشكل نشاطات السباق مصدر إزعاج كبير لاسيما بسبب طول الفترة الزمنية التي يتشغل فيها المنتزه ابتداءً من نيسان (أبريل) حيث تنطلق ورشة تشييد المدرّجات والسياج والمرافق الخاصة بالحدث، وصولاً إلى إزالتها بالكامل في أواخر حزيران (يونيو) سنوياً. كما يتسبب السباق في كل ربيع بإغلاق أجزاء واسعة من الجزيرة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 982 أيكر.
في المقابل، فإن الحدث الرياضي يحضره نحو ٩٠ إلى ١٠٠ ألف متفرج معظمهم من مقاطعات وين وأوكلاند وماكومب وواشطنو، كما يدرّ حوالي ٤٥ إلى ٥٠ مليون دولار على الاقتصاد المحلي سنوياً، وفقاً للمنظمين.
وقال رئيس إدارة السباق، بادّ دَنكر، إنه ليس في مدينة ديترويت حالياً أرض صالحة لإقامة السباق، بما في ذلك الموقعان المقترحان كبديلين محتملين (مطار كولمان يونغ البلدي أو أرض معارض الولاية سابقاً، عند تقاطع وودورد والميل الثامن).
ونقلت صحيفة «ديترويت نيوز» عن دنكر قوله: «ليس هناك خطة ب»، و«لا بديل عن بل آيل»، مؤكداً أنه في حال رفضت السلطات إقامة السباق على الجزيرة الواقعة في نهر ديترويت، فإن ذلك يعني أن السباق «سيختفي».
ولفت دنكر إلى أن القائمين على السباق يرغبون بالاستماع إلى الشكاوى وتقديم التنازلات، مشيراً إلى أنه يجري العمل على تقليص الفترة والمساحة التي يشغلها الحدث.
ومن المتوقع أن يتخذ القرار بهذا الشأن بحلول تموز (يوليو) القادم، بناءً على عدة عوامل أبرزها الإقبال الجماهيري على الفعاليات المنتظر من جهة، وحجم التظاهرات التي سيقيمها الناشطون المعارضون من جهة أخرى، حيث دعت منظمات أهلية إلى تنظيم احتجاجات عند مدخل بل آيل للمطالبة بمنع إقامة السباق مجدداً على الجزيرة حفاظاً عليها كمنتزه طبيعي يقصده سكان منطقة ديترويت الكبرى للترويح عن النفس.
ويشار إلى أن سباق الـ«غراند بري» يقام على الجزيرة منذ العام ١٩٩٢، ومنذ العام ٢٠١٢ مقابل ٢٠٠ ألف دولار سنوياً وفق العقد الذي ينتهي هذا العام.
Leave a Reply