بدأ العرب الأميركيون يميلون في الآونة الأخيرة إلى الانخراط في الحياة العامة لمدينة ديربورن بمختلف فعالياتها الثقافية والإدارية والسياسية، لكنهم وبعد عقود مثمرة من إقامتهم ومشاركتهم في ازدهار ما باتت تسمى «عاصمة العرب الأميركيين في الولايات المتحدة» ما يزالون الأقل تمثيلاً في حكومة المدينة بالمقارنة مع ما تفترضه أعدادهم المتنامية ودورهم البارز فيها.
بحسب «مكتب الإحصاء الأميركي» في ٢٠١٠ فإن حوالي نصف سكان ضواحي ديترويت هم من العرب، مضافاً إليهم أعداد متزايدة من المهاجرين واللاجئين الجدد، فيما تشير التقديرات الغير رسمية إلى أن العرب يشكلون أكثر من نصف سكان المدينة، وهؤلاء يناضلون على الدوام لمكافحة التصورات النمطية السلبية حول ثقافاتهم، كما يجتهدون لدحض الشائعات التي يحاول البعض إلصاقها بهم على خلفية تنامي موجات الكراهية والتمييز في أميركا، التي حاول بعض متعصبيها وصم ديربورن بـ«المدينة التي تحكمها الشريعة الإسلامية».
وعلى الرغم من أن معظم المسؤولين الحكوميين والرسميين يحتفلون بالتنوع ويعمدون إلى تعيين روابط اتصال مجتمعيين بين الدوائر الحكومية والرسمية وبين مجتمع الجالية العربية، إلا أن الوثائق الرسمية لمدينة ديربورن تكشف عن أن العرب الأميركيين ليس لهم دور معتبر في إدارة حكومة المدينة التي يشكلون فيها العرب أكثر من نصف إجمالي السكان، بحسب الإحصائيات غير الرسمية.
كما أن نظرة متفحصة إلى وثائق مدينة ديربورن –التي حصلت «صدى الوطن» على نسخة منها بموجب «قانون حرية (الحصول على) المعلومات» تظهر أن دور العرب في حكومة المدينة لا يتعدى أن يكون دوراً هامشياً.
وفي التفاصيل، يبلغ إجمالي عدد الموظفين (بدوام كامل ودوام جزئي) في مدينة ديربورن 1507 موظفين، في جميع الأقسام والدوائر –بينها دائرتا الشرطة والإطفاء والهندسة وغيرها– وتبلغ نسبة الموظفين العرب الأميركيين بينهم 12 بالمئة فقط، وذلك وفقاً لسجلات مدينة ديربورن حتى شهر آب (أغسطس) الماضي.
عدد الموظفين بدوام كامل 725 موظفاً ونسبة العرب بينهم 8 بالمئة، أما الموظفون بدوام جزئي فيبلغ عددهم 782 موظف، ونسبة العرب بينهم 16 بالمئة.
كما توظف المدينة حوالي 1000 شخص بشكل موسمي، نصفهم تقريباً يعملون في «دائرة الترفيه والمنتزهات»، وهؤلاء الموظفون لا يتم إدراجهم في سجلات المدينة.
ونسبة العرب الأميركيين في دائرة الشرطة هي الأعلى بالمقارنة مع الدوائر الأخرى، فوفقاً لمساعدة قائد الشرطة نانسي حمود ستروتز يبلغ إجمالي عدد عناصر الشرطة 190 بينهم 16 عربياً، أي بنسبة 8 بالمئة، إضافة إلى ٥٢ موظفاً بينهم ١٧ موظفاً عربياً في الأقسام التابعة للدائرة، أي بنسبة ٣٣ بالمئة. وتبلغ النسبة الكلية ١٤ بالمئة.
أما في محكمة ديربورن الـ19 فيعمل 17 عربياً بمن فيهم القضاة وكتّاب المحكمة.
«دائرة الترفيه والمنتزهات» تأتي في المرتبة الثانية من حيث توظيفها للعرب الأميركيين حيث يبلغ عدد موظفيها (بدوام كامل ودوام جزئي) ٦٤٠ موظفاً بينهم ٥٧ عربياً، أي بنسبة ٩ بالمئة، وهؤلاء يعملون في المنتزهات وصالات الرياضة والمرافق الثقافية والاجتماعية في المدينة، ولا يوجد أي عربي يعمل في «المركز المجتمعي وبرنامج رعاية الأطفال».
وفي المرتبة الثالثة، تأتي مكتبات ديربورن (9 موظفين عرب)، و«دائرة الإسكان» (9 موظفين). أما دائرة الإطفاء ففيها 7 عرب أميركيين من أصل ١٤٢ عنصراً وموظفاً، أي بنسبة ٥ بالمئة.
ويتراوح عدد العرب العاملين في دوائر «الهندسة» و«الأشغال العامة» و«المحاسبة» و«المجلس البلدي» بين 4 و 5 أشخاص.
أما أقسام «الكليرك» و«الموارد البشرية» و«المعلومات العامة (الإعلام)» و«نظم المعلومات» و«الخدمات السكنية» و«لجنة التقييم»، ففيها إما موظف واحد أو أنها تخلو من أي موظف عربي.
«صدى الوطن» كانت قد ذكرت الشهر الماضي أن عدد المفوضين المتطوعين لدى المدينة 221 مفوضاً بينهم 36 عربياً، يتوزعون على 24 هيئة مختلفة لتقديم المشورة لرئيس البلدية والمجلس البلدي في القضايا المتصلة بالقرارات المحلية وتقسيم المناطق (زونينغ) والإسكان والسلامة المرورية وتطوير الأعمال وغيرها.
لمزيد من المعلومات حول الوظائف المتاحة في ديربورن، يمكن زيارة موقع المدينة الإلكتروني على العنوان التالي:
www.cityofdearborn.org/services/human–resource
Leave a Reply